‘);
}

علاقة الفيتامينات بالعقم

تُصنّف الفيتامينات والمعادن ضمن العناصر الغذائية الدقيقة التي توجد في الجسم بشكلٍ طبيعيّ، أو يمكن الحصول عليها عن طريق المُكمّلات الغذائية، ويجدر الذكر أنّ الفيتاميناتُ والمعادنُ مُهمّةٌ لأداء بعض الوظائف في جسم الإنسان، ويُعدّ اتّباعُ نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ أفضلَ الطرق لضمان الحصول على جميع المغذّيات التي يحتاجها الجسم.[١] وتوصى النساء بتناول الفيتامينات قبل حدوث الحمل، وذلك لتجنّب بعض المخاطر التي يمكن أن تُصيب الجنين، ومنها مخاطر العيوب الخِلقية في الدماغ والعمود الفقري، والتي قد تحدث في بداية الشهر الأول من الحمل، كما يمكن أن يساعد تناول الفيتامينات على تقليل بعض حالات العقم.[٢] ويجدر الذكر أنّ الدراسات العلمية التي أُجريت لدراسة تأثير الفيتامينات والمكملات في الخصوبة والعقم كانت معظمها دراساتٍ صغيرة، وليست هناك دلائل تؤكد فعاليتها في هذه الحالات،[٣] وسنذكر فيما يأتي بعض هذه الفيتامينات:

  • فيتامين هـ: اختلفت الدراسات حول تأثير فيتامين هـ في الخصوبة والعقم، فوفقاً لمراجعةٍ نُشِرت عام 2018 في المجلة العربيّة لجراحة المسالك البوليّة؛ لوحظ أنّ فيتامين هـ قد يرتبط بتحسين حركة الحيوانات المنويّة، ممّا قد يساعد على زيادة الخصوبة لدى الرجال بسبب تأثيره المضاد للأكسدة،[٤] ولكن ليست هناك أبحاث كافيةٌ تبيّن فوائد فيتامين هـ للنساء اللواتي يعانين من مشاكل الخصوبة.[٥] إضافةً إلى ذلك لم تُثبت الدراسات الأخرى أيّ تحسن في الخصوبة عند الرجال عندما تناولوا فيتامين هـ مع فيتامين ج أو السيلينيوم.[٣]
  • حمض الفوليك: يُعدّ حمضُ الفوليك الشكلَ الصناعيَّ لفيتامين ب9، ويتمّ تحويله إلى الفولات (بالإنجليزية: Folate) في الجسم للاستفادة منه، ويوجد الفولاتُ بشكلٍ طبيعيٍّ في بعض الأطعمة،[٦] وقد أشار الباحثون في مراجعةٍ أُجريت في جامعة Harvard T.H. Chan School of Public Health عام 2018 أنّ هذا الفيتامين قد يساعد على حدوث وثبات الحمل عند النساء، ولكن هناك حاجةٌ إلى المزيد من الأبحاث لتحديد فعالية حمض الفوليك في تحسين وعلاج الخصوبة لدى النساء،[٧] أمّا بالنسبة للرجال فقد وُجد أنّ حمض الفوليك مع الزنك قد يمتلك تأثيراً إيجابيّاً في خصائص الحيوانات المنوية وتحسين نوعيّتها، وذلك حسب ما ورد في تحليل شمولي (بالإنجليزية: Meta-analysis) أُجري عام 2017، وشمل 7 دراساتٍ ضمّت رجالاً يعانون من مشاكل في الخصوبة.[٨][٥] وقد يحسّن حمض الفوليك عند تناوله مع الزنك عدد الحيوانات المنوية، ولكن يحتاج الباحثون إلى المزيد من الدراسات لتأكيد فعاليته.[٣]
  • فيتامين ج: يتميّز فيتامين ج بكونه يمتلك خصائص قويّةً مضادّةً للأكسدة، والتي تقلل من التأثير السلبيّ للجذور الحرة على الخلايا، كما لوحظ أنّ فيتامين ج قد يُحسّن صحّة الحيوانات المنوية من خلال تقليل عمليّةٍ تُسمّى تجزئة الحمض النووي للحيوانات المنوية (بالإنجليزية: Sperm DNA fragmentation)،[٦] وقد وجدت دراسةٌ أُجريت عام 2016 في جامعة شيراز الدولية للعلوم الطبية (بالإنجليزية: Shiraz University of Medical Sciences) أنّ الرجال الذين قد تناولوا فيتامين ج وكانوا يعانون من السمنة قد تحسّن تركيز وحركة الحيوانات المنوية لديهم،[٩][٥] وقد يساعد فيتامين ج على تحسين بعض أنواع العقم عند النساء، وذلك كما تشير بعض الدراسات الأوليّة، ولكن يحتاج الباحثون إلى المزيد من الدراسات لتوضيح قدرته على تحسين الخصوبة لدى الرجال والنساء.[٣]
  • فيتامين د: قد يرتبط انخفاض مستوى فيتامين د في الجسم ببعض مشاكل الخصوبة، مثل: مشاكل الإباضة، وزيادة خطر الإصابة بالتهاب بطانة الرحم، وقد يكون ذلك بسبب احتواء الأعضاء التناسليّة للرجل والمرأة على مستقبلات فيتامين د، وقد لوحظ أنّ مُعدّلات نجاح عمليات التلقيح الصناعي تكون أعلى عند النساء والرجال الذين يمتلكون مستوى أعلى من فيتامين د،[٦] كما تبيّن في بعض الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أنّ نقص فيتامين د قد يسبب ضعفاً في الخصوبة، وانخفاضاً في وظائف الجهاز التناسليّ، وقد وِجد في تحليلٍ شموليٍّ ضمّ 11 دراسة عام 2018 في أكاديمية أكسفورد، وشمل 2700 امرأةً خضعن لعمليّة الإخصاب في المختبر ونقل الأجنّة المجمّدة لإتمام الحمل، أنّ النساء اللاتي امتلكن مستوياتٍ طبيعيّةً من فيتامين د كان احتمال حملهنّ أكبر بنسبة 34%، واحتمال نجاح حملهنّ أكبر بنسبة 46% مقارنةً بالنساء اللاتي امتلكن مستوياتٍ منخفضةً من فيتامين د، ولكن يحتاج الباحثون لدراساتٍ أكثر لتأكيد هذا التأثير.[١٠][١١]
وأشار الباحثون في نفس الدراسة إلى أنّ النتائج تُظهر وجود ارتباطٍ بين مستويات فيتامين د وحدوث الحمل، ولكنّها لا تثبت أنّ مكملات فيتامين د حسّنت فرص إنجاب طفل، كما حذّر الخبراءُ الذين أجروا البحث النساءَ اللاتي يرغبن في إتمام حملهنّ من تناول جرعاتٍ زائدةٍ من مُكمّلات فيتامين د، وذلك لأنّه قد يؤدي إلى تراكم كميّاتٍ كبيرةٍ من الكالسيوم في الجسم، ممّا قد يضعف العظام ويضرّ القلب والكلى.[١٠][١٢]