الفيروس لا ينشط ليلا ويستريح نهارا وفترة السماح بالتجوال 14 ساعة يوميا كافية لانتشاره

القاهرة ـ «القدس العربي»: شن العالم فاروق الباز هجوماً حاداً على رجال الأعمال، الداعين لاستئناف العمل وفتح الأسواق، بدون النظر للخسائر المحتملة في الأرواح،

الفيروس لا ينشط ليلا ويستريح نهارا وفترة السماح بالتجوال 14 ساعة يوميا كافية لانتشاره

[wpcc-script type=”adb20ae5b4ea3a7e0e20696e-text/javascript”]

القاهرة ـ «القدس العربي»: شن العالم فاروق الباز هجوماً حاداً على رجال الأعمال، الداعين لاستئناف العمل وفتح الأسواق، بدون النظر للخسائر المحتملة في الأرواح، نظراً لانتشار فيروس كورونا، قائلاً: إن حياة الإنسان هي الأهم، وإنه يجب أن نُشعر جميع المصريين بأن حياة الإنسان مهمة، وأن علينا بذل كل ما نملكه من جهد لحمايتها. مشيراً إلى أن الإنسان هو القادر على إصلاح الاقتصاد. واستنكر الباز التصريحات التي أدلى بها بعض رجال الأعمال، عن عودة العمل على الفور لإنقاذ الاقتصاد، قائلاً: «من إمتى الاقتصاد أهم من حياة الإنسان؟ عيب»، مشيراً إلى أن مصر أمامها الفرصة لإثبات قدرتها على إنعاش الاقتصاد بعد انتهاء الأزمة، والاطمئنان على حياة البشر الذين سيقومون بدورهم في العمل، وبناء الاقتصاد من جديد. أما عن المساهمة المجتمعية لرجال الأعمال لمساعدة الدولة في مواجهة فيروس كورونا، فقال الباز، إن هذا الدور يجب أن ينبع من داخل كل شخص، وليس عن طريق الضغط من أحد للتبرع للدولة في مثل هذا الوقت، مضيفاً أنه من الصعب أن نجبر أحدا على التبرع من ماله الخاص.

وزير الدولة الإثيوبي للشؤون المالية: استكمال بناء السد أولوية أولى بالنسبة لنا

وفي زمن كورونا عاد الكاتب يوسف زيدان المشهور بالهجوم على الثوابت، والذي حذر منه العديد من مشايخ السلفية، ليثير الزوابع، فقد دعا الشيوخ والفقهاء إلى الجلوس في بيوتهم، وعدم الحديث عن الصوم في شهر رمضان، لحين انتهاء وباء كورونا. وقال زيدان وفقاً لـ«المصري اليوم»: «أطباء الأمة العربية الإسلامية النوابغ قالوا بتجنب الصوم والجماع في زمن الوباء». وأضاف: «الحضارة الإنسانية تقوم على التراكم وليس الانتكاس، نحن نناقش البديهيات»، معتبرًا أن «الإفتاء والأزهر لا دخل لهما بالحديث عن زيادة المناعة في الصيام». أما عمرو الشوبكي فعبّر عن صدمته من الممثلة داليا البحيري، التي هاجمت الفقراء، ومن يتحدث عن دعمهم قائلا : «من الصعب أن نصف هؤلاء بالفنانين، فحين تقول مدعية فن أن من يكلمني على عمالة يومية «حديلة على بقة بالشبشب» فهذا يعني جرعة من التخلف والبؤس، واحتقار الناس في بلد يمثل ملايين من أبنائه جزءا من هذه العمالة. مؤسف وصادم أن تغيب البوصلة عن كثيرين في مشهد كورونا، ويصر البعض على النظر بعين واحدة. وكانت داليا قد انتقدت خروج بعض العمالة اليومية للشارع في ظل الحظر قائلة: اللي هيقولي العمالة اليومية هديله بالجزمة.
أما أهم معارك أمس الخميس 16 إبريل/نيسان، فوجهت نحو نيوتن في «المصري اليوم» الذي يكتب صاحبه بقلم مستعار، ورجحت مصادر أنه مؤسس «المصري اليوم» رجل الأعمال توفيق دياب، الذي يتعرض حالياً لهجوم واسع من قبل كتاب وإعلاميي السلطة، بسبب دعوته لضرورة أن يكون هناك حاكم خاص لشبه جزيرة سيناء.

الخطر داهم

انتبه أشرف البربري لخطر أوشك أن يقع مشدداً في «الشروق» من عواقبه قائلا: «إذا كانت كل دول العالم ترفع شعار «لا صوت يعلو على صوت المعركة ضد كورونا» فربما لأنه لا توجد دولة تواجه خطرا أكبر من خطر الفيروس، يهدد وجودها وحياة شعبها كالذي تواجهه مصر، وهو سد النهضة الإثيوبي الذي يحمل لمصر العطش والبوار. بالطبع المعركة ضد فيروس كورونا مهمة، وخطر الفيروس ليس بسيطا، لكن المؤكد أن مصر والعالم سيتجاوزان هذه الأزمة مهما كانت خسائرها البشرية والمادية، وقد يحدث هذا خلال أسابيع أو شهور على الأكثر، غير أن هذه الشهور التي ينشغل فيها العالم بكورونا قد تكون حاسمة ومصيرية بالنسبة لسد النهضة، الذي تصر إثيوبيا على المضي قدما نحو تشغيله، بدون أن تضع مصالح مصر الحيوية وحقوقها المشروعة في الاعتبار. فوكالة بلومبرغ الأمريكية للأنباء نقلت قبل أيام عن وزير الدولة الإثيوبي للشؤون المالية أيوب تيكالين قوله، إن استكمال بناء السد هو أولوية أولى بالنسبة لإثيوبيا، مضيفا «إننا قد نعيد ترتيب أولويات مشروعات بسبب هذه الأزمة، سد النهضة الإثيوبي العظيم، أؤكد لكم، أنه ليس واحدا منها.. نحن ماضون في الالتزام بالجدول الزمني، وسنملأ السد ونبدأ في توليد الطاقة». لذلك يجب ألا تشغلنا أزمة فيروس كورونا المستجد، عن التعامل مع خطر سد النهضة والاستعداد، وربما التحرك لمواجهة جميع السيناريوهات المحتملة، في ظل التعنت الإثيوبي وإصرار أديس أبابا على تشغيل السد، بدون التوصل إلى اتفاق يضمن لمصر الحد الأدني من حقوقها. والحقيقة أن التعامل مع أزمة كورونا بالطريقة التي تضمن التغلب عليها، ومواصلة التحرك لمواجهة خطر سد النهضة ليس صعبا، إذا ما قامت كل مؤسسة بمسؤوليتها».

إقطعوا لسانه

ومع أعنف هجوم على نيوتن، الكاتب في «المصري اليوم» وأحد أبرز رجال الأعمال، الذي طالب مؤخراً بضروروة انتخاب حاكم لسيناء، ليجد نفسه أمام الجحيم، حيث انطلق عليه الهجوم من كل حد وصوب وها هو أحمد أيوب في «اليوم السابع» يهاجمه بضراوة: «لم أغضب من نيوتن ولم يفاجئني ما كتبه، فهو لم يأت بجديد، هذا دأبه وتلك قناعاته الدائمة التي لا يحيد عنها، خدام من يطعمه ويموله، يبحث دائما عن مصلحته التي لم يراها يوما في مصر، وإنما في مناطق أخرى، مصر بالنسبة له بئر بترول يحصد من ورائها المليارات، أو أنها أرض يسقعها أو يحولها إلى منتجعات يتربح منها مئات الملايين، أو يزرعها بما يصدره إلى وجهات نعرفها جميعا، أو قطعة جاتوه يهادي بها من يريده، وذئب شوارع عقور لا يدين لوطنه مثلما يدين لمن يدعمونه خارجيا، ولا يراعي مصالح بلده بقدر ما يقاتل من أجل مصالح عابرة للحدود، تأتينا شرقا وغربا على جناحه هو ومن على شاكلته. ما كتبه نيوتن من أفكار مشبوهة حول سيناء، وكلنا نعرف من يكتب هذا العمود، فهو ذو السوابق الصحافية الممتلئة بالحقارة السياسية والجرائم المهنية، ليس مجرد فكرة طارئة ولا رؤية عنت لكاتبها المأجور، فأراد أن يعبر عنها، نيوتن لا يكتب أفكارا حرة يمكن قبولها أو النقاش حولها، نيوتن ليس عمودا صحافيا بل منصة عبور سياسية مفضوحة لمشروعات تستهدف الوطن، فيروج لها ويجس النبض المصري حولها، فعلها كثيرا قبل ذلك وخط بقلمه المسموم قبل ذلك مشروعات تسيطر عليها أطماع نعرف مصدرها».

قلم خائن

وواصل أحمد ايوب هجومه على نيوتن في «اليوم السابع» قائلا: «كان الهدف من كتاباته أن يمهد الأرض لتحركات، أو توجهات تحقق أجندات خارجية، وهاجم الجيش المصري ووصفه بالمحتكر، ولم يكن مجرد وصف من رجل أعمال أغضبه دخول الجيش في الإشراف على تنفيذ مشروعات قومية، وإنما كان جزءا من حملة تشويه متعمدة وممنهجة، انطلقت وقتها ضد المؤسسة العسكرية. كنا نعلم جميعا أهدافها الحقيقية. فعلها أيضا في الانتخابات ليشوه نتائجها ويشكك في مصداقيتها، هذا هو نيوتن وما يكتبه.. لا يعرف معنى الوطن، لان وطنه ليس في القاهرة ولا نيلها، الذي يسكن على شاطئه ويسير جنب مياهه كل يوم ذهابًا وإيابًا، فوطنه هو ما يتربح منه، من أطلق كلابه على الدولة، كلما أرادت أن تطبق القانون عليه، من يسنده وقت الأزمات ويطمئنه بأنه لن يمسه أحد. المصريون يعرفون جيدا الآن كل الأقلام الخائنة والمدفوع لها، ومن يقف وراءها، فالمواقف أصبحت واضحة والحقائق عارية، ولم يعد هناك مجال للخداع أو الاختراق، ولم تعد هناك مساحة لتجميل الوجوه القبيحة، أو تمرير المشروعات المشبوهة. لم يعد هناك مجال للصمت على أمثاله ممن يقبلون بيع بلدهم، لمن يعرفون أهدافهم الحقيقية، فإذا كانت في الدولة مؤسسات تعرف كيف تحميها، من هؤلاء بالقانون.. فلديها أيضا شعب يعرف كيف يفضحهم ويجرسهم ويعري مواقفهم وتاريخهم الأسود. سيناء كانت وما زالت وستظل مصرية، تحدد مستقبلها الدولة المصرية، وفق ما تقتضيه المصالح القومية وليس ما يروج له نيوتن، أو من على شاكلته من خادمي المشروعات الخارجية التي تتعارض جملة وتفصيلا مع الأمن القومي المصري».

نيوتن يتراجع

إثر هجوم واسع وبلاغ للنائب العام ضده بسبب مطالبته بتعيين حاكم عسكري لسيناء تراجع نيوتن في «المصري اليوم» عن كثير مما قاله مؤخراً في مقاله في «المصري اليوم»: «منذ أيام.. طرحت هنا فكرة لتطوير سيناء ارتكزت على بعض النماذج الناجحة، التي قمت بدراستها في عدد من الدول الأخرى. ومن نافلة القول إن الأفكار تُطرح لتتم مناقشتها بين العامة والمتخصصين. ربما يتم قبول تلك الأفكار مهما كانت تحلق خارج الإطار التقليدي، أو رفضها تماما، أو تطويرها وتعديلها، لأن الهدف الأول والأخير هو الصالح العام. وما أطرحه رؤية كاتب لديه اطلاع على العديد من التجارب الناجحة في مجالات التنمية والاقتصاد، لكن عددا من ردود الأفعال على هذا المقال تجاوزت كل الحدود المقبولة، إلى التشكيك والتخوين والإقصاء والبحث في النوايا، بدون الحديث عن لب الموضوع الذي يستهدف الصالح العام، سواء تم قبوله أو رفضه، وحتى لا تتوه الحقائق، فإن ما دعوت إليه هو رؤية مختلفة لتنمية سيناء. تعتمد على المرونة الشديدة في سرعة وكفاءة اتخاذ القرار، لتذليل العقبات أمام المستثمرين، وتخطي البيروقراطية والروتين، وفتح الباب أمام جذب الاستثمارات المختلفة لتسريع عملية التنمية، وإعطاء من يدير هذا الملف من مسؤولي الدولة السلطة لحرية الحركة لاتخاذ القرار ليحقق الأهداف المنوطة به، وكلها أفكار تتوافق تماما مع ما يتم تنفيذه من الدولة على أرض الواقع، وتعمل على دعمها. ونعمل نحن بأفكارنا على تطويرها وتدعيمها. أظن أن كل من يتصدى للتعامل مع الرأي العام، يدرك ما يسمى بالمسكوت عنه بالضرورة، أي الأمر البديهي المستقر في عقل وضمير ووجدان كل مصري، ولا يحتاج إلى إفصاح. وهو هنا مقتضيات وأركان الأمن القومي المصري، التي لا يمكن لكاتب أو مفكر أن يتغاضي عنها، مهما كان اختلاف الطرح الذي يدعو إليه. لقد كتبت ما كتبته وأنا على يقين من أن القارئ الطبيعي، لا يسعى للتصيد».

غضب مبرر

الجميع شاهد كما تشير مي عزام في «المصري اليوم»، لقطات متلفزة للرئيس وهو غاضب من عدم التزام تجمعات عمالية بارتداء الكمامات، رغم أن جولات عدد من كبار المسؤولين في الدولة، لم يلتزم فيها مرافقوهم بأي إجراءات وقائية من حيث المسافة، أو ارتداء الكمامات، وقد سجل الإعلام ذلك ونشره على الناس. من يضطر إلى الذهاب إلى مصلحة حكومية أو بنك أو مكتب بريد، يشاهد بعينه أن أغلبية المصريين لا تلتزم بأي إجراءات وقائية، لا كمامات ولا مسافات آمنة، الجميع محشورون في مساحات ضيقة للغاية سيئة التهوية، وهي بيئة يسهل فيها انتقال جميع أنواع الفيروسات وليس كورونا فقط. بالطبع ليس المطلوب من الحكومة تعيين رقيب على كل مسؤول أو مواطن، لتتأكد من التزامه بتوصيات الوقاية، فهذا شيء غير منطقي، وغير منطقي أيضا الفزع والهلع من جثث موتى كورونا بدون أسباب طبية حقيقية.. إذن نحن أمام أداء شعبي جمعي بعيد عن الوعي، ويجب أن يُدرس قبل إصدار أي قرار أو قانون. حين اتخذ رئيس الحكومة قرار حظر التجوال كان مقصده – على ما أظن- تقليل خطر الإصابة بالفيروس، وسرعة انتشاره، ولكن طبقا لما يحدث بالفعل، فإن فترة السماح الممتدة لـ14 ساعة يوميا كافية لانتشار الفيروس، وبالطبع لا أحد يتصور أن كورونا ينشط ليلا، ويستريح نهارا. حين سألت صديقة تعيش في العاصمة الفرنسية عن الأحوال هناك قالت: «باريس تحولت لمدينة أشباح، شوارعها خالية تقريبا من المارة، الصيدليات ومتاجر الأغذية فقط المسموح لها بالعمل أما محال الشانزليزيه الشهيرة كلها موصدة». في الصين استخدمت الدولة تطبيقات الموبايل والذكاء الاصطناعي في تتبع المواطنين فردا فردا حتى يلتزموا بالحظر وتطبيق الإجراءات الوقائية، في بلدنا لا يحدث هذا أو ذاك، إذن ما هو مفهوم الحظر عندنا؟ نتائجه الإيجابية معدومة، والسلبية كثيرة منها: تردي أحوال العمالة اليومية وخسائر اقتصادية، بالإضافة إلى زيادة الزحام في فترة السماح، كما أن مدنا وقرى كثيرة في مصر لا تطبق».

يبحث عن الأثرياء

اكتشف محمود خليل في «الوطن»: «أن المتتبع لخريطة انتشار فيروس كورونا في قارات ودول العالم المختلفة، يلاحظ أن جغرافيا الثراء والاستقرار والقدرة تسير جنباً إلى جنب مع الفيروس. فالانتشار الأكبر يظهر داخل المساحات الجغرافية الأكثر تقدماً في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا، ويقل بعد ذلك في أمريكا الجنوبية وأستراليا وافريقيا. هل يكمن تفسير ذلك في عادات، أو أجواء معينة، أو ظروف أو إرادات محددة، تجعل الدول الأكثر تقدماً واستقراراً، مثل أمريكا واسبانيا وألمانيا وبريطانيا أشد عرضة للإصابة من الدول التي يهلكها ضعف المقدرات والصراعات الداخلية، مثل سوريا واليمن والعديد من الدول الافريقية الأخرى؟ الإرادة هنا يمكن أن نفهمها بالمدلول البشري، ويصح أن نفهمها أيضاً بالمدلول الإلهي الذي تجد ترجمة بديعة له في المثل المصري الذي يقول: «ربنا بيبعت البرد على قد الغطا». فيروس كورونا يبدو متحيزاً على مستويات عديدة، إثنية وعمرية ونوعية، وكأنه، كما يؤكد الكاتب، يختار ضحاياه، هذا التحيز هو سر اللخبطة والحيرة التي تضرب العقل البشري حالياً، خصوصاً أن محاولاته لتفسيرها عادة ما تكون معدومة الجدوى».

وجوه قبيحة

رد زياد بهاء الدين في «المصري اليوم» على المواطنة الكويتية التي هاجمت المصريين وطالبت بطردهم: «تصريحات فردية يطلقها بعض الراغبين في شهرة رخيصة وعابرة، ينبغي أن لا تؤخذ دليلا على سلوك وموقف شعب بأسره، وتصرفات جشعة من جانب بعض الباحثين عن توفير تكلفة العمالة، لا تعبر عن الحال في مجموع القطاعات الحكومية والخاصة، التي احتضنت مئات الآلاف من المصريين عبر العقود الماضية، ومكنتهم من كسب رزقهم، وتعليم أولادهم، والإنفاق على عائلاتهم في كل أنحاء مصر. ولنكن صادقين مع أنفسنا، فكما لا نحب هذه «الأصوات الكريهة الشاذة» في بعض البلدان العربية، فإن علينا أن نعترف بوجود مثل تلك الأصوات والتصرفات لدينا حيال أشقائنا العرب، وأن نرفضها وندينها، وأن نقدر ما أضافته الاستثمارات السعودية والكويتية والإماراتية وغيرها للاقتصاد المصري، خلال نصف القرن الماضي، ونسعد ونعتز بما أضافه ضيوفنا من السودان وسوريا والعراق وغيرهم في سنوات محنتهم، من نشاط وعمالة وعلاقات اجتماعية وأسرية. لكل مجتمع وجوه قبيحة وأخرى جميلة ونبيلة. وطبيعة إعلام اليوم ووسائل التواصل الاجتماعي أن تبرز أقبح ما فيه، لأن الغالبية تبقى صامتة، تُؤثر السلامة، وغير مستعدة للخوض في هذا الصخب، تجنبا للتعرض لإهانة غير مطلوبة، فيبدو للمتابع أن العداء مستحكم بين الشعوب، وأن الاحتقار والكراهية هما الأصل، بينما الملايين يعيشون هنا وهناك، ويعملون، ويتسامرون، ويتزاورون، ويستثمرون، ويختلفون ويتعاركون كما يتعارك الأهل والأصدقاء».

شرطة لها تاريخ

أثنى المستشار بهاء أبو شقة على جهود الشرطة منذ نشأتها في دعم الأمن المجتمعي، وأكد في «الوفد» على أنه: «إذا كانت الملحمة الوطنية التي سطرتها الشرطة المصرية في 1952 بقيادة وزير الداخلية فؤاد سراج الدين، ذلك الزعيم الوطني المصري، فإن الشرطة المصرية خاضت ولا تزال تخوض الآن ملاحم وطنية أكثر من رائعة في عهد الوزير محمود توفيق وزير الداخلية، سواء في الحرب على الإرهاب وأهله، بالاعتماد على استراتيجية وطنية، تعتمد على تجفيف منابع الإرهاب، أو من خلال الضربات الاستباقية، أو من خلال منع وقوع الجرائم الجنائية، والعمل على استقرار أمن الوطن. الشرطة المصرية تاريخ طويل وممتد في الوطنية المصرية، تشارك الشعب المصري آلامه وأفراحه، ولا تنفصل أبداً عن آماله، وما زالت حتى كتابة هذه السطور تؤدي واجباً وطنياً مقدساً في الحرب على الإرهاب، رجالها البررة هانت عليهم نفوسهم، ولم يهن عليهم توفير الأمن والاستقرار للمواطنين. ورجال الشرطة يخوضون الآن حرباً ضروساً في مواجهة حروب الجيلين الرابع والخامس في العلم والتكنولوجيا، وتلاحمت الشرطة مع رجال القوات المسلحة بشكل لم يسبق له مثيل، من أجل حماية الأمن القومي للبلاد، وتوفير الأمن والأمان لجموع المصريين. والمعروف أن الشرطة المصرية لم تنفصل في يوم من الأيام عن جموع الشعب، وتلعب دوراً مهماً وحيوياً في عملية التنمية، ولا تبخل أبداً بتقديم يد العون للمواطن، وتشارك الدولة المصرية في رفع المعاناة عن المواطنين، وبمعنى آخر أن الوضع الأمني المتميز لمصر لا يزال تجسيداً لموقف دولة وقرار قيادتها وإرادة شعبها، وحصاداً لتضحيات رجال الشرطة الأوفياء».

أعين لا تنام

أكد عماد الدين حسين في «الشروق» العملية التي نفذتها عناصر من وزارة الداخلية مساء يوم الثلاثاء الماضي، في عزبة شاهين في حي الأميرية، على أنها نوعية بامتياز، بعد أن تمكنت عبر قوات مكافحة الإرهاب، وقوات الأمن الوطني، من القضاء على خلية إرهابية من سبعة أفراد: «حينما بدأت العملية لم تكن الصورة واضحة، الأخبار غير الرسمية التي تحدث بها مواطنون من المنطقة، وبعض المصادر شبه الرسمية، قالت إنها اشتباكات بين الشرطة وخارجين عن القانون، وبالتالي فوصف خارجين عن القانون في هذه اللحظات، لم تكن له أي دلالة من جهتنا، حتى نتبين ما يحدث، فالشرطة تشن عمليات كثيرة طوال الوقت ضد خارجين عن القانون، خصوصا تجار المخدرات، وحينما أعلنت وزارة الداخلية أنها اشتباكات مع خلية إرهابية، سارعت «الشروق» إلى اعتماد المصطلح. أعود إلى البداية أسأل: لماذا هذه العملية نوعية؟ لأنها تعني أن الشرطة كانت تتابع وتراقب الخلية، وتضعها تحت أنظارها طوال الوقت.. وهذا تطور مهم يطمئننا بأن القدرة الاستباقية لوزارة الداخلية، وصلت إلى مرحلة متقدمة، بحيث أنها هي من يباغت الإرهابيين، وليس العكس. وما يؤكد ذلك أن العمليات الإرهابية تراجعت تماما في الفترة الأخيرة، باستثناءات بسيطة في بقعة صغيرة في شمال سيناء، وحتى تلك المنطقة فقد تراجعت فيها العمليات بصورة ملحوظة، بفضل الجهود والتضحيات الكبيرة لرجال القوات المسلحة والشرطة، وتعاون غالبية المدنيين. هي نوعية أيضا؛ لأنها تبعث برسالة لكل الإرهابيين أنه سوف يتم القضاء عليهم، إن آجلا أو عاجلا. اختراق خلايا الإرهابية شرط جوهري لسرعة القضاء على الإرهاب، وتنظيف مصر من شروره. هذا الشرط هو الذي مكَّن وزارة الداخلية من القضاء على الإرهابيين في نهاية التسعينيات، بعد أن نفذوا عمليات نوعية كثيرة، واغتالوا العديد من الرموز السياسية والأمنية».

أفكار ملهمة

لفت مصطفى عبيد في «الوفد» الاهتمام إلى أفكار لم تكن في حسبان شركات التأمين: «لقد كان من الغريب أن شركات إدارة المخاطر والتأمين العالمية، وضعت خطر التعرض لأوبئة في بند متأخر، لدرجة لفتت أنظار بعض الاقتصاديين الكبار، ومنهم محمود محيي الدين، خاصة أن العالم تعرض قبل سنوات لتحذيرات من فيروس سارس وغيره. في لحظة خاطفة، تجاوز الخطر كل شيء، وارتجت اقتصاديات كبرى، ما يدفع الجميع لإعادة النظر في دراسات المستقبل النمطية. هناك حاجة ماسة لتأسيس كيانات علمية للمخاطر غير المحتملة، هناك ضرورة للتفكير بعمق في التحولات غير المتوقعة. وإذا كنت أعتقد أن تأثرنا بجائحة كورونا لا يقارن بتأثر الاقتصاديات الكبرى، إيمانا بالحكمة التي تقول إن الأدوار الأعلى أكثر تأثرا بالزلازل، إلا أنني أعتقد أننا في حاجة لفتح مجالات أوسع لمراكز أبحاث حقيقية تعمل كمختبرات عقول لصناع القرار في بلادنا. إننا في حاجة لوضع سيناريوهات خيالية للتحولات العالمية في مراكز الأعمال، في حاجة لبحث تغييرات الخرائط الاقتصادية والاستثمارية، وتدفقات رؤوس الأموال، في حاجة لدراسات جادة عميقة تتناول كل شيء. صحيح أن لدينا مراكز تضم عقــولا معرفية نابهة وواعية، مثل المركز المصــــري للدراســـات الاقتصـــادية، وغيره، من كيانات أنشئت خلال فترة تمدد القطاع الخاص في التسعينيات وما بعدها، لكنها ما زالت كيانات شبه هامشية، وما زال دورها غير مفعّل، والاعتماد عليها قد يخضع للمزاجية. صحيح أن لدينا كيانا حكوميا كان معدا لأن يكون مركز بحوث ودراسات احترافيا، هو مركز معلومات مجلس الوزراء، لكن أتصور أن البيروقراطية السارية في الجهات الحكومية قللت من قدراته، وأثرت في استقلاليته المفترضة. تلك أفكار طرحتها إرهاصات الجائحة».

المتمردة تعظ

أصعب أنواع الكتابة كما تصف في «الوطن» سحر جعارة، في المرحلة الحالية، هي أن ترتدي ثوب الواعظ، وتعطي نصائح للآخر، قد لا تأخذ بها، وأن تحدث الإنسان عن قهر القلق والتوتر للحفاظ على قوة جهاز المناعة، وأن تنطلق لتعدد مصادر البهجة والمتعة الممكنة، في ظل ساعات الحظر الطويلة، أو مع التهديد بالموت الذي يحاصرنا به وباء «كورونا – كوفيد 19». والأصعب من ذلك أن تمنح القوة للآخر، في وقت أنت أحوج ما يكون فيه لمن يضمك ويبث فيك الطمأنينة ويعيد حالتك المزاجية إلى معتدلة مستقرة، وليست حادة متوترة.. لكن من خلال تجربتي في الحياة، تعلمت أن العطاء هو في الوقت ذاته أخذ، فهو يهبك المتعة نفسها في علاقة تبادلية بدرجة ما قد تزيد في جانب، وتقل في الجانب الآخر. بداية، نحن ندخل تجربة جديدة بدون أي أسلحة معرفية، ولا وسائل دفاع طبية، فكل المتاح لنا لا يزال قيد البحث والتجربة، لكن المخ مصمم، بحيث يمتلك القدرة على بدائل للتكيف، شريطة أن تجنبه السيناريو الكارثي والأفكار السوداوية، وتمكنه من قبول الواقع.. وقبول الواقع هو أولى درجات التأقلم النفسي والاجتماعي، مع الجائحة التي وضعت العالم كله خلف أسوار الحظر والذعر. للأسف أن كل مصادر تشبثنا بالحياة، الأهل، الأطفال، العمل، الأصدقاء، تحولت إلى مصادر خوف على الأحباء، خصوصاً من المرضى وكبار السن، هذا الخوف أدى بالبعض إلى عزل نفسه عنهم، لكنه بالضرورة لا بد أن يتواصل معهم إنسانياً، وأن يحول الخوف إلى عنصر إيجابي بالتشديد على حمايتهم بالإجراءات الاحترازية بدون تبسيط أو وسوسة.. وهناك أسر أخرى لم تعتد الاحتكاك اليومي والوجود المستمر وجهاً لوجه، ما أدى إلى شرارة اختلاف أو تفريغ لشحنة التوتر في الطرف المواجه لنا».

مسؤوليات منصب المدير

الإدارة في مصر أحد أهم المشكلات التي تواجه التقدم، خاصة في القطاع الحكومي، فما زالت أفكارنا عن الإدارة كما يراها محمد أحمد طنطاوي في «اليوم السابع»: «قديمة ورجعية وتحتاج إلى مراجعة، خاصة في قطاعات مثل التعليم والصحة والزراعة والتموين، مع العلم أن هذه الفئات ترتبط مع مصالح الناس بصورة مباشرة، ولها أهمية كبيرة وتؤدي أدوارا شديدة الأهمية للمواطن، لذلك علينا أن ندعم تطوير أداء تلك الفئات، ورفع قدراتها ومستوياتها الاجتماعية والمادية/ بما يؤهلها للقيام بالدور المناسب. يقول الكاتب، هذه المقدمة البسيطة أسردها من أجل التوقف عند مثال حي أخبرني به أحد الأصدقاء، بعدما تم ترشيحه لوظيفة مدير مدرسة، وهو معلم على الدرجة الأولى، إلا أنه يرفض قبول الوظيفة، وسرد لي العديد من الأسباب التي أرى وجاهة منطقها، فالرجل يرفض الترشيح لأنه لن يحصل على أي مزايا مادية عند توليه مسؤولية إدارة المدرسة، فالمرتب الذي يتقاضاه وهو معلم أول، المرتب نفسه، الذي سيتقاضاه وهو مدير للمدرسة، بل فوق ذلك مطلوب منه أن يكون أول الحضور صباحا، وآخرهم مساء، ومطلوب منه أن يستضيف الموجهين والمفتشين ومسؤولي الإدارة التعليمية والزيارات الرسمية، ويقدم لهم الشاي والقهوة والعصائر المجانية من جيبه الخاص. بدأت أسمع الصديق باهتمام بعدما أخبرني بكل السلبيات، التي تحدث عنها فى وظيفة المدير، حتى حدثني أيضا عن أنه سيكون أول من يجد اسمه في لائحة الجزاءات عندما يأتي إليه المحافظ، أو مدير المديرية، ويجد أن موعد الفسحة تأخر، أو عامل النظافة لا يرتدي الكمامة، أو الفصول خالية من سلال المهملات، أو كل ما يعاقب عليه المسؤولون الصغار في مثل هذه الأمور. بعد كل ما سمعته من الصديق المقرب، عن المشكلات التي قد يتعرض لها مدير المدرسة، حاولت العودة بالذاكرة لمدرستنا في القرية الصغيرة «طرشوب» مركز ببا، محافظة بني سويف، حين كان مديرها المرحوم الفاضل شوقي أحمد طه، الذي كان أنيق المظهر، لا يتوجه للمدرسة إلا مرتديا بدلته «الشيك»، ويوزع ابتساماته على الجميع، ولعل هذا يجعلني أتذكره حتى الآن، وأرى أنه كان نموذجا ناجحا في التعليم والإدارة. قطاع التعليم في مصر فيه العديد من المشاكل المزمنة، وقد بدأ فعليا حل العديد من هذه المشكلات، من خلال تطوير المناهج، وأشهد أن هذا الملف فيه نجاحات كبيرة، إلا أن المعلم والوكيل والمدير، يجب أن يكونوا محل اهتمام كبير، فهم واجهة التعليم، وعنوان هذا المشروع الجديد، ولا يمكن أن نضع معلما في وظيفة مدير، بدون توفير حوافز مختلفة وإعانات ومخصصات معقولة تعينه على أداء مهمته، وتمكنه من مكافأة التلاميذ الأوائل، وتعاونه في استقبال الضيوف، بل ترفع مستواه المادي، وتدعم صورته ولياقته ومظهره العام أمام الناس، فالموضوع ليس مجرد كرسي المدير، وكما نطالب الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم علينا أن نقدم لهم ما يعينهم على تحمل هذه المسؤولية. يجب أن نتجاوز البيروقراطية والإجراءات القديمة، ونؤسس بصورة مختلفة للوظائف القيادية المهمة، فلو أن مدير المدرسة خضع لتدريب وتأهيل واختبارات، وتم رفع قدراته الفنية والإدارية والمادية، بالطبع سيقدم إضافات رائعة للنظام التعليمي، الذي نعتبره الأمل الوحيد والرهان الحقيقي للتطور في هذا البلد».

وزير فاهم

نال وزير الإعلام المزيد من الثناء من صالح الصالحي في «الأخبار»: «المشهد اختلف، حيث أصبحت الحكومة قريبة من المواطنين.. ليس بفعل الأزمة الوبائية، ولكن بمجىء وزير الإعلام أسامة هيكل، كان اختيارا موفقا غيّر ملامح المشهد، بل أكثر من ذلك خلق مشهدا حقيقيا إعلاميا للحكومة، وجعلها متواجدة مع المواطنين. أظهر رئيس الوزراء وحكومته في شكل جيد، وألقى ضوءا يستحق على الجهود المبذولة في الأزمة الطاحنة التي تمر بها البلاد. وعلى مدار الفترة السابقة لحكومة المهندس مصطفى مدبولي، والمهندس شريف إسماعيل، كان هناك إخفاق واضح، وكانت الحجة المتداولة أن الإعلام مقصر في الوقوف بجانب الحكومة، على الرغم من حجم الإنجاز الهائل الذي يتابعه الرئيس عبدالفتاح السيسي بنفسه. ولم أكن أتوقع أن يأتي مهندس للإعلام لا يسلط الضوء على نفسه، أو جهوده، بل يعمل من أجل خلق حلقة الوصل التفاعلية بين المواطن والحكومة.
ولم يتوان في الوقت نفسه عن إجراء المداخلات الهاتفية مع البرامج الإخبارية الفضائية، التي يلتف حولها ملايين المشاهدين.. وعقد لقاءات حوارية مع بعض الإعلاميين، حيث اتسم حديثه بالصدق والشفافية.. ما خلق الثقة بينه وبين المواطنين. مجيء وزير الإعلام، كشف عيوب الصامتين باسم الحكومة، الذين التفوا حول الوزراء والمسؤولين من قبيل الوجاهة الاجتماعية، والذين في كثير من الأحوال كانوا معوقين لزملائنا الصحافيين والإعلاميين. ولا أخفي سراً أن هناك العديد من الشكاوى من بعض هؤلاء، وردت إلينا في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لمحاولة إتاحة الفرصة كاملة لعمل الزملاء الصحافيين والإعلاميين مع مسؤولي الفريق الإعلامي في بعض الوزارات».

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!