الكرة مجددا في ملعب الكنيست.. حكومة وحدة تجنبا لانتخابات رابعة

مع انتهاء المهلة الممنوحة لبيني غانتس لتشكيل الحكومة، عند منتصف هذه الليلة، يتجه الرئيس الإسرائيلي الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لتفويض للكنيست تشكيل الحكومة، بمعنى الدفع لتشكيل حكومة وحدة تجنبا لانتخابات رابعة.

Share your love

الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين يدفع نحو حكومة وحدة وطنية (الجزيرة)

 
محمد محسن وتد/القدس المحتلة
 
مع انتهاء المهلة الممنوحة لرئيس “أزرق أبيض”، بيني غانتس لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، عند منتصف هذه الليلة، وتعثر مفاوضات تشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة بنيامين نتنياهو، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد بالبلاد، يتجه الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، لنقل التفويض للكنيست لتشكيل الحكومة.

ويحمل قرار ريفلين في طياته رسالة لضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل أزمة كورونا، ويسعى من خلال نقل التفويض للكنيست ممارسة ضغوطات مبطنة على الأحزاب اليهودية بضرورة التوصل لتفاهمات، إذ تعمد عدم تمديد المهلة لغانتس، وعدم نقل التكليف لنتنياهو، الذي لا يوجد لديه أغلبية 61 عضو كنيست، والدفع لتشكيل حكومة بالتناوب والامتناع عن سيناريو انتخابات رابعة.

ويزيد قرار ريفلين من ضبابية المشهد السياسي لتعيش الأحزاب فترة تمتد 21 يوما بحالة من عدم اليقين بشأن طبيعة سيناريوهات تشكيل الحكومة، وتركيبة الائتلاف المتوقع وسط الانشقاقات التي شهدتها أحزاب معسكر الوسط، واليمين التقليدي، ومعسكر اليسار الصهيوني، وتحفظات كتلة اليمين المتطرف على حكومة الوحدة الوطنية بالتناوب بين نتنياهو وغانتس.
الرئيس ريفلين (يمين) يرفض تمديد المهلة لغانتس لتشكيل الحكومة للدفع باتجاه حكومة وحدة (الجزيرة)

مفاوضات وتفاهمات

ورغم سيناريو تكليف الكنيست تشكيل الحكومة، أفادت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية “كان”، أن المفاوضات بين الليكود و”أزرق أبيض” ما زالت متواصلة من وراء الكواليس، وقد تفضي إلى تذليل العقبات بمسار تشكيل حكومة وحدة إنقاذ وطني، والتواصل لتفاهمات بشأن لجنة تعيين القضاة في جهاز المحاكم، والحفاظ على مكانة المحكمة العليا، والتوجه لانتخابات جديدة بحال تعذر على نتنياهو الاستمرار برئاسة الوزراء.

لكن الخلاف بين الجانبين الذي يحول دون التوقيع على اتفاق تشكيل الحكومة بالتناوب، يتمحور حول رفض “أزرق أبيض” إجراء تعديل على القانون الذي ينص على إمكانية إلغاء قرار يصدر عن المحكمة العليا، بشأن منع نتنياهو تولي الحكومة بسبب تهم الفساد.

ومع ثلاثة لوائح اتهام، يخشى نتنياهو تعرضه للمزيد من الابتزازات، وتقديم المزيد من التنازلات لكتلة اليمين، وعليه، بدا مترددا باعتماد الورقة السياسية التي بقيت بحوزته، وهي سيناريو تشكيل حكومة يمين ضيقة تعتمد على 61 نائبا، والتي ستكون هشة وغير قابلة للحياة طويلا، وذلك رغم نجاحه بتفكيك تحالف “أزرق أبيض” إلى ثلاث كتل برلمانية.
 
تحالف وتفكيك
ورغم تفكك “أزرق أبيض” الذي حصل على 33 مقعدا في انتخابات مارس/آذار الماضي، فإن هذا التحالف الذي بات رسميا ثلاث كتل برلمانية، وهي “مناعة لإسرائيل” بزعامة غانتس و”هناك مستقبل” برئاسة يائير لابيد، و”طريق إسرائيل” لعضوي الكنيست يوعاز هندل وتسفي هاوزر، ما زال يشكل حجر الأساس لأي حكومة مستقرة قد تشكل مستقبلا.

ورجحت صحيفة “هآرتس” أن الليكود يسعى لإقناع نتنياهو بعد تفكيك الشراكة بين تحالف “العمل-ميرتس- وغيشر”، برئاسة عمير بيرتس واستعداد ثلاثة من أعضاء هذا التحالف للانضمام لكتلة اليمين الداعمة لنتنياهو الحاصلة على 58 مقعدا، التوجه لتشكيل حكومة ضيقة بحال حصل على 61 صوتا في الكنيست.

وأمام هذا السيناريو، يفيد الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، بأن نتنياهو ما زال يراهن ويفاوض من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتناوب مع غانتس، ليتسنى له التسلح بهذه الحكومة لمواجهة محاكمته التي أجلت إلى 24 مايو/أيار المقبل، وكذلك ضمان عدم تحريك غانتس أو دعمه مشاريع قوانين ضد نتنياهو شخصيا، وأبرزها تشريع يحول دون تكليف مهمة تشكيل الحكومة لمدان بتهم جنائية.
نتنياهو وظف أزمة كورونا لأهداف سياسية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسته (الجزيرة) 
سيناريوهات واحتمالات
ويوضح مراسل صحيفة “هآرتس” للشؤون البرلمانية يهونتان ليس، أن رئيس الدولة يفضل مبادرة مشتركة لنتنياهو وغانتس بتكليفهما تشكيل الحكومة، حيث لا يبدو ريفلين متحمسا لحكومة ضيقة تعتمد على 61 عضوا بالكنيست، سواء برئاسة نتنياهو أو غانتس، مقدرا أن حكومة من هذه القبيل غير قابلة للحياة طويلا وستفضي لانتخابات رابعة.

وبشأن إمكانية نجاح نتنياهو تشكيل حكومة يمين ضيقة، شكك مراسل الصحيفة للشؤون البرلمانية في هذا السيناريو. لكن يبقى رهان الليكود على البديل الآخر وهو انضمام حزب العمل إلى حكومة وحدة برئاسة نتنياهو.

وهو ما يقدر مسؤولون في حزب العمل استبعاده لأن “نتنياهو لن يمنح لحزب العمل الامتيازات والمناصب التي لم يعطها إلى أزرق أبيض، بحيث لن ينضم حزب العمل لنتنياهو على أساس مبادئ يرفضها غانتس”.

تساؤلات وخيارات
من جانبه، يتساءل المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناحوم برنيع، إن كان نتنياهو “ليس معنيا بحكومة وحدة مع غانتس، وهدفة استمالة خمسة من أعضاء الكنيست المنشقين؟ أو نيته أصلا التوجه لانتخابات رابعة للحصول على 61 نائبا لكتلة اليمين بتصويت مباشر من الناخبين، علما أن نتنياهو وظف أزمة كورونا لتعزيز مكانته بالمجتمع الإسرائيلي”.

ويوضح برنيع أن نتائج انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي أظهرت أن الدولة بحاجة لحكومة وحدة وطنية بين الليكود و”أزرق أبيض”، وهي الضرورة التي أكدتها نتائج انتخابات مارس/آذار الماضي، وتعززها تداعيات أزمة كورونا. مؤكدا أن البلاد بحاجة بهذه المرحلة لحكومة وقاية لمنع التوجه لانتخابات رابعة، وهو السيناريو الذي قد يوفر لنتنياهو المزيد من الوقت للتهرب من المحاكمة.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!