‘);
}

قبول الصيام والقيام

يُعرَّف القبول بأنّه: حصول ناتج العمل وآثاره من ثواب، واستجابة دعاء،[١] وقبول الله -تعالى- للعمل هو رأس الأمر كلّه، والعلم بأهمّية القبول من عدمه مهم في العمل؛ فإن لم يقبل الله العمل كان مردوداً على عامله، وجعله الله هباءً منثوراً.[٢]

شروط قبول الصيام والقيام

لقبول العمل الصالح عامّةً عدد من الشروط المُتعلّقة باستكماله، وهي: الإخلاص، والموافقة، والإسلام، وفيما يأتي تفصيلها:

  • يُشترَط أن يكون من يؤدّي العمل مسلماً مؤمناً بالله، قال -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).[٣][٤]
  • يُشترَط الإخلاص في العمل؛ وذلك بأن يكون المسلم خالص التوجُّه في عمله لله -تعالى-، قال -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)،[٥][٤] والإخلاص لغة هو: الصفاء من الشوائب، ومنه تصفية الطاعة من كلّ ما يشوبها من رياء، ونفاق، وسُمعة، وتصنُّع، ونحوه؛ وهو قصد وجه الله -تعالى- وحده في العمل، وترك رياء الناس فيه، ورجاء ثواب الله، والخوف من عقابه،[٦] ومن أدلّة اشتراط الإخلاص في العمل قوله -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ).[٧][٨]
  • تُشترَط المتابعة، وتعني: موافقة العمل لشرع االله؛ أي موافقته للكتاب والسنّة، وهي إمّا أن تكون واجبة، أو كاملة؛ فالواجبة تكون بمتابعة أمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في أصل العمل، أمّا الكاملة فتكون بالإتيان بسُنَن العمل، ومُستحَبّاته،[٩] وقد وردت في هذا الشرط لقبول العمل أدلّة من كتاب الله -تعالى-، والسنّة النبويّة؛ فقال -تعالى-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)،[١٠] وقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ).[١١][٩]