المأزق الإسرائيلي مؤذن بانقلاب الموازين

المأزق الإسرائيلي مؤذن بانقلاب الموازين المأزق هو النعت الذي يسديه هذه الأيام أنزه مفكري اليهود وأبعدهم عن غوغاء التطرف الصهيوني لحالة الدولة العبرية وأبرز هؤلاء هم ناحوم شومسكي وشلومو صاند وإيريك رولو وقف هؤلاء الثلاثة موقف الغاضبين من تهور اليمين الإسرائيلي العنصري وكذلك تكلموا من باب تقديم النصيحة..

المأزق الإسرائيلي مؤذن بانقلاب الموازين

المأزق” هو النعت الذي يسديه هذه الأيام أنزه مفكري اليهود وأبعدهم عن غوغاء التطرف الصهيوني لحالة الدولة العبرية وأبرز هؤلاء هم ناحوم شومسكي وشلومو صاند وإيريك رولو. وقف هؤلاء الثلاثة موقف الغاضبين من تهور اليمين الإسرائيلي العنصري وكذلك تكلموا من باب تقديم النصيحة لناتنياهو وائتلاف حكومته حتى يعي زعماء الظرف الإسرائيلي الراهن وعياً صحيحاً بالذي يتغير بسرعة وبعمق في الخارطة الاستراتيجية للشرق الأوسط ولا يغامرون من منطلق إرضاء اليمين الصهيوني بالزج بدولة اليهود في نفق مظلم قد لا تكون نهايته سوى نهاية “إسرائيل” ذاتها.
ويعتقد هؤلاء المعتدلون بأن انخراطاً جديداً متنطعاً في مستنقع المواجهة مع الفلسطينيين والعرب عموما والمسلمين بشكل أعم سوف يعود بالوبال على “إسرائيل” ولن تنفع حركات الرئيس الأمريكي المتذبذب البركة بن الحسين أوباما في ترجيح كفة الإيديولوجية الصهيونية على كفة التوازنات الإقليمية والدولية الطارئة منذ الثورات العربية إلى اليوم. فالرئيس الأمريكي ألقى أربع خطب في ظرف أيام متتابعة وحبلى بالمفاجآت بدأها بلقاء مع الكونغرس حول التحولات العربية فباركها وأراد استثمارها ونصح بتوجيهها نحو جنة الحريات الأمريكية وخص الخطاب الأخير أمام لجنة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية (إيباك) قاطرة اللوبي اليهودي المتعصب في الولايات المتحدة لإعلان تراجعات عجيبة عن موقفه الداعي لتأسيس الدولة الفلسطينية على حدود 1967 فتلعثم وتأتأ واحتار ثم اكتشف مخرجاً دبلوماسياً غبياً لا هو يقر بحدود 1967 ولا هو يتنكر لها ولا هو يدعو لها ولا هو يعترف بها (مع العلم أن هذه الحدود ليست فلسطينية بل أممية أقرتها منظمة الأمم المتحدة وبصمت عليها كل دول الأرض بالعشرة). ويؤشر التخبط الرئاسي الأمريكي على ضبابية السياسة الخارجية الأمريكية تجاه أخطر ملف مطروح على الساحة الدولية والذي يبقى هو قلب الرحى ومركز الزلازل القادمة في الشرق الأوسط والعالم على مدى العشرية القادمة. (راجع نتائج استطلاع الرأي لمعهد إيبسوس في مايو 2010).

جرت مياه جديدة ونقية تحت جسور العالم منذ تاريخ 17 يناير- جانفي يوم أضرم الشاب التونسي محمد بوعزيزي النار في جسده الغض رفضا مأساويا للقهر والبطالة والتهميش فاندلعت شرارة صغيرة في مدينة سيدي بوزيد التونسية لتطيح بواحد من الأنظمة العربية المندرجة في مسيرة ما يسمى السلام والمفاوضات. وعقب ذلك السقوط دوي ثان في مصر هذه المرة أي في قلب العروبة النابض الحي وعلى حدود “إسرائيل”. ثم اشتعلت حرائق أخرى في ليبيا واليمن وسوريا موحية بأوضاع داخلية عربية جديدة ولكن أيضاً بسياسات خارجية عربية جريئة وغير مسبوقة. فالدول التي ستنشأ من رحم هذه الثورات ستكون مرجعيتها إرادة الشعوب لا الإملاءات الغربية والأمريكية تحديدا وهي التي ورطت العالم العربي في سوق مزايدات تفاوضية مستمرة منذ يوم 13 سبتمبر 1993 يوم توقيع أول معاهدة سلام توجتها مصافحة تاريخية ومصطنعة بين أبوعمار رحمه الله وإسحاق رابين بمباركة ” انتخابية ” من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون.

عشرون عاماً تنقص قليلاً تفصلنا عن التحول الدولي في قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قادتنا إلى مأزق عربي راهن لعله يتحول إلى مأزق إسرائيلي خطير وتوسطت العقدين عملية نسف البرجين بمدينة نيويورك في ظروف غريبة ومجهولة إلى اليوم أعقبتها هجمة مرتبة مسبقاً على أفغانستان ثم على العراق في انتظار إيران وسوريا (راجع رسالة زعماء المحافظين الجدد لبوش الأب سنة 1997 بتوقيع رامسفيلد وبرامز إليوت وريتشارد بيرل وفولفوفيتز وديك تشيني الذين تحملوا بعدئذ مناصب رفيعة وحساسة في إدارة بوش الابن) وبالفعل شنت الحرب على كل من أفغانستان والعراق كما طالب الموقعون على الرسالة التي تحمل عنوان: من أجل قرن أمريكي جديد ونتج عن الحربين انفراد الولايات المتحدة أولاً بالقوة العسكرية الأكبر والأعتى وثانياً بالقدرة الحصرية على اتخاذ القرارات الدولية النافذة في المجالات الدبلوماسية والنقدية والاقتصادية والاستراتيجية.

شاشة العالم غائمة والصور ضباب والصوت غير مسموع والإرسال شبه مقطوع. هكذا توحي الغطرسة الإسرائيلية في نوع من أنواع مسرح العبث السياسي بأن الأيام القليلة القادمة قد تخبئ لنا أمرا ما….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيفة الشرق القطرية (بتصرف يسير جدا).

 

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!