المسلك الفني للخط المجوهر في أعمال الجزائري فضيل صفار رمالي

تضطلع تجربة الخطاط فضيل صفار رمالي بمراس قويم، وبتوظيف خطي مغربي مرتكز على التقاليد المتعارف عليها في منطقة المغرب العربي، بكل ما تحمله المنطقة من عوالم خطية وتنوع في المادة الفنية، وما تكتنزه من مقومات التراث الحضاري العربي الإسلامي، فهو يعتمد الخط المجوهر وما يطرحه من متغيرات تفرضها طبيعة المناطق المغاربية، التي تدخل في نطاق […]

المسلك الفني للخط المجوهر في أعمال الجزائري فضيل صفار رمالي

[wpcc-script type=”0d1d5b2c1372b0faa650667a-text/javascript”]

تضطلع تجربة الخطاط فضيل صفار رمالي بمراس قويم، وبتوظيف خطي مغربي مرتكز على التقاليد المتعارف عليها في منطقة المغرب العربي، بكل ما تحمله المنطقة من عوالم خطية وتنوع في المادة الفنية، وما تكتنزه من مقومات التراث الحضاري العربي الإسلامي، فهو يعتمد الخط المجوهر وما يطرحه من متغيرات تفرضها طبيعة المناطق المغاربية، التي تدخل في نطاق تعدد الرؤى الخطية، وتفاوت بعض رسوم الحروف.
وبذلك تتبدى تجربة المبدع بما تحمله من طابع فني للخط المجوهر الدقيق أو المجوهر الجليل، جلية في المشهد الخطي المغاربي. فمختلف التوظيفات الفنية في هذا الاتجاه تُعد مرتكزا لعملية البناء الفضائي المفضي إلى مسلك إبداعي رائق، بما تقضيه المادة الخطية من جمال وما يفرضه المجال الفني من تركيب وتشكيل. فانصهار التركيب الحروفي في الفضاء وتوظيف المفردات الفنية بجماليات رائقة وبمقدرة أدائية متزنة، تجعل من عملية التجليل مادة لبعث أشكال حروف المجوهر في حلة أخرى جديدة، وهو ما يجعل أعمال المبدع تتخذ أبعادا فنية وجمالية وروحية وثيقة الصلة بالتراث الحضاري العربي الإسلامي.
ليتخذ من التعبير بالخط المجوهر والفضاء المفتوح مادة تعبيرية تحدد رؤاه الفنية وتصوراته للأشكال الهندسية للخط المجوهر، الذي يؤلف بين الحرف والشكل المجلل، أو بينه وبين الشكل الدقيق، بإِيقاعات تمثل في أغلبها إطارا للوحدة والانسجام، بتمثيل للمقومات الإيجابية للخط المجوهر، الذي يتمتع برشاقة حروفه وحركياتها ومطاوعتها لكل الأشكال، لينتُج من ذلك جماليات وقيم تعبيرية صرفة. ورغم ما ينتجه من فراغ ومساحات في حالة التجليل، فإن أعماله تشكل مرحلة فنية في الحروفية المغاربية، تتبدى فيها اجتهادات نابعة من السيميولوجية المحلية، والمؤثرات المغاربية التي تصب في توحيد الرؤى التجليلية للخط المجوهر، وما تتطلبه من تطور يأخذ بعين الاعتبار المجال الجمالي، بحيثياته التركيبية في العمل الحروفي المغاربي. وفضلا عن الاستعمالات التقنية المتنوعة التي يوظفها المبدع؛ فإن أعماله تتبدى مليئة بالإيحاءات والدلالات. فالمبدع، لا شك أنه يروم التأصيل الفني للخط المجوهر، في نطاق مسلك جمالي يتماشى وخصوصيات الخط المجوهر محليا، ويراعي خصوصياته في المنطقة المغاربية. فهو ينبض بنمط إبداعي يروم الابتكار بشكل معاصر، ما يمنح أعماله الخطية أبعادا جمالية، يتوفر فيها التوازن بين مختلف المكونات والمفردات الفنية والخطية؛ وهو ما ينم عن حسن تدبير المجال الجمالي في ما يخص التناسق وخاصيات التركيب الخطي الذي يقترن بالالتزام بالضوابط الخطية والحروفيات المقيدة بالأصول الفنية المتعارف عليها في مجال الخط في المنطقة المغاربية، ويؤشر في الوقت نفسه إلى أن المبدع على دراية بخصوصيات الخط المجوهر، وبأساليبه الفنية الجديدة التي تروق البصر، وتوحي بدلالات متعددة. فهو يرتكز على مبدأ التخفيف الحروفي في الفضاء، بدءا من عملية البناء والتكوين وإفضاء إلى مسلك خطي بخاصياته التركيبية ومنحاه الدلالي.


فإن كانت أعماله في مجملها تحكمها بعض الضوابط والالتزام؛ فإنها تفصح عن نوع من الجمال المجوهري المحلي، الذي يتقاطع مع خصوصيات الخط المغربي المجوهر في جمالياته، وفي أسلوبه وفي تكويناته التجليلية، خاصة أن المنطقة تعرف تلاقحات وتبادلات في مجال الخط، ما يمكنها من منح هذا التقاسم فرصا لإخصاب التجارب وتثمينها سعيا إلى تطور الخط بالمنطقة برمتها.
إن في منجز الخطاط فضيل صفار رمالي، مقومات أساسية لإنتاج مادة خطية مجوهرية، وفق بناء فني تعضده قوة التركيب وخاصيات التجليل، ما يجعل مراسه في صفوة الفن المغاربي المتفرد.

٭ كاتب مغربي

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!