المغربي سعيد أوحدو يقتنص صيغة جديدة لتحديث أسلوب الخط

يُعبّر الفنان سعيد أوحدو بنماذج حروفية وأشكال زخرفية، من نسيج مجاله الإبداعي، اعتمادا على فضاء يعج بطقوس تعبيرية دائمة التكوين، وإضفاء مفردات فنية وتركيب خطي يستحوذ بشكل كبير على معظم بنائه الفضائي، وفق تعددية فنية متناسقة، ووفق مفارقات لونية، إذ تلعب التقنية المستعملة دورا محوريا في إيجاد صيغة جديدة لتحديث أسلوب الخط، وهو ما تفصح […]

المغربي سعيد أوحدو يقتنص صيغة جديدة لتحديث أسلوب الخط

[wpcc-script type=”f9cbd33db92a4e95b0ffe279-text/javascript”]

يُعبّر الفنان سعيد أوحدو بنماذج حروفية وأشكال زخرفية، من نسيج مجاله الإبداعي، اعتمادا على فضاء يعج بطقوس تعبيرية دائمة التكوين، وإضفاء مفردات فنية وتركيب خطي يستحوذ بشكل كبير على معظم بنائه الفضائي، وفق تعددية فنية متناسقة، ووفق مفارقات لونية، إذ تلعب التقنية المستعملة دورا محوريا في إيجاد صيغة جديدة لتحديث أسلوب الخط، وهو ما تفصح عنه التراكيب المختلفة والألوان الفارقية والخامات، حيث تبرز قدرته التحكمية في الفضاء، ومهارته في الإنجاز.
كما أن الربط بين العناصر المكونة لأعماله، والربط بين مجموعة من المفردات المتباينة، والاستخدامات التحولية، وبسط نوع من الانسجام بين شكل الخط والأشكال الزخرفية والتركيبات المختلفة؛ يشكل ضربا من العمل الفني، وتوجها صريحا نحو أسلوب خطي حديث، يقود إلى عوالم تُوجّه الطريقة التعبيرية لدى المبدع سعيد أوحدو. فإن كان يتخذ من الخط مقوما أساسيا لبعث الجديد، فإنه في الآن نفسه يروم عملية تشكُّل البناء الفني، عن طريق وحدة الشكل والكتلة الواحدة، قياسا بأهمية الحرف في تحديد المكونات الأسلوبية ذات القيمة الفنية التي تكتنز العديد من الدلالات البصرية، التي تحتمل التأويلات الجمالية المتعددة في أعماله على اختلاف أشكالها.

من أعمال الفنان سعيد أوحدو

فسحرية الخط تتجسد في عملية التثبيت المحكم والمنظم داخل الفضاء، باحترام عفوي لبعض أشكاله، وهو ما يحيل إلى أن المبدع غالبا ما يرتهن لقوة التوظيف الجمالي للخط والزخرفة، أكثر منه لاختزال المساحات وخوض غمار الحروفية المعاصرة. كما أن الشحنات التراثية والنقاط وطرائق التركيب، تزكي هذا الطرح في غياب تصبيب الألوان، والتخفيف من عملية التنظيم الفارقي، وهي عناصر وإن كانت تدعم القاعدة الخطية بالأساس؛ فإنها تقترب إلى حد ما من العمل الحروفي. ويتبدى أن هذا التأطير يأتي في سياق التجربة الفنية للمبدع سعيد أوحدو، وأيضا في نطاق البعد الرؤيوي، الذي يقارب به الصيغة الجديدة لتحديث أسلوب الخط وفق العمل الفني، الممزوج برهانات المادة التشكيلية التي يقوم عليها العمل الفني ككل. الشيء الذي ينتج بعض المقومات الفنية، التي تترصد المنطق الخطي في نطاق فني. وهو ما يفصح عن درجة من الوعي الفني للتعبير بهذه المقاربة، بل إن الرؤية البصرية تُظهر أن البناء الخطي في عمومه، محاط بثقل الزخارف أحيانا، وإن اللون حاضر في المرتبة الثالثة مضمر في جوهر الشكل، ما ينم عن عملية الأخذ من مجال تراثي أصيل، باجتهادات تجعل أعمال المبدع مثقلة بالإيحاءات والإشارات والرمزية، كعناصر فنية يقتحم بها فضاءات الحداثة وعوالمها الإبداعية الجديدة، وبذلك يبني الفنان سعيد أوحدو أعماله الإبداعية وفق مستحدثات تقنية في الرؤى التعبيرية، ووفق أدوات نصية، يمزج خلالها التركيب الخطي بالزخارف وبعض الألوان، في بؤرة واحدة وكتلة واحدة، ويوظفها بتدرج دقيق ومنظم، وبمقدرة أدائية عالية، مستعينا بصيغة فنية تتخذ أبعادا جمالية وثيقة الصلة بالمنجز الخطي الحديث، حيث يتخذ من التعبير الخطي والفضاء الفني مادة جمالية للتعبير بإلهام فني عميق الدلالة. وهو يتخذ من المساحة أبعادا تحيط بها أحيانا زخارف مغلقة. وهي تشكل في مجملها مجموعة عناصر في إطار تتماثل حينا، وتتباين حينا آخر في نطاق وحدة الشكل، بتمثيل للمقومات الإيجابية للعمل الخطي، لينتج المبدع من ذلك جماليات وقيم تعبيرية صرفة، وبذلك تتراءى أعماله مرصعة بنشوة التراث الثقافي الأصيل، بمنمنماته القديمة، ومقترنة بصيغة التحديث بمقصدية ربط الأداء الخطي بالمادة التشكيلية.
إن هذا الأسلوب يجعل من تجربة المبدع بؤرة لتقاطعات خطية وفنية، ما يوحي بأنه يبني منجزه على مقصديات ذات الصلة بالصيغة الحدية للخط، وإبراز الملامح الجمالية للحرف العربي داخل الفضاء اللوني، في نطاق وحدة الشكل والبناء والتصور.

كاتب مغربي

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!