النساء في الجنة : بماذا وعد الله النساء بالجنة؟

النساء في الجنة : بماذا وعد الله النساء بالجنة؟

إنّ الله حين يذكر في كتابه العزيز أنّ للمؤمنين أو المتقين جنات تجري من تحتها الأنهار أو أنّ لهم أجرا عظيما وفوزا عظيما يقصد المؤمنين كلهم الذكور والإناث، وليس الذكور وحدهم، وهذا ما يسمّى في اللغة (التغليب)، ويعني تغليب المذكر على المؤنث، لأنّ المذكر في اللغة هو الأصل. فإن أريد تأنيث الاسم المذكر أضيف إلى آخره حرف تأنيث، فيصبح اسما مؤنثا، وتأسيسا على هذه الحقيقة يكون مصير النساء في الجنة هو ذاته مصير الرجال.  فالله تعالى يكرم المرء في الآخرة نتيجة أعماله و إجتهاده في الدنيا، و كم كسب من الأجر و الثواب لكي يملأ ميزانه بالحسنات ، و في الحياة الآخرة هناك الجنة والنار فالكافر مصيره إلى النار خالداً فيها و المسلم من عمل الصالحات و ثقلت موازينه ففي الجنّة خالدا فيها ، إن الحياة في الجنة حياة رغد تختلف عن الدنيا.  فالرجل عندما يدخل الجنة وعده الله تعالى بالحور العين و الحور العين نساء من النور متفوقات الجمال والزينة لم يمسهن أحد طاهرات يزيّن الجنة للرجال ،فماذا عن مكانة النساء في الجنة ؟

أنّ الله عز وجلّ يعيد النساء في الجنة إلى حالهنّ قبل الزواج، أي أبكار، والعجائز يرجع إليهن شبابهن، وهذا ما يؤكّده قول الله تعالى: “إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37). الواقعة. وعلى ما يظهر أنّ الحور العين هنّ نساء الدنيا المؤمنات القانتات، ولكنّ الله يمنحهنّ جمالا عظيما يفوق جمالهنّ في الدنيا أضعافا مضاعفة . والله يسلب من المرأة أيّ رغبة قد تخطر على قلبها تجاه أي رجل غير الذي يختاره الله لها في الجنّة فقد قال تعالى: “فيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) [الرحمن 56-58].

أمّا عن سبب عدم ذكر شهوة المرأة فمردّه إلى تأدب القرآن الكريم في العرض، وهذا باب واسع في القرآن الكريم، تصعب لملمته، وبيان ذلك أنّ المرأة في الدنيا تخجل وتستحي من حديث الشهوة ومن الإشارة إليها صراحة أو ضمنا، ولهذا لم يصرح القرآن بها، وترك الأمر مفتوحا للعقول للتدبر والتفكّر.

وقد يتبادر إلى الأذهان سؤال آخر عن أيّ الرجال الذي تكون له النساء حورا عينا؟ والجواب عن ذلك أن النساء اللواتي لهن أزواج ودخلوا معهن الجنّة فهم أزواجهن فيها (أي الجنة)، وأمّا اللواتي لم يتزوجنّ في الدنيا أو المطلقات في الدنيا أو اللواتي لم يزحزح أزواجهن عن النار فإن الله يجعلهن حورا عينا لرجل من أهل الجنة يختاره الله سيرا على قوله صلى الله عليه وسلّم : “ما في الجنة أعزب”. أمّا المرأة التي تزوجت بعد زوجها المتوفى مهما تعددوا فإنها ستكون لآخر زوج لها في الدنيا كما جاء في الحديث الذي صححه الإمام الألباني رحمه الله الذي يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام: “المرأة لآخر أزواجها”، ويثبت ذلك أيضا قول الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان لزوجته: “( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة ) . والله وحده أعلم.