“الوباء أو الجوع” خيار حي بائس في كراكاس دهمه العزل

تقول إنها مضطرة لخرق تدابير العزل التي فرضها الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو قبل شهر لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد. وتضيف "في حال لم أتوف بسبب الوباء سأموت من الجوع".

Share your love

امراة تضع قناعا للوقاية من فيروس كورونا في احدى مدن الصفيح في كراكاس في الثاني من نيسان/ابريل 2020

يلاقي العسكريون صعوبة في فرض احترام تدابير العزل في بيتاري كبرى مدن الصفيح في فنزويلا، وتقول غلاديس شأنها شأن العديد ممن يقيمون فيها إن خروجها من المنزل مسألة بقاء “لأننا نحارب الجوع”.

سئمت غلاديس رانجيل من لعبة القط والفأر مع قوات ألامن التي تلاحق المخالفين. تخلع قناعها الواقي “اليدوي الصنع” وتجلس في الشارع لتعد المبلغ البسيط الذي جمعته. قلة هم اولئك الذين يشترون أكياس الثوم والليمون التي تبيعها مقابل مبلغ زهيد للغاية.

تقول إنها مضطرة لخرق تدابير العزل التي فرضها الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو قبل شهر لوقف تفشي فيروس كورونا المستجد. وتضيف “في حال لم أتوف بسبب الوباء سأموت من الجوع”.

وغلاديس (57 عاما) واحدة من سكان بيتاري ال400 ألف الواقعة على سفح تلة شرق كراكاس. وتضم المنطقة مساكن بسيطة من الصفيح يتم مدها بين حين وآخر بالمياه والغاز وترفع فيها النفايات بشكل غير منتظم.

وعادة تعج بيتاري بالباعة الجوالين الذين على غرار غلاديس “يحاربون” لتأمين لقمة عيشهم.

لكن مع تفشي وباء كوفيد-19 بات للحركة حدود ويسمح بالقيام بالأنشطة لأربع ساعات في اليوم ثم يفرض الإغلاق، فعند الساعة 10,00 تصل قوات الشرطة والجيش للتحقق من أن الجميع في منازلهم.

وتقول فتاة بغضب فيما تقف في طابور لشراء اللحوم عند العاشرة “ألا يحق لنا شراء ما نأكله؟”.

بالنصف دولار الذي جمعته اليوم ستتمكن غلاديس من شراء المورتاديلا والموز لتتناولها مع حفيدها البالغ التاسعة من العمر. وتقول”هكذا اطعمه واطعم نفسي وغدا أعود مجددا للعمل”.

وظهرا تواصل غلاديس مع بائعين آخرين إقناع الزبائن في الشارع بشراء سلعها، رغم العزل.

– “حافظوا على مسافة” –

توقيت تفشي وباء كوفيد-19 في فنزويلا سيء للغاية، فاقتصادها تضرر كثيرا خلال السنوات الست الاخيرة من الركود وبات التضخم الكبير مشهدا يوميا والنقص في الأدوية والبنزين منتظما.

وفي محاولة لوقف تفشي الفيروس الذي أصاب 181 شخصا وتسبب بتسع وفيات، علقت الحكومة النشاط في البلاد باستثناء القطاعات الأساسية كالصحة والتغذية.

وفاجأ “العزل الجماعي” الجميع في بيتاري. وتقول نورا دي سانتانا (54 عاما) التي تعمل في تقليم الأظافر وتوقفت عن العمل منذ شهر “لم نكن نعتقد أبدا أن الأمور ستصل إلى هذا الحد”.

وللإستفادة من الساعات الأربع اليومية التي يمكن فيها استئناف الأنشطة، يتهافت السكان صباحا إلى المتاجر مرتدين اقنعة أو حتى أحيانا مناديل للوقاية.

ويخاطب حارس زبائن يتجمعون أمام متجر جوني سولانو “حافظوا على مسافة!”.

وعندما تسمع صفارة إنذار سيارة الشرطة للتنبيه بأن التحرك صار ممنوعا يحاول جوني بيع الطماطم المتبقية في متجره.

ويقول “لا نعمل لنصبح أثرياء فقط لإعالة أسرنا”.

ويقول كريستيان تورني (28 عاما) “التغيير كبير”. وباتت بيتاري اليوم أكثر هدوءا وتراجعت فيها نسبة الإجرام والاتجار بالمخدرات.

ويضيف “أقله أثناء العزل ليس هناك جنح”.

وتصنف فنزويلا من الدول الأكثر عنفا في العالم بين الإفلات من العقاب وحيازة أسلحة بسهولة.

وبيتاري من الأحياء الأكثر عنفا في إحدى الدول الأكثر عنفا.

ويتابع تورني “لا أعلم ما هو أسوأ. تراجعت الجنح لكن فيروس كورونا تفشى. لم يعد هناك بائعون وليس هناك ما نشتريه لنأكل”.

Source: France24.com/
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!