إنّه السعي الجاد الدؤوب والجد واﻻجتهاد في أداء مُهمّة ووظيفة مُعيّنة. هل عرفتم مقصدي وضيف شرفي ؟ انه العمل، فالعمل هُو وسيلة شرعية لكسب الرزق، وهي طريقة يعيش بها اإنسان بحيث يكُون فردًا مُنتجًا، ويكون فردًا فَعّالًا في مجتمعه، يعمل باجتهاد واتقان فيجد ثمار عمله وحصاد تعبه، ولقد دعا الدين الإسلامي الحنيف الي العمل، ليس العمَل فحسب بل أكّد على ضرورة إتقان العمل، فقال تعالى في كتابه العزيز: “وقُلْ اعمَلُوا فسَيرى اللهُ عَملكُم ورسُوله والمُؤمِنُون”، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام (إِنَّ الله يُحِبُ إذا عَمِل أحَدُكُم عَمَلا أنْ يُتْقِنَه)، وسنتعرف على أهمية العمل من خلال موضوع انشاء عن العمل يشمل تفاصيل العمل وأهميته.
لابُدّ أن يَسعى الانسان ويجدّ ويكدّ في حياته، فقَد خلق الله الإنسان ليُعمّر الأرض، فالعمل ضرورة انسانية لتعمير الأرض وإصلاحها، وبدُون العمل تتوقف الحياة وﻻ نستطيع توفير احتياجاتنا الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وسوى ذلك، كما أنّ الأنبياء والرسل أيضًا كان لكُل مِنهُم مهنة يمارسها بجانب الدعوة إلى الله، فقد عمل معظم الرسل عليهم أفضل الصلاة والتسليم بمهنة الرّعي، لذلك علينا أن ﻻ نحتقر العمل مهما كان، فلا بُدّ أن نجد في كُل عمَل مجاﻻً واسعاً لتحقيق آمالنا وطموحاتنا واحلامنا، ولذّة ﻻ تقل عن أي لذة.

من المهن التي يعمَل بها الكثير من الناس في الوقت الحاضر الطبيب والمهندس والمحامي والمعلم والمزارع والسائق والبائع والصانع والحداد والنجار والجزار والكثير من الحرف التي ﻻ حصر لها، كل هؤﻻء يتكاملون مع بعضهم البعض كي يخدمُوا مجتمعهم، فالعمل له دور اساسي في تطور المجتمعات وتقدمها، ان المجتمع الذي ﻻ يعمل فهو مجتمع ﻻ يستحق الحياة، لأن سنة الحياة هي العمل بل ان الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها هي السعي والعمل الدؤوب باستمرار كي يحقق ذاته وطموحاته، وينفع مجتمعه ووطنه ويخدم شعبه.

ان العلم والعمل مكمّلان لبعضهما البعض وكلاهما جزء ﻻ يتجزأ من الآخر، فبالعلم نزرع القيم والمبادئ ونرسخ لجيل عامل وكادح، والعمل أيضًا بحاجة الي علم ومعرفة تغذيه بشكل متواصل بما يتلاءم مع تطور الحياة وتقدمها.