اهمية الصلاة ومتى فرضت

تحتل الصلاة أهميّةً كبيرة في حياة الإنسان المسلم، وذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى ذكرها وحثّ عليها في العديد من الآيات القرآنية المباركة، وكذلك ذكرها الرسول الكريم محمد عليهِ الصلاة والسلام في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، كما وأنّ الصلاة هي ركنٌ أساسي من أركان الإسلام،

تعريف الصلاة، ومتى فُرضت على المسلم:

الصلاة تعني الدعاء إلى الله سبحانهُ وتعالى، وهي عبارة عن أقوال وأفعال يقوم بها الإنسان، يفتتحها بالتكبير ويختتمها بالتسليم، والهدف الأساسي من الصلاة هو التقرّب من الله تعالى ومناجاتهِ، وهي من الأشياء الضروريّة التي لا يصحُّ الإسلام بدونها، ولقد فرض الله تعالى على الإنسان المسلم خمس صلوات في اليوم والليلة، وهذهِ الصلوات هي صلاة الفجر، صلاة الظهر، صلاة العصر، صلاة المغرب، وصلاة العشاء.

متى فرضت الصلاة؟

فُرضت الصلاة على الإنسان المسلم في ليلة الإسراء والمعراج، وكان هذا قبل الهجرة بحوالي الثلاث سنوات، وفي البداية فُرضت الصلاة كخمسين صلاة في اليوم، ثُمّ خُففت إلى خمس صلوات بالفعل، وخمسين صلاة في الميزان.

أمّا بالنسبة لعدد ركعات الصلاة، فقد فُرضت في البداية ركعتين لكل صلاة إلّا صلاة المغرب فرضت بثلاث ركعات، وعند هجرت النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بقيت الركعتان للمسافر، وزيدت صلاة المُقيم إلى أربع ركعات إلّا الفجر فبقيت ركعيتن وهذا ما جاء في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ومواقيت الصلاة هي:

  1. صلاة الفجر: من بداية الفجر الثاني (الصادق) إلى شروق الشمس.
  2. صلاة الظهر: يبدأ من زوال الشمس عن وسط السماء إلى أن يصير ظل كل شيء مثله غير ظل الاستواء، أي إلى دخول وقت العصر.
  3. صلاة العصر: يبدأ إذا صار ظل كل شيء مثله إلى غروب الشمس عند المذاهب الثلاث ماعدا الحنفية حتى يصبح كل شي مثلي ظله.
  4. صلاة المغرب: من غروب الشمس، ويمتد إلى مغيب الشفق الأحمر.
  5. صلاة العشاء: من مغيب الشفق الأحمر إلى طلوع الفجر الثاني وخالف الأحناف فجعلوا البداية من مغيب الشفق الأبيض وهو يغيب بعد الأحمر بحوال 12 دقيقة.

أركان الصلاة:

  1. الطهارة: قبل الصلاة يجب على المسلم أن يكون طاهرًا، وبمعنى آخر أن يتأكّد من طهارة ملابسهِ وجسدهِ والمكان الذي يُصلي بهِ، وذلك لأنّ الصلاة لا تجوز دون طهارة.
  2. الوضوء: وهو من أهم أركان الصلاة، ولا تجوز أي صلاة بدونهِ، ويكون الوضوء بالطريقة الصحيحة التي أوصانا بها الرسول محمد عليهِ الصلاة والسلام.
  3. التكبير: وتقوم هذهِ الخطوة على وضع المسلم يديه بجانب أذنيهِ، وهو يقول الله أكبر، وهو يُعلن بذلك بدء الصلاة ليقوم بعدها بوضع يدهِ اليُمنى فوق اليد اليُسرى على صدرهِ ويقرأ سورة الفاتحة وما تيسّر له من القرآن الكريم.
  4. الركوع: وهنا يرفع المسلم يديهِ إلى أذنيهِ وهو يقول اللهُ أكبر، ثُم يجعل ظهرهُ في الركوع وهو يقول، سبحان ربي العظيم ثلاث مرات، ويرفع بعدها ظهرهُ وهو يقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيهِ.
  5. السجود: وفي هذهِ الخطوة يضع المسلم باطن كفيهِ وركبتيه وأنفه وجبهتهِ وقدميهِ بشكلٍ مباشر على الأرض، وهو يستسلم لخالق الكون عزّ وجل وهو يقول: سبحان ربي الأعلى، ثلاث مرات، ثُمّ يقوم باستراحةٍ بسيطة بين السجدتين.
  6. السجدة الثانيّة: ويقول فيها المُصلي كما قال في السجدة الأولى، حيثُ يقرأ الفاتحة وما تيسّر لهُ من القرآن الكريم، وإتمام الركعة من ركوعٍ وسجود، واستراحة بين السجدتين، وقراءة التشهد، والصلاة الإبراهيميّة، والتسليم يمينًا ويسارًا معلنًا انتهاء الصلاة.

شروط الصّلاة:

تنقسم شروط الصلاة إلى قسمين، شروط صحة لا تصح الصلاة إلّا بها، وشروط وجوب لا تجب الصلاة إلّا بها، وشروط الوجوب هي:

  1. الإسلام: فكل مسلم يؤمن بوحدانية الله، وأنّ محمدًا هو الرسول الخاتم للأنبياء، ويؤمن بباقي الرسل والأنبياء والكتب السماوية والملائكة والقدَر تجب عليه الصلاة، ولا تسقط عنه تحت أي ظرف إلّا المرأة الحائض والنفساء، فغير المسلم لا تجب عليه الصلاة ولا تُقبل منه لأنّ العقيدة عنده فاسدة.
  2. العقل: حيث لا تجب الصلاة على المريض مرضًا عقليًا كالمجنون مثلًا لأنّه ليس مسؤولًا عن أفعاله وأقواله، ولا تجب إلّا على العاقل لأن العقل مناط التكليف.
  3. البلوغ: فلا تجب الصلاة على غير البالغ أما الصبي فيؤمر بها لسبع سنين ويضرب عليها لعشر سنين، أما التكاليف الشرعية فعند البلوغ، وهناك شرط زائد بالنسبة للمرأة وهو النقاء من دم الحيض والنفاس.

أمّا بالنسبة لشروط الصحة فهي:

  1. الطهارة: ونقصد بالطهارة، طهارة البدن من الحدث الأصغر بالوضوء، والحدث الأكبر بالاغتسال، وطهارة الثوب واللباس وطهارة المكان.
  2. استقبال القبلة: يجب على المسلم أن يتسقبل القبلة بشرطين، وهما القدر والأمن، فمن عجز عن استقبال القبلة لمرض أو غيره فإنه يصلي للجهة التي يواجهها، والثاني الأمن فمن خاف من عدو أو غيره على نفسه أو ماله أو عرضه فإن قبلته حيث يقدر على استقبالها ولا تجب عليه إعادة الصلاة فيما بعد.
  3. النيّة: وهي قصد كون الفعل لما شرع له، وينبغي استحضار النية مقارناً بالتكبير ولا تصح الصلاة بالنية المتأخرة من التكبير.
  4. ستر العورة: وذلك عن طريق ارتداء الملابس التي تستر عورة الإنسان المحددة بالنسبة لكل من الرجل والمرأة.
  5. دخول الوقت: وهو العلم بدخول الوقت ولو ظنًا والواجب التحري عن دخول الوقت.
  6. ترك المبطلات: على المسلم أن يبتعد عن كل الأمور التي تُبطل الصلاة، كالأكل والشرب خلال الصلاة، الكلام خلال الصلاة، الحركة الزائدة، الضحك، والإلتفات.
  7. العلم بالكيفيّة: وهي أن يعلم المسلم فرائض الصلاة فلا يؤدي سنة وهو يظن أنها ركن ولا يترك ركن من الأركان عن جهل، فالعلم بكيفيّة الأداء والأركان والشروط واجب لصحة الصلاة.

أهمية الصلاة:

1- من أهم أعمال المسلم:

إنّ الصلاة تعتبر من أهم الأعمال التي قد يقوم بها الإنسان المسلم، وهي أساس العبادات التي لا يصح أي عمل يقوم به الإنسان بدونها، حيثُ قال الرسول الكريم في حديثهِ الشريف، عن أفضل أعمال المسلم فقال: ( الصلاة على وقتها).

2- وسيلة من وسائل الطهارة:

تُعتبر الصلاة من أهم وسائل الطهارة التي من الممكن أن يحصل عليها المسلم، وهذا ماجاء في الحديث الشريف: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أرأيتم لو أنّ نهرًا بباب أحدكم، يغتسل فيه كلّ يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهنّ الخطايا).

3- كفارة للذنوب:

إنّ الصلاة هي وسيلة للكفارة عن كل الذنوب التي قد يرتكبها الإنسان، حيثُ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تُغش الكبائر).

4- حفظ وأمان المسلم:

إنّ الصلاة تحفظ الإنسان المسلم وتجعلهُ في مأمنٍ من تقلبات الحياة ومشاكلها، حيثُ قال الرسول الكريم محمد عليهِ الصلاة والسلام في حديثهِ الشريف: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله).

5- مناجاة بين المسلم والله:

تعتبر الصلاة بمثابة المناجاة السريّة بين المسلم ورب العالمين، حيثُ قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي).

6- تحقيق السعادة والراحة النفسيّة:

إنّ الصلاة تؤمن للإنسان السعادة والراحة النفسيّة، حيثُ أنّ الناس الأتقياء هم أكثر خلق الله سعادة وأحسنهم أخلاقًا، حيثُ قال الله تعالى في آياتهِ الكريمة: (مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ).

7- التغلّب على أحزان الدنيا:

تساعد الصلاة على إخراج الإنسان من كل الأحزان والهموم التي يُعاني منها، وذلك لأنّهُ يكون قريب من الله تعالى، الذي يستجيبُ لكل أدعيتهِ ومناجاتهِ، حيثُ قال تعالى في آياتهِ الكريمة: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ).

8- تقي المؤمن من النار:

إنّ الصلاة تحمي الإنسان من نار جهنم وتبعدهُ عنها، حيثُ قال الرسول الكريم في حديثه الشريف: (لن يلج النار أحدٌ صلّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها).

9- الفوائد الجسديّة:

تؤمّن الصلاة العديد من الفوائد الجسديّة للإنسان، حيثُ أنّ عملية الوضوء تساعدُ على تنظيف الجسد وتطهيرهِ من الأوساخ، والنجاسات، بالإضافة إلى أنّ الحركات التي يقوم بها المسلم خلال الصلاة تساعدُ على تنشيط البدن، وطرد الكسل والخمول من الجسم.

عقوبة تارك الصلاة:

  1. غياب البركة من عمر وحياة الإنسان.
  2. غياب سِمات الصالحين من وجه الإنسان.
  3. عدم أخذ المسلم أجر كل الأعمال الصالحة التي يقوم بها.
  4. لا تُرفع دعوة تارك الصلاة إلى السماء.
  5. عدم اكتساب الإنسان لمحبة الناس في الدنيا.
  6. لا ينال تارك الصلاة أي نصيب من دعاء الصالحين والأتقياء.

آيات قرآنية عن الصلاة:

  1. قال اللهُ تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).
  2. قال اللهُ تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ).
  3. قال اللهُ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا).
  4. قال اللهُ تعالى: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ).
  5. قال اللهُ تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ).
  6. قال اللهُ تعالى: (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا).
  7. قال اللهُ تعالى: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).
  8. قال اللهُ تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ).

 

كما رأيت فإنّ الصلاة تُعتبر من أهم الأعمال التي يجب أن تقوم بها بشكلٍ يومي، لتنال محبة الله ورضاهُ عنك في الدنيا والآخرة.

 

المصادر:

  1. تعريف الصلاة وأهميتها
  2. الصلاة في الإسلام
  3. ما هي أهمية الصلاة
  4. موضوعات القرآن الكريم
Source: Annajah.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *