بالفيديو.. هل يحق لمن صلى تقية أن يحكم على إذاعة القرآن بالتطرف؟

ليس إدريس لشكر وحده من يبحث عن ذاته في المجال السياسي؛ ويصر على اللعب بورقة الحريات الفردية والمطالبة بتغيير أحكام الإرث والدفاع عن قضايا المرأة.. ويطلق الفرقعات الإعلامية ليلفت الأنظار، ويقول للناس نحن هنا؛ فيبدو أن إلياس العماري الأمين العام للوافد الجديد إلى المجال السياسي حزب الجرار؛ بات يسلك الطريق نفسه؛ وذلك بإعلان الحرب ضد من يسميهم "الإسلاميين"، والمطالبة بحرية الردة..
الفهرس

بالفيديو.. هل يحق لمن صلى تقية أن يحكم على إذاعة القرآن بالتطرف؟

بالفيديو.. هل يحق لمن صلى تقية أن يحكم على إذاعة القرآن بالتطرف؟

هوية بريس – نبيل غزال

الخميس 17 مارس 2016

ليس إدريس لشكر وحده من يبحث عن ذاته في المجال السياسي؛ ويصر على اللعب بورقة الحريات الفردية والمطالبة بتغيير أحكام الإرث والدفاع عن قضايا المرأة.. ويطلق الفرقعات الإعلامية ليلفت الأنظار، ويقول للناس نحن هنا؛ فيبدو أن إلياس العماري الأمين العام للوافد الجديد إلى المجال السياسي حزب الجرار؛ بات يسلك الطريق نفسه؛ وذلك بإعلان الحرب ضد من يسميهم “الإسلاميين”، والمطالبة بحرية الردة..

فخلال لقائه أمس مع طلبة المعهد العالي الصحافة والإعلام بالدار البيضاء، قال الأمين العام لحزب الأصالة والمُعاصرة: “إن المغرب يجب أن يؤمن بحرية المعتقدات، ليتسع للجميع”.

وهاجم إلياس في اللقاء نفسه إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، واتهمها بنشر خطابات التطرف، وقال: “القناة أنشئت للحديث عن الإسلام المنفتح والمتنوع، الذي أصبحنا نصدره للسينغال وفرنسا.. لكن القناة تُستعمل فيها مُصطلحات وعبارات تُشيد بالتطرف”.

وفي نفس السياق أشار العماري باستهزاء إلى أن “الناس يصدرون الطائرات ونحن نصدر…” أي الدين.

[wpcc-iframe width=”640″ height=”360″ src=”https://www.youtube.com/embed/qyiMbKDM1NU?feature=oembed” frameborder=”0″ allowfullscreen]

فنقل التجربة المغربية في المجال الديني مشروع ضخم أمر به الملك محمد السادس؛ وتشرف عليه مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة؛ لكن رغم طابعه الرسمي؛ فالرفيق إلياس ليس راضيا عنه، ولا عن إذاعة محمد السادس التي تخصص برامج لا يمكنني حصرها للتنديد بالتطرف والإرهاب والتشدد والغلو، وتؤكد في مناسبة وغيرها على ثوابت البلد والتسامح والحوار وقبول الآخر.. وتبتعد بعدا تاما عن السياسة وما يتعلق بها.

فبالرغم من كل ذلك؛ فالمرجعية اليسارية لزعيم “التراكتور” لم تمكنه من التسامح مع الإذاعة المذكورة..

فما هو التدين الذي يرضى عنه السائق الجديد للجرار إذا؟

وهل هو مؤهل أصلا للحديث عن مجال التدين والحكم على هذا السلوك بالتطرف أو الاعتدال؟

فبغض النظر عن مستواه التعليمي، فالرجل لم يسبق لي أن استمعت إليه وهو يتحدث بلغة أخرى؛ فرنسية أو إنجليزية..؛ أما لغته العربية (إنَّ مغربُكم جبل..)؛ فأقسم غير حانث لو حضر سيبويه أو ابن جني أو الخليل الفراهيدي مجلسه واستمعوا لحديثة بالعربية -وهو قليل-؛ لأغشي عليهم.

[wpcc-iframe width=”640″ height=”360″ src=”https://www.youtube.com/embed/ufhKVQ9Fxtc?feature=oembed” frameborder=”0″ allowfullscreen]

وأظن أن تعريجنا على علاقة -الرفيق- بالعلوم الشرعية والتدين عموما لغوٌ من القول؛ لأن إلياس واضح وشفاف، وأعلن بعظمة لسانه أنه كان يصلي تقية لا تدينا؛ وأخشى ما أخشاه أن يكون حكمه على قناة محمد السادس بأنها تشيد بالتطرف جاء عقب استماعه لقراءة عبد الحميد حساين لسورة “الكافرون”، أو لمحمد صديق المنشاوي لآيات المائدة {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ}..؛ فخال ذلك تشددا وتطرفا.

طبعا؛ نحن لا نزايد على إسلام الرجل؛ وليس هذا مجال نقاشنا ولا اختصاصنا، لكن مادام سي إلياس يؤمن بمشروع مجتمعي يرتكز على مرجعية علمانية؛ فلماذا لا يفصل هو بين الديني والسياسي؟ لماذا يمنع الديني من التدخل في السياسي، في حين يدخل هو (بسبَّاطه) إلى المجال الديني، و(يفصل ويخيط) كما يشار؛ ويصف هذا بالغلو والتطرف وذاك بالاعتدال والوسطية؟

يوم واحد فقط بعد لقاء إلياس مع طلبة معهد الصحافة بالدار البيضاء خصصت يوميته (آخر ساعة) صفحة كاملة للحديث عن التطرف الديني؛ عنونته بـ”هل يتجه المجتمع المغربي إلى التطرف الديني؟”، ومن بين ما جاء فيه: “صارت المنقبات يعتقدن أنهن يمتلكن الدين الصحيح والحقيقي، وأن جميع من يرتدين اللباس التقليدي المغربي سافرات ومتبرجات، في حين كانت النساء المغربيات في السبعينيات والثمانينيات يخرجن عاريات الرأس ويرتدين فساتين قصيرة بدون أية مشكلة“.

فالدين الوسطي الذي ينشده إلياس هو ما يسوق له في لسانه الإعلامي (آخر ساعة)، والذي يؤمن معتنقوه بأن (الحجاب عادة وليس عبادة) و(الدين لا علاقة له بالسياسة) و(أحكام الإسلام ليست صالحة لكل زمان ومكان)..

أظن أن كل مهزوز أو فاشل في المجال السياسي يحاول اليوم أن يجد له موطأ قدم في مجالات أخرى بعيدة عن مجال اشتغاله، من خلال إعلان الحرب على الجماعات الإسلامية، أو بعض الأحكام الشرعية مثلا، أما من يحترم نفسه من السياسيين عموما فهو يشتغل في إطار تخصصه؛ ويبذل جهده ويفرغ وسعه في إطار محاربة الفقر والبطالة والهشاشة..

[email protected]

Source: howiyapress.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!