‘);
}

العصر الجاهليّ

العصر الجاهليّ وهو تلك الفترة الزمنيّة السابقة لبعثة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، وتعود تسميته بهذا الاسم إلى الضلال الذي كان الناس يعيشون فيه من عبادة للأوثان والأصنام، وليس كما هو متداول بأنّه عصرُ الجهل المناقض للعلم، فعلى العكس من ذلك تماماً فالعصر الجاهليّ هو الأساس واللبنة الأولى لتاريخ العرب وحضارتهم، وآدابهم، فقد ظهرت الكثير من المعالم الفكريّة والعلميّة التي تُميز هذا العصر وتجعله من العصور ذات المكانة العالية في الأدب العربيّ، وكانت من هذه المظاهر الجوانب المتعلقة بالحياة العقليّة لديهم والتي سنتطرّق إليها في هذا المقام.

مظاهر الحياة العقليّة في العصر الجاهليّ

اللغة العربية

اللغة العربيّة هي اللغة التي كانت سائدة في العصر الجاهليّ، الناشئة عن الأصل الآشوريّ والعبريّ والسريانيّ، وكانت تقتصر في كتاباتها على الحروف دون الحركات ولا النقاط، حيثُ يزيد عدد حروف هذه اللغة عن اللغات الآريّة بالكثير، كما وتختلف في كثرة الصيغات المقصودة من الألفاظ، وقد مرّت اللغة العربيّة بأطوار ومراحل متعدّدة في تلك الحقبة من الزمن، إلاّ أنّ اللغويين وعلماء العربيّة اجمعوا على أنّ العرب عرفوا لُغتين: الجنوبيّة القحطانيّة ولها حروف تختلف عن الحروف المعروفة، واللغة الشماليّة العدنانيّة، وهي أحدث من لغة الجنوب، كما وأنّ كل ما وصلنا من الشعر الجاهليّ إنّما هو بلغة الشمال، لأنّ الشعراء كانوا إمّا من قبيلة ربيعة أومُضرالعدنانيتين، وقد تقاربت اللغتان بسبب الاتصال والتواصل الناتج إمّا عن الحروب، أوالتجارة، أو الأسواق الأدبيّة التي كانت تُقام كسوق عكاظ، وسوق ذي المجاز؛ وبذلك بلغت اللغة العدنانيّة أوج انتشارها خاصةً بعد نزول القرآن الكريم بلغة قريش وهي اللغة العدنانيّة.