بحث عن النزاهة ومكافحة الفساد شامل

مقالنا اليوم بعنوان بحث عن النزاهة ومكافحة الفساد ، يُعد الفساد من الآفات التي تهدد سلام المجتمع وأمنه، ومن أكثر الظواهر السلبية التي على الرغم من تفشيها داخل المجتمعات منذ القِدم،إلا أنها أصبحت أكثر انتشاراً في الفترة الأخيرة في كل الدول تقريباً، ويمكن أن يتسبب الفساد في تأخر الدول وتخلفها، فلا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم في ظل إصابة هيئاته الهامة والحيوية بتلك الظاهرة، فاختلاس المال العام والرشوة والمحسوبية والواسطة كلها من مظاهر الفساد، ونظراً لانتشار تلك الظاهرة بشكل كبير، فقد حرصت العديد من الدول على إنشاء هيئات تتمثل مهمتها في مكافحة الفساد والقضاء عليه، ومن خلال السطور التالية على موسوعة سنتناول موضوع عن النزاهة ومكافحة الفساد للتعرف على أسبابه وكيف يمكن التخلص منه.

بحث عن النزاهة ومكافحة الفساد

تعريف الفساد

يمكن تعريف الفساد بأنه لجوء بعض الأشخاص إلى استخدام سلطتهم والموارد العامة المتاحة لهم استخداماً سيئاً، بما يحقق مصالحهم الشخصية أو مصلحة المقربين منهم حتى لو على حساب المصلحة العامة، وتكون المصلحة المُراد تحقيقها هي مصلحة غير مشروعة، ويتم ذلك من خلال عدم تطبيق القوانين بشكل سليم، أو الحصول على رشوة، أو محاباة أشخاص أقل كفاءة ممن يستحقون، أو الاعتماد على الواسطة سواء في القطاع العام أو الخاص، والاختلاس، والابتزاز، واستغلال السلطة والنفوذ وإهدار المال العام وغيرها من أشكال الفساد.

أسباب انتشار الفساد

• انجراف الإنسان وراء نفسه الأمارة بالسوء، بسبب ضعف وازعه الديني، الأمر الذي يجعله يسير في طريق الفساد دون وجود رادع قيمي وأخلاقي يمنعه.
• ينتشر الفساد بشدة في المجتمعات التي تعاني من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة تكون ناتجة عن الحصار الاقتصادي والحروب، فيلجأ أفراد تلك المجتمعات بداية من كبار المسئولين إلى تحسين أوضاعهم الاقتصادية بطرق غير مشروعة.
• يُعد الفقر من أهم الأسباب التي تدفع الأفراد إلى فِعل كل مظاهر الفساد، كما تتوارث المجتمعات العادات والتقاليد التي تعزز من تلك الظاهرة، بالإضافة إلى ما يواجهه كل مجتمع من كوارث وأزمات، كل ذلك يؤدي إلى تفشي الفساد بشكل كبير.
• من أهم العوامل المؤدية لانتشار الفساد ضعف الشفافية والرقابة داخل مؤسسات المجتمع المدني، مما أدى إلى استغلال أكبر المسئولين وأصغرهم لمناصبهم لتحقيق منافع شخصية.
• سلب حقوق الأفراد يؤدي إلى ضعف حسهم الوطني، وعدم مراعاتهم للصالح العام، وبالتالي يصبح لديهم أطماعاً شخصية تهدف تعويض ما سُلب منهم من قبل.
• هناك الكثير من الناس ممن يتخلون عن مسئوليتهم الاجتماعية، حيث يفضلون الصمت وغض البصر عند رؤية أي شبهة فساد، وهو ما يؤدي إلى زيادته وتفشيه أكثر.
• ضعف اللوائح والقوانين التي تحاسب الفاسدين يساعد على انتشار تلك الظاهرة بشكل واضح.

وسائل مكافحة الفساد

هناك عدة خطوات يجب أن يقوم بها أفراد ومؤسسات كل مجتمع من أجل القضاء على ظاهرة الفساد وهي:

• إعلان المؤسسات الحكومية عن مكافئة مالية لمن يبلغ عن أي شبهة فساد.
• رصد عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه بالقيام بأعمال غير مشروعة، كما يجب الإعلان عن تلك العقوبات على الملأ حتى يصبح كل فاسداً عبرة وعظة لغيره.
• تعيين الأشخاص من ذوي المؤهلات العلمية والكفاءة في المناصب المناسبة لهم، والحرص على أن تتكون كافة القيادات من الشباب النشط الذي يسعى لتطوير مجال العمل وتغييره إلى الأفضل.
• يجب على كل دائرة حكومية أن تشكل لجنة تتمثل مهمتها في رصد أجواء العمل داخل الدائرة ورصد سلوك العاملين فيها، وذلك للقضاء على أي فساد فور ظهوره.
• من أجل تشجيع المواطنين على القضاء على الفساد وتعظيم دورهم في هذه المهمة، يجب أن تقوم الحكومة بحملات توعوية عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وداخل الجامعات والمدارس والمصالح الحكومية.
• مكافئة الموظفين المخلصين لعملهم والحريصين على تطويره دائماً، وذلك من خلال تقديرهم مادياً ومعنوياً.
• العمل على تحسين الأوضاع المعيشية من خلال توفير فرص عمل تناسب كل أفراد المجتمع، بما تكفيهم لسد حاجتهم لضمان عدم لجوءهم إلى طرق غير قانونية لتحسين أوضاعهم المادية.
• سن القوانين والتشريعات داخل المؤسسات والأنظمة التي تكافح ظاهرة الفساد، وتوقيع عقوبات رادعة على المخالفين لتلك القوانين.