بحث عن تفسير سورة النحل

‘);
}

تفسير الآيات المتعلِّقة بنعم الله على الإنسان

النِّعم الواردة في الآيات من 5 – 16

سورة النَّحل تحتوي على العديد من الآيات الكونيَّة التي تتضمَّن نعم الله -تعالى-، والتي تعود بالنَّفع على الإنسان وسائر المخلوقات، وتُظهر الآيات تفرُّد الله -تعالى- ووحدانيته وقدرته على إحداث هذه النعم، والإبداع في خلقه للمخلوقات، وإيجاده للأحوال العجيبة، وهذا دليلٌ على عظمته، وإثباتاً لوجوده، ولألوهيَّته، وربوبيَّته، ووحدانيَّته، فهو المُستَحقُّ الوحيد بالعبوديَّة.[١] وبيان بعضٍ من نعم الله -تعالى- التي وردت في الآيات من قوله -تعالى-: (وَالأَنعامَ خَلَقَها لَكُم فيها دِفءٌ وَمَنافِعُ وَمِنها تَأكُلونَ)،[٢] وحتى قوله -تعالى-: (وَأَلقى فِي الأَرضِ رَواسِيَ أَن تَميدَ بِكُم وَأَنهارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُم تَهتَدونَ*وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجمِ هُم يَهتَدونَ) .[٣] فيما يأتي:[٤][٥]

  • الأنعام: وهي الإبل، والبقر، والغنم، وفيها من الفوائد الكثير؛ إذ يستطيع الإنسان الاستفادة من صوفها وجلودها للاستدفاء، ويستفيد من ألبانها ومشتقاته ولحومها للأكل، وفيها جمالٌ يُريح كلَّ من نظر إليها، وأضاف الله -تعالى- أصناف الخيل، والبغال، والحمير مع الأنعام؛ إذ يُستفاد منها للرُّكوب عليها واستخدامها في حراثة الأرض أو حمل الأمتعة، وهي تُدخل السُّرور لقلب مُقتنيها، وقد ورد عن الفقهاء أنَّ سبب تخصيص هذه الأصناف الثَّلاثة: الخيل، والبغال، والحمير؛ لأنَّه لا يجوز أكل لحومها كباقي الأنعام الأخرى، رغم عدم ورود نصٍ صريحٍ بالتَّحريم لا في القرآن الكريم ولا السُّنَّة النبويَّة، وقد تعددت الأقوال في ذلك بين ناهٍ ومُجيز.
  • الماء: أوجد الله -تعالى- الماء يُنزله من السَّماء أو يُخرجه من الأرض؛ ليشرب منه النَّاس والكائنات الحيَّة جميعها، ومن الماء يَنبت الشَّجر الذي يُغذِّي المواشي التي يُستفاد منها في مآرب أخرى.
  • النُّجوم: خلق الله -تعالى- النُّجوم التي تُفيد في تحديد الجهات المختلفة، وتُساعد في معرفة الوجهات والطُّرق في اللَّيل.
  • الجبال: أوجد الله -تعالى- أيضاً الجبال لتُحدث توازناً في هذا الكون، فتُثبِّت الأرض حتى لا تيمل وتضطرب.
  • النَّبات والزَّرع: خلق الله -تعالى- الثمار النَّافعة الصَّالحة لينتفع النَّاس بها بأكلها والاستمتاع بمذاقها، وهي أيضاً غذاءٌ لجميع الكئنات الحيَّة، ومن الثَّمرة نفسها تنبت الشَّجرة.
  • البحار والأنهار: أوجد الله -تعالى- ويسَّر لعباده البحار والأنهار التي يستطعون استخراج الطَّعام والماء والحُلي منها، وفيها تجري السُّفن التي تنفع النَّاس بأمور النقل والتِّجارة وتوفير الحاجيات وغيرها.
  • اللّيل والنَّهار: الله -تعالى- خالق الشَّمس والقمر وهو المُدبِّر والمُتحكِّم فيهم، فقد سخَّر لعباده النَّهار للسعيِّ وجلب الرِّزق وقضاء الحاجات، وسخَّر الليل للرَّاحة والسَّكينة.
  • ما لا تعلمون: يُنعم الله -تعالى- على عباده ما لا يتصوَّرون من المخلوقات التي تكون في الأرض أو البحر أو ما لم يُخلق بعد، وكلُّها في سبيل تيسير حياة النَّاس والانتفاع بها، وقيل يُقصد كذلك ما لا يخطر على بالهم؛ كخلق النَّار والجنَّة.
  • الهداية: بيِّن الله -تعالى- لعباده طريق الحقِّ والهداية، وطريق الضلالة والهلاك، وأرشدهم للصراط المستقيم.