‘);
}

أسماء بنت أبي بكر

أمضت أسماء طفولتها وشبابها في بيت أبيها أبي بكرٍ تتشرّب معاني الإسلام والبرّ، وقد كانت أسماء من السابقين إلى الإسلام؛ إذ أسلمت بعد سبعة عشر من المسلمين، وتزوّجت الزبير بن العوام وهاجرت معه إلى المدينة، وقد لُقّبت أسماء بذات النطاقين حين طلب إليها النبيّ -عليه السّلام- أن توصل الطعام والشراب له وفي طريق هجرتهما، فشقّت نطاقها وجعلته نطاقين، فحملت الزاد بأحدهما واكتفت بالآخر، وكانت نعم الساتر الكتوم على خبر هجرة النبيّ حين سألها أبو جهل عن مكانهما، فرفضت الإجابة، وضربها في وجهها ضربةً طار قرطها منها، ومع ذلك بقيت صابرةً ثابتةً.[١]

أمّ معبد

أمّ معبد هي عاتكة بنت خالد بن خليد الخزاعيّة، اشتُهرت أمّ معبد بأنّها من أدقّ من وصف النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في شكله وبهاء وجهه وحُسنه، ولقد التقى بها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهي امرأةٌ عجوزٌ في طريق هجرته، فدخل عليها خيمتها راغباً في شيءٍ من طعامٍ، فوجد عندها شاةً واحدةً هزيلةً، فمسح عليها نبيّ الله، فحلبت لبناً كثيراً مباركاً، فشرب منه النبيّ وأبو بكر حتّى ارتوى من لبنها رهطٌ من الناس، وهم بين الثلاثة والعشرة، ثمّ انصرف نبيّ الله، وأقبل بعد ذلك زوجها أبو معبد فوجد عندها لبناً كثيراً فسألها عنه، فأخبرته بما جرى، فسألها عن مواصفات الرجل الذي حضر عندها، فأخبرته وصفاً دقيقاً عن ملامح نبيّ الله، حتّى انتشر حديثها بين المحدّثين، ولقد أدرك زوجها أنّه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأسلم معه واتّبعه.[٢][٣]