‘);
}

فتح مكة

أراد الله -سبحانه وتعالى- أن يدخل الرسول والمؤمنون مكّةَ فاتحين لها، مُنتزِعينها من أيدي قريشٍ، ومُطهّرين لها من الأوثان، مُعيدين إليها مكانتها الأولى في الأمن والطهارة، وذلك في العشرين من رمضان سنة ثمانٍ للهجرة بعد أن عايش المسلمون ظلم قريش، وعداءهم للإسلام وأهله، وترسُّخ الدين في قلوبهم،[١][٢] ويسمّى فتح مكة أيضا: بالفتح الأعظم،[٣] والفتح المبين.[٤]

سبب فتح مكة

كان صلح الحديبية السبب المباشر في فتح مكّة؛ فبعد أن تعاهد الرسول مع قريش في ذلك الصلح على حرّية انحياز الأفراد والجماعات إلى الطرف المختار، والدخول في دينه ومعتقده، فمن أراد أن يدخل في حِلف الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فله ذلك، ومن أراد أن يدخل في حِلف قريشٍ دخل فيه، وأنّ أيّ اعتداءٍ على أيّ قبيلةٍ متحالفةٍ مع أحد الطرفين يُعتبر اعتداءً على الطرف نفسه، فانحازت بنو بكر إلى قريش، وانحازت بنو خزاعة إلى رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-، ودعمَ هذا الصُّلح الأمن بين القبيلتَين المُتحاربتَين في الجاهلية، إلّا أنّه لم يدم طويلاً؛ ففي العام الثامن للهجرة وفي شهر شعبان بالتحديد دبّرت بنو بكر مع قريش مكيدة، وخطّطوا للتآمر على بني خزاعة في مكّة؛ ظنّاً منهم بأنّ الأخبار لن تصل إلى الرسول في المدينة؛ لبُعده عنهم، وانتهزوا فرصة انشغال المسلمين بأمر الدعوة وإرسال السرايا، فأغار بنو بكر على بني خزاعة ليلاً بعد أن أمدّتهم قريش بالسلاح، وقتلوا منهم ثلاثةً وعشرين شخصاً، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ، وذلك بالقُرب من بئر الوتر، فهربوا إلى الحرم، ولم تأخذ بنو بكرٍ بحرمة البيت، واستغلّوا فرصتهم، وأخذوا بثأرهم.[٥][٤]