بعد عام على مجزرة رفح:ذكريات الرعب والألم

بعد عام على مجزرة رفحذكريات الرعب والألم بعد مرور عام على مجزرة رفح والتي راح ضحيتها 63 شهيدا وزاد عدد الجرحى فيها على 300 جريح لا زالت عيون وقلوب أهالي المدينة تتفطر ألما على فراق أحبتهم وأبنائهم الشهداء وما زالت لحظات الرعب والموت والخوف شاخصة أمامهم من خلال المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال..

بعد عام على مجزرة رفح:ذكريات الرعب والألم

بعد مرور عامٍ على مجزرة رفح والتي راح ضحيّتها 63 شهيداً وزاد عدد الجرحى فيها على 300 جريح، لا زالت عيون وقلوب أهالي المدينة تتفطّر ألماً على فراق أحبّتهم وأبنائهم الشهداء، وما زالت لحظات الرعب والموت والخوف شاخصةً أمامهم من خلال المجزرة المروّعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني والتي أسمتها بـ”قوس قزح” في السابع عشر من مايو لعام 2004م.size=3>

بدأت أرتال الدبابات في اللحظات الأولى من الاجتياح الصهيوني تحاصر حيّ تل السلطان في كلّ مكانٍ من الحيّ وتنطلق من كافة المستوطنات المحيطة بنا من مستوطنة “رفيح يام” ومستوطنة “اسلاو” و”عتسمونا”، ومن موقع “تل زعرب” العسكريّ، وبدأت طائرات صهيونية تحوم في السماء منذِرةً بخطر يداهم الجميع.. وما هي إلا لحظات حتى بدأت المدفعية بالقصف وطائرات الأباتشي تلقي بصواريخها الملتهبة صوب المواطنين لترتكب مجزرةً مروعها تذكّرنا بمجازر العصابات الصهيونية في دير ياسين إبّان نكبة عام 48م.size=3>size=3>

وخلفت تلك المجزرة البشعة المسمّاه “قوس قزح” وراءها مشاهد تدلّل على مجزرةٍ بشعة بحقّ السكان التي ارتكبتها قوات الاحتلال حيث بدا حيّ تل السلطان وكأنّه أصابه إعصار (حيث الشوارع مدمّرة بالكامل ومنازل سُوّيت بالأرض وأصبحت الأراضي الزراعية أشلاء).size=3>size=3>

size=3>size=3>

حصار محكم وطوق مشدّد:size=3>size=3>

وكانت قوات الاحتلال قد فرضت حصاراً محكَماً وطوْقاً مشدّداً على الحيّ عندما اجتاحته بعشرات الدبابات والجرافات وفرضت قوات الاحتلال حظر التجوّل على أهالي حيّ تل السلطان والأحياء المجاورة كمخيّم بدر ومخيّم كندا. فقد استيقظ أهالي حيّ تل السلطان غربي رفح فجر 17/5/2004م على دويّ انفجاراتٍ شديدة على بوابات منازلهم، وطرقات الجنود الصهاينة وصوت مكبّرات الصوت تعلن حظر التجوّل ودعوات الجيش الأهالي من سنّ 15-50 سنة لمغادرة منازلهم رافعين الأيدي والتوجّه لمدرسة العمرية داخل المخيّم.size=3>size=3>

size=3>size=3>

مداهمة وتفتيش واعتقال:size=3>size=3>

يقول المواطن محمد جبر (40 عاماً) من سكان مخيّم بدر: “في اللحظات الأولى استغربنا هذا الإجراء وحجم الحصار لأنّ منطقتنا ضعيفة ولا تحتاج لمثل هذا العدد من الدبابات، وجاء قرار إعلان حظر التجوّل علينا مفاجئاً لنا، ومع استمرار الحصار المشدّد بدأت قوات الاحتلال تتحكم بالعملية وفق أهوائها ولم نعدْ نفكّر به وببدايته ونهايته ولكن التهديد المباشر كان لنا ولأطفالنا وعائلاتنا.. ولكن كان أكثر ما أقلقنا وأرعبنا عمليات المداهمة والتفتيش والاعتقال التي لم تسثنِ صغيراً أو كبيراً ولم تميّز بين طفلٍ ومسنٍّ أو مريض، فالجميع كان مستهدفاً ما دام فلسطينيا، وخرجنا مع  العديد من الناس من منازلنا  مكبّلين تحت تهديد السلاح إلى معسكرات الاعتقال”. size=3>size=3>

size=3>size=3>

شاهدٌ على الإرهاب:size=3>size=3>

المواطن جبر الذي يقع منزله في حيّ مخيّم بدر، قال وهو شاهدٌ على الإرهاب الصهيوني خلال المجزرة: “سمعت صوت هدير الدبابات تقترب من المخيم وتلاها مكبّرات الصوت تعلن حظر التجوّل، فقلت في نفسي: لا حول ولا قوة بالله، الله يستر من هاليوم، ولم أكدْ أنهي كلماتي حتى سمعت حركة غريبة حول بيتي فقلقت جدّاً وشعرت أنها حركة جنود فنظرت من النافذة لأشاهد مئات الجنود المدجّجين بجميع أنواع الأسلحة ينتشرون في كلّ مكان.. بعضهم يتسلّق سلالم نحو أسطح المنازل المجاورة ومجموعة أخرى تتوزّع على باب منزلي”.size=3>size=3>

ويواصل المواطن جبر الحديث عن معاناته ويقول: “ما كدت أوقظ زوجتي لأنتقل معها لغرفة أطفالنا تجنّباً لأيّ إطلاق نارٍ قد يقوم به الجنود حتى بدا طرقٌ شديدٌ على باب منزلنا وتوجّهت فوراً نحو الباب دون سؤالٍ لأتجنّب قيام الجنود بتدمير البوابة وإلحاق الأذى بأسرتي وبيتي، فقد علمنا أنّهم يقومون بعد طرق الباب بتفجيره إذا تأخّر صاحب المنزل عن فتحه, وما كاد الجنود يشاهدون وجهي حتى وضعوا أسلحتهم في وجهي وهم يصرخون (ارفع يديك.. مين عندك في البيت؟).. وتسلّلوا ببطءٍ وأنا أسير أمامهم للغرفة الواقعة وسط البيت فقلت لهم: (يوجد في البيت زوجتي وأطفالي وإخواني وأطفالهم)، حيث يتكوّن منزلنا من أربعة طوابق ويسكن فيه 40 فرداً”.size=3>size=3>

size=3>size=3>

تهديدٌ ووعيدٌ:size=3>size=3>

وتابع المواطن جبر المغلوب على أمره مستذكِراً لحظات الرعب والخوف التي عاشها أهل المخيّم: “كانت وجوه جنود الاحتلال متّشحةً بالسواد ويتطاير منها الشرر وينظرون إليّ بحقدٍ وكراهية وتجاوز عدد الذين توزّعوا في أنحاء البيت الثلاثين، جميعهم أيديهم على الزناد كمنْ يدخل لأرض معركة.. ثمّ قال لي أحدهم: (اسمع، سنفتّش البيت وإذا وجدنا أحداً غيركم سنطلق النار.. أخرِج المخرّبين من عندك)، فقلت له: لا يوجد أحد ولكن دعني أخرِج أطفالي، فمنعني وقال لي :(اسكت ولا تتحرّك) واعتدى عليّ بالضرب وركلني الجنود عدّة ركلاتٍ بأرجلهم لإخافتي فيما علَتْ ضحكاتهم الهستيريّة”. size=3>size=3>

size=3>size=3>

كاد العطش يفتك بنا!!size=3>size=3>

وواصل المواطن جبر حديثه: “أعطى ضابط الوحدة إشارةً لجنوده للتحرّك بعدما أجلسوني أرضاً وفتّشوني وتسلّلوا لباقي الغرف، وكانت معهم كلابٌ بوليسية ضخمة تلبس درعاً واقياً وخوذة، وكنّا لا نخرج إلى المطبخ إلا بصعوبة ولا يسمح إلا للنساء، وإذا أردْنا دخول الخلاء يسمحون ويرفضون حسب أهوائهم الشخصية، وكاد العطش يفتك بنا وليس عندنا إلا الخبز والذي نفد بعد يومين من الحصار، كما أجبرَنا جنود الاحتلال على عمل فتحاتٍ للقناصة بأيدينا تحت تهديد السلاح، وكانوا لا يتورّعون من ترك فضلاتهم اللعينة على الأرض، وعند سماع صراخ أطفالنا كانوا يقصفوننا بالقنابل الصوتيّة لإرعابنا”.size=3>size=3>

size=3>size=3>

حكايات مريرة:size=3>size=3>

عائلة أبو شمالة هي الأخرى كانت على موعدٍ مع حكاياتٍ مريرة مع جنود الاحتلال، حيث تقول أم محمد أبو شمالة: “دخل الجنود علينا بعدما حطّموا سور المنزل وحطّموا غرفة النوم ودخل ما يقارب 15 جندياً صهيونياً، فرفعنا الرايات البيضاء وأخبرناهم أنّ المنزل مأهولٌ بالسكان ويضمّ 50 شخصاً حيث يتكوّن منزلنا من أربعة طوابق، ووضعوا أسلحتهم في رؤوسنا وقال لي أحدهم: (وين الشباب؟!)، فقلت له: (لا يوجد شباب، هؤلاء أطفالي)، فقال لي: (قومي..)، ومنعني من لمس أطفالي الذين أيقظوهم بركلاتهم وأعقاب البنادق فاستيقظوا مذعورين, ولكن صراخهم وبكاءهم لم يشفعْ لهم لدى الجنود الذين وجّهوا بنادقهم عليهم”.size=3>size=3>

وواصلت أم محمد حديثها المليء بالشجون: “فتّش الجنود الغرفة أمام الأطفال ثمّ طلبوا منّا مغادرة المنزل ليواصلوا التفتيش، وصلبونا في غرفة واحدة وجمعوا كلّ منْ في العمارة في غرفةٍ واحدة، وكانوا لا يسمحون لنا بمغادرة المنزل، وحطّموا بعض الأثاث ومواد للبناء وحفروا حفرةً عميقة داخل المنزل”.size=3>size=3>

size=3>size=3>

تفتيش واقتحام وتدمير..size=3>size=3>

وخلال ذلك كانت وحدات قوات الاحتلال تحكم حصار حيّ تل السلطان، وشرعت بممارسة نفس الأسلوب في المنازل المجاورة” تفتيشٌ واقتحامٌ وتدمير.. ثم بدأ الجنود يطالبون السكان من سنّ 15 وحتى 50 سنة بمغادرة منازلهم والتجمّع في مدرسة العمرية المجاورة.. ويقول المواطن رمزي المغاري  (27 عاماً): “بقيَ الجنود يكرّرون الدعوة لأكثر من ساعتين وسمعتهم يقولون: (كلّ شاب يخرج ومعه هويّته فوراً للمدرسة، ومن يتأخّر فإنّ جيش الدفاع سيقتله وينسف بيته)، فنظرت من برندة المنزل فوجدت الجنود قد انتشروا في كلّ ركنٍ وزاوية في الحيّ ويقتحمون بعض المنازل، فلم يكنْ أمامي خيارٌ سوى الخروج إلى المدرسة، وفي الطريق شاهدت العشرات من الجنود الذين حاصروا منزلي وكافة المنازل المجاورة وهم يصرخون ويشتمون ويطلبون منّا التحرّك بسرعة للمدرسة”.size=3>size=3>

وأضاف رمزي: “بينما نحن كذلك حتى رفع أخي الشهيد شادي راية بيضاء للخروج وأدخلونا مدرسة العمرية مكبّلين الأيدي، وما إنْ همّ أخي شادي حتى أطلقوا النار عليه مباشرة فاستشهد على الفور، لقد أعدموه بدمٍ بارد”. size=3>size=3>

وعائلة المغاري عائلة مجاهدة قدّمت خلال مجزرة رفح الشهيد عماد المغاري ابن عمّ الشهيد شادي، كما قدّمت ابنها الشهيد رامي المغاري عام 1996م وما زال أخوه حاتم يقبع في سجون الاحتلال.size=3>size=3>

size=3>size=3>

معاملة مهينة:size=3>size=3>

وقال الأهالي في شهاداتٍ حيّة وموَثّقة عن المجزرة :إنّهم شاهدوا في المنطقة 20 دبابةً وأكثر من 5 جرافات فيما قدّرت مصادر فلسطينية أنّ أكثر من 40 دبابة حاصرت الحيّ الذي استمرّت فيه عملية التفتيش من بيتٍ لبيتٍ أكثر من خمسة أيامٍ متتالية، وفرض الجنود الصهاينة على كلّ فلسطينيّ يغادر منزله رفع يديه والسير ببطء وعدم الالتفات حوله، بل إنّ بعض الشبّان احتجزهم الجنود وفتّشوا أجسادهم وأجبروهم على خلع ملابسهم واعتدوا عليهم بالضرب المبرح.size=3>size=3>

وقالت المواطنة نعيمة حسن عرفات (أم حسن)، وهي أرملة وتعول 6 أطفال، : “إنّ الجنود الصهاينة اقتحموا منزلنا ومن ثَمّ فتّشوه ولم تسلَم قطعة أثاثٍ من التخريب، وبعد ذلك انهالت القذائف داخل منزلنا واحتمَيْنا من القذائف بجوار المنزل في حظيرة الطيور، وبعدها خرجنا تحت القصف الشديد إلى بيت الجيران”.size=3>size=3>

size=3>size=3>

طرق غير إنسانية!size=3>size=3>

سكان حيّ البرازيل هم كذلك كانوا على موعدٍ مع الإرهاب الصهيوني، حيث قالوا:إنّ الجنود الصهاينة انتشروا في كلّ الأماكن وأصبح عددهم يضاهي عدد المنازل، وقد عاملوا المواطنين من نساءٍ وأطفال بطريقةٍ غير إنسانية، فأطلقوا النار نحو المنازل التي لم يبقَ فيها سوى الأطفال والنساء.. وحيث تقول المواطنة أم خالد أبو حماد: “شاهدنا جنود الاحتلال يقومون بتفجير القنابل على بوابات المنازل بشكلٍ متعمّدٍ كما عرّض جنود الاحتلال حياة عددٍ من الأهالي للخطر دون سبب”.size=3>size=3>

size=3>size=3>

تدمير متعمد:size=3>size=3>

المواطن عيسى زعرب يمتلك مزرعةً مكوّنة من 50 دونماً، قال: “إنّ الجنود لم يكتَفوا بتفتيش وتدمير المنازل، بل تعمّدوا إتلاف جميع الدفيئات الزراعية على مساحةٍ شاسعة تضمّ 300 دونم زراعيّ بشكلٍ متعمّد”، وأضاف زعرب: “لقد دمرّوا كلّ شيءٍ وحاربوا عشراتٍ بل مئاتٍ السكان في أرزاقهم مما كبّدنا خسائر فادحة وأصبح من غير الممكن إعادة استخدام واستصلاح الأرض من جديد، وإنّنا نخشى أنْ تقوم قوات الاحتلال بضمّ الأراضي لمستوطنة (عتسمونا) القريبة من أراضينا”.size=3>size=3>

وتابع زعرب يقول: “إنّ هذه ممارساتٌ مدروسة ومنافية لأبسط حقوق الإنسان وتستهدف تضييق الخناق على الفلسطينيين وتدمير مقوّمات اقتصادهم وحياتهم”.size=3>size=3>

أمّا في موقع تل زعرب العسكريّ، فقد انتشر ضبّاط الأمن الصهيونيّون وأقاموا مركز تحقيقٍ ميدانيّ، وقال الأهالي: إنّ الجنود بدأوا باستدعائهم واحداً تلوَ الآخر واستجوبوهم وحقّقوا معهم، وتمّ نقل العشرات منهم مقيّدين ومعصوبي الأعين إلى مستوطنة “رفيح يام” القريبة، وبعد خضوعهم للتحقيق أطلق سراحهم, ومنع الجنود جميع المعتقلين في المدرسة من الطعام والشراب لأكثر من 10 ساعات مؤكّدين أنّ جنود الاحتلال تعاملوا مع المعتقلين بطريقةٍ وحشية.size=3>size=3>

ومن مشاهد المجزرة المؤلمة مشاهد عشرات الجثث مكوّمة في ثلاجات الخضراوات حيث لم تتّسع ثلاجات الموتى في مستشفى أبو يوسف النجار، حيث يقول المواطن عبدالله عفانة: “كان المشهد مروّعاً وكنّا لا نعرف ما الذي يمكن عمله بالجثث لحفظها من التحلّل، لقد تحوّلت مدينة رفح إلى مقبرة جماعية”.size=3>size=3>

المركز الفلسطيني للإعلامsize=3>size=3>size=3>

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!