‘);
}

الإرث التاريخي والثقافي

أينما وجد الإنسان، فهو يسعى إلى إعمار الأرض وتطوير نفسه وقدراته من خلال استغلال الإمكانيات المتوفّرة لديه، وبمجرد أن تلتقي جماعة من الناس وتعيش مع بعضها البعض في مكان واحد، فهم يبدؤون بتنظيم حياتهم، وإذا توفّر عندهم حالة من الاستقرار والتفاهم والأمان، فهم يبدؤون حينها بتطوير ذواتهم وصقل شخصياتهم للوصول إلى الإبداع وفهم الحياة، وهكذا يولد الإرث الثقافي للمجتمع في أي دولة، ومن هذه الدول التي تفتخر بإرثها الثقافي الجزائر.

التاريخ الثقافي الجزائري القديم

موروثات الثقافة الجزائرية يمكن أن نختصرها في عدّة محاور، فهناك الدين الذي يشمل المعتقدات والأمور التي كانت تتم ممارستها للتقرب من الله، فعلى سبيل المثال، هناك رقصة تسمّى ” القرقابو” للسمو بالروح والتقرّب من الله تعالى، بالإضافة إلى رقصة “العبداوي” والتي كان هدفها تبجيل الأولياء والصالحين في الجزائر، عدا عن ذلك فإنّ التراث القديم يشمل الأبنية والصناعات، فقد كانت هناك الصناعات اليدوية الفخارية النحاسية والجلدية التي كان يتم استخدامها للاحتياجات اليومية، والآن هي تستخدم فقط للزينة، هذا بالإضافة إلى الفن المعماري المتمثل في الرسوم والزخرفات التي تدلّ على الحضارات التي مرت فيها، فهناك المساجد التي تدل على الحضارة الإسلامية، بالإضافة إلى النقوش الهندسية التي تدل على الثقافة الأمازيغية المتمركزة في الشمال، كما يشمل التاريخ القديم القصص والحكايات التي كان يتم سردها في المقاهي عن سيرة الرسول عليه السلام، وقصص بطولات عمر بن الخطاب، بالإضافة إلى الأغاني الفولكلورية التي تتحدث عن الحروب والقتالات في السابق، والرقصات التي كانت تؤدّى لهذا الغرض، مثل رقصة “التوراق” و”العلاوي”، وغيرها.