‘);
}

تاريخ عمر بن الخطاب في الجاهلية

تميّزَ عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في الجاهليّة؛ حيثُ كان من أشرافِ قُريش، وكان سفيراً لهم، فكان إذا وقعت بينهم الحرب أو مع غيرهم يبعثونه سفيراً، ويُفاخِرون به، ويرضون بما يحكُمه،[١] كما أنّهُ كان جلداً، صلباً، غليظاً، وعاش في الجاهليّة بما يُقارب الخمس وثلاثين سنةً،[٢] ولم يكُن صاحبَ شُهرةٍ ومَركز في الجاهليّة، بل كان فرداً عاديّاً؛ لما عُرف عنه من القساوة والغِلظة، كما أنّهُ كان من المُعاندين للإسلام وأهله، ولولا الاسلام لما اشتهر وعُرِف.[٣]

وقد عاش في صِغَره الفقرِ، والحاجةِ، وقسوةِ الحياة، مما اضطره إلى رعي الإبل، والعملِ بِالتِّجارة في الثياب مع شريكٍ له اسمه كعب بن عدي التنوخي، الأمر الذي ساعدهُ في تكوين ثروةٍ كبيرةٍ له، وتعرّض في بعض تِجاراته للسّرقة وقطع الطريق عليه، وخرج إلى الشام والعِراق في تِجارته.[٤] ورُويّ أنّه عمل سفيراً لِقُريش عند وقوع الحرب بينهم أو مع غيرهم؛ وذلك لِما كان يتمتّعُ به من رجاحة العقل، وصواب الرأي، واكتسب ذلك من مكانة أبيه وجدّه في قُريش،[٥][٦] وتميّز كذلك بالعلم، والذكاء، والعدل، والهيبة.[٧]