تحت عنوان «الهالة والفرادة في الفن المصري المعاصر»: صالون القاهرة الـ(59)… المزيد من المُسمَيات المجانية

القاهرة ــ «القدس العربي»: بعد فترة من توقف الأنشطة الثقافية، نتيجة جائحة كورونا، استأنف قطاع الفنون التشكيلية نشاطه، بإقامة صالون القاهرة الـ(59) الذي يُعد أقدم تظاهرة تشكيلية في مصر، من خلال جمعية مُحبي الفنون الجميلة، حيث أقيم للمرّة الأولى عام 1921. وتأتي دورة هذا العام، التي تقام في قصر الفنون في دار الأوبرا المصرية في […]

Share your love

تحت عنوان «الهالة والفرادة في الفن المصري المعاصر»: صالون القاهرة الـ(59)… المزيد من المُسمَيات المجانية

[wpcc-script type=”8857c3d71dca4e82d15f0635-text/javascript”]

القاهرة ــ «القدس العربي»: بعد فترة من توقف الأنشطة الثقافية، نتيجة جائحة كورونا، استأنف قطاع الفنون التشكيلية نشاطه، بإقامة صالون القاهرة الـ(59) الذي يُعد أقدم تظاهرة تشكيلية في مصر، من خلال جمعية مُحبي الفنون الجميلة، حيث أقيم للمرّة الأولى عام 1921. وتأتي دورة هذا العام، التي تقام في قصر الفنون في دار الأوبرا المصرية في القاهرة، تحت عنوان «الهالة والفرادة في الفن المصري المعاصر». وبمقارنة العنوان بالأعمال الفنية المعروضة، نجد أن وزارة الثقافة لا تجيد سوى البروباغندا والعناوين المجانية، ناهيك من المتابعات ـ النقدية ـ من الفنانين والكُتاب المحسوبين على الوزارة والطالبين دوماً رضاها، بالتهليل لما تفعله وتواجهه من صعاب في عصر كورونا، وبالتالي لا فارق ما بين الوزارة والنظام المصري في الإشادة الفارغة بما يحدث، فلا يتبقى في النهاية سوى المسميات الفارغة.

أسماء وأعمال مكررة

الملحوظة الأولى اللافتة في صالون هذا العام ـ وصالونات الأعوام السابقة ـ هي تكرار أسماء بعينها، وكذلك الأعمال نفسها التي نطالعها، إما في معرض خاص، قد يتنقل الفنان بأعماله من هذا المعرض أو ذاك، وصولاً إلى معارض الدولة الجماعية، التي من المفترض أن تكون مهمتها تقديم ما هو جديد وأصيل في تجربة التشكيل المصري. هذه الأعمال وأصحابها يتكررون في تواتر، وكأن مصر ليس فيها سوى هؤلاء، نذكر منهم مثالاً لا حصراً .. ناثان دوس، عادل ثروت، عقيلة رياض، وغيرهم الكثير، الأمر لا يقتصر على أسماء فقط، بل يتقدم أصحابها بالأعمال نفسها، إضافة إلى زبون معارض الدولة الفنان أحمد نوار ـ رئيس مجلس إدارة جمعية مُحبي الفنون الجميلة ـ الذي نعتقد أنه يجب عليه إخلاء الساحة للمواهب الجديدة، لكنه يصر، وبدورهم النقاد يصرون على التنويه والإشادة.
من ناحية أخرى يدور التساؤل حول معيار اختيار الأعمال المشاركة، خاصة أن معظم الأعمال المعروضة لا ترقى لمستوى العرض كأعمال منتقاة في صالون القاهرة صاحب التاريخ العريق.


ففكرة حصر الساحة التشكيلية المصرية بأسماء بعينها، أصبحت منذ سنوات هي المسيطرة على القائمين على معارض الدولة، ناهيك من المسابقات ولجان التحكيم، التي تقتصر بدورها على مجموعة من الفنانين، الذين يتنقلون بدورهم من هذه المسابقة إلى تلك. والنتيجة بالطبع وجود مسوخ فنية تهلل لها صحف الدولة أو صحيفة وزارة الثقافة جريدة «القاهرة» لسان حال الوزارة والمتغنية بإنجازاتها والست الوزيرة ليل نهار.

تجارب متجاوزة على استحياء

ورغم أن السمة الغالبة على الأعمال المعروضة، كما سبق وأشرنا من تكرار وتواضع فني، إلا أن هناك بعضا من الأعمال اللافتة، نذكر منها على سبيل المثال، أعمال كل من الفنانين حمدي رضا، حسن كامل، أحمد عبد الفتاح، محمود حامد، نيفين فرغلي، حسام زكي، محمد بنوي، عماد إبراهيم، وسمير فؤاد. مع العلم بأن بعض هذه الأعمال بدورها قد تم عرضها في عدة معارض شخصية وعامة أكثر من مرّة، إلا أنها تتمتع بحس فني وجمالي، كما تحاول أن تؤكد أسلوب صاحبها من جهة، أو تشهد على تطوّر هذا الأسلوب أو ذاك. فالكلاسيكية التي يحاول الفنان عماد إبراهيم تقديمها، من خلال رؤية جديدة، يقابلها التجريد المعتمد على الإحساس بالمساحة الفارغة، وتوزيع الكتل اللونية، كما في عمل الفنان محمد بنوي. أما لوحة الفنان حمدي رضا فتستعرض عالم القاهرة، من خلال بناياتها العشوائية، بنايات متلاصقة ومتهالكة، تعلوها أطباق الستلايت المتشابكة، وفي عمق اللوحة تكاد الأهرامات تظهر بالكاد، والرسالة مفهومة بالطبع، بحيث يتحول المشهد إلى الإيحاء بسلوك عام ينتهجه المصريون، من حياة مشوّهة، بحيث تتوارى حضارتها تحت وطأة التدمير المُمَنهج. وعلى غرار العودة إلى التاريخ أو محاولة استدعاء أجواء قديمة، يقدم الفنان محمود حامد عمله الفني، من خلال تمثيل بردية قديمة تحمل وجوها مصرية كالتي نطالعها فوق جداريات المعابد.

المحصلة

ولكن.. ما الجديد؟ وما الذي يشغل الفنان المصري الآن ـ بعيداً عن هالة وفرادة وشفيقة ولواحظ ــ الأعمال في مجملها تأتي كيفما اتفق، من مقام تحصيل الحاصل، فلا تجربة حقيقية، ولا إدهاش بصري، ولا رؤية مختلفة جديدة أو جادة. أصبح الأمر مجرد عمل روتيني يؤديه الفنان، ليحضر اسمه في هذا الصالون أو ذاك، وحتى المعارض الخاصة، نجد الفنان يعيد ويكرر التجربة ذاتها، ناهيك عن تقليد أعمال وأساليب غربية انتهت في الغرب، بينما هنا يقلدها الفنان ويحتفي بها النقاد، وكأنها كشف جديد، لكنهم في الحقيقة يعيشون في عالم آخر يخصهم وحدهم .. بالتوفيق.

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!