ترتيب الدول الإسلامية عبر التاريخ

ترتيب الدول الإسلامية عبر التاريخ

بواسطة:
محمد وائل
– آخر تحديث:
٠٧:٠٣ ، ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٠
ترتيب الدول الإسلامية عبر التاريخ

‘);
}

ترتيب الدول الإسلاميّة عبر التاريخ

ما هي أكثر الدول الإسلامية توسّعًا جغرافيًّا؟

وضع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم اللبنة الأولى للدولة الإسلاميّة في المدينة المنورة ويوافق ذلك السنة اأولى من التأريخ الهجري أي خلال القرن السابع ميلادي حوالي 622م، ومنذ هذا الوقت بدأ تأريخ الدولة الإسلاميّة وتداول السلطة فيها بين مختلف القبائل العربية المسلمة، لذلك يتم ترتيب الدول الإسلاميّة زمنيًا بعد عصر الرسول -صلّى الله عليهم وسلّم-.[١]

‘);
}

عصر الرسول والخلافة الراشدة

بدأ فجر الدولة الإسلاميّة الأول بوصول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة في السنة الأولى هجرية، عام 622م، والتي شكلت النواة الأساس لبناء الدولة الإسلاميّة فيما بعد، ففي المدينة وضع الإسلام قواعد بناء الدولة وعقدها الاجتماعي الذي ينظم علاقات الأفراد والمجموعات الإنسانية بعضها مع بعض من خلال صياغة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لصحيغة المدينة ودستور الدولة الإسلاميّة، فأصبحت المدينة المنورة المدينة المركز للتنظيم السياسي والعسكري للمسلمين ومن خلال هذه التنظيمات انطلق المسلمين لفتح مكة والسيطرة على شبه الجزيرة العربية تارًة عبر الحوار والدعوة والتحالفات وتارًة بالقوة للدفاع عن دعوتهم ونشرها في شبه الجزيرة بين القبائل العربية.[٢]

استمر الحكم الذي أرسى دعائمه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في شبه الجزيرة العربية منذ هجرته إلى المدينة بتاريخ 1 هجرية و 622م، وصولاً إلى يوم وفاته 11 هـ/632م، وهكذا ترك سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قاعدة سياسية واجتماعية قوية ومنظمة، أكمل مسيرتها صحابته رضي الله عنهم من خلال تأسيس دولة الخلافة الراشدة التي دامت لمدة ثلاثين عام تقريبًا.[٣]

دولة الخلافة الراشدية التي أخذت اسمها من رجاحة عقل الخلفاء الراشدين وعدلهم، وبسبب اتباعهم منهج الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في حكمهم وخلافتهم.[٤] وقد بدأ العهد الراشدي مباشرًة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، منذ العام 11 هـ/632م إلى العام 41 هـ/661م، وقد حكم الدولة الإسلاميّة في هذه الفترة أربعة خلفاء راشدين هم: الصحابي أبو بكر الصديق، والصحابي عمر بن الخطاب، والصحابي عثمان بن عفان، والصحابي علي بن أبي طالب، والحسن بن عليّ -رضي الله عنهم وأرضاهم-.[٥]

استمرت المدينة المنورة كعاصمة للدولة الراشدية منذ العام 11 هـ/632م ولغاية العام 35 هـ/656م، ومن ثم تم نقل العاصمة إلى الكوفة لغاية العام 41 هـ/661م.[٥]

نجح المسلمون في هذه الفترة من توحيد شبه الجزيرة العربية والسيطرة على كل مناطق بلاد الشام والعراق ومصر، كما قاموا بإنشاء الجيش الإسلامي ونظموا أمور الدولة الإدارية وأرسوا الأسس السياسية والاجتماعية للدولة، وقد ساهمت شخصيات الخلافاء الراشدين في تقوية الدولة الإسلاميّة وتوسعها وإنهاء الخطر الروماني والفارسي بشكل شبه نهائي عن مجال الدولة الحيوي، كما أسهموا في نشر الفكر الجديد المتمثل بالإسلام في جميع المناطق القريبة في فارس ومصر وبعض مناطق المغرب العربي.[٦]

انتهت الخلافة الراشدة بتنازل الحسين بن علي -رضي الله عنهم-، الذي يعتبر الخليفة الراشد الخامس عن السلطة لصالح معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهم-، لينهي أعوامًا من القتال والخلاف بين علي بن أبي طالب والأمويين، ولهذا سمي هذا العام بعام الجماعة وهو عام 41هـ العام الذي قامت به الخلافة الأموية.[٧]

لقراءة المزيد عن تاريخ عصر الرسول، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: الفتوحات الإسلامية في عهد الرسول.

الدولة الأموية في بلاد الشام

أخذت الدولة الأموية اسمها من قبيلة بني أمية وتحديدًا من عائلة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- الذي أسس الدولة الأموية في عام41 هـ/662م والتي استمرت لغاية العام 132 هـ/750م، وتعتبر الدولة الأموية إحدى أقوى الدول الإسلامية، وقد ارتفع شأن الدولة الإسلامية فيها بسبب حنكة حكام الدولة الأموية، لكن كل هذه الأمور لم تنفي وجود الكثير من الثورات والفتن في مناطق فارس والعراق.[٨]

نجح الأمويون في بسط نفوذ الدولة العربية الإسلاميّة في المنطقة الممتدة من جنوب الجزيرة العربية إلى شبه الجزيرة الإيبرية وصولاً إلى حدود الصين، كما وصلت الدولة في ظل الحكم الأموي إلى أوج قوتها السياسية والعسكرية، وساهمت في إنتاج الحضارة العربية الإسلاميّة من دمشق إلى قرطبة فيما بعد، وقد نجح الأمويين بتطوير الدولة الإسلاميّة وتنظيم أمورها من خلال تأسيس وتعريب الدواوين وسك العملة العربية الإسلاميّة وتأسيس الأسطول البحري والمدن الجديدة في المغرب العربي ومصر.[٩]

بقيت الدولة الأموية قوية في عهد الفرع السفياني “معاوية ويزيد” والفرع المرواني إلى نهاية عهدها تقريبًا، ولكن وبعد وفاة هشام بن عبد الملك بدأت أمور الدولة تتراجع بسبب الفوضى في مناطق خراسان والعراق، والمعارك على الجبهتين الإفريقية والبيزنطية، كما أن الصراعات الداخلية بين الخلفاء والولاة وبين أفراد العائلة الأموية نفسها زادت من عوامل ضعف الدولة وتفككها.[١٠]

انتهى الحكم الأموي على يد العباسيين بدعوتهم السريّة والعلنية فيما بعد، والتي كانت تطالب بالحكم لآل عباس أبناء عم الرسول، وقد كانت معركة الزاب سنة 132 هـ/750م بين الأمويين والعباسيين بمثابة المعركة الفاصلة في التاريخ الأموي والعباسي، لأنها شكّلت نهاية حكم بني أمية، فقد جاءت المعركة في ظل تفكك الدولة الأموية وانشقاق الكثير من ولاتها في الأمصار المختلفة.[١١]

شهدت الدولة الأموية الكثير من الصراعات والثورات، وقد ساهم خلاف بني أمية وآل البيت في تخليد هذه الفتن والخلافات، وفي الوقت نفسه فقد خلد بني أمية تاريخهم من خلال منجزاتهم التاريخية من فتح الأندلس إلى بناء المدن في المغرب العربي مثل القيروان، وبناء الصروح المعامرية الخلدة كالمسجد الأموي في دمشق، وقبة الصخرة، والمسجد الأقصى، وبرج مدينة الرملة، إضافة إلى تطوير العلوم والثقافة في حواضر بلاد الشام والعراق، ومن أبرز خلافاء بني أمية في دمشق: معاوية بن أبي سفيان، ومروان بن الحكم، وعمر بن عبد العزيز، وعبد الملك بن مروان، وهشام بن عبد الملك.[١٢]

لقراءة المزيد عن تاريخ الدولة الأموية، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: التاريخ السياسي للدولة الأموية.

الدولة العباسية

ثالث خلافة في الإسلام وثاني السلالات العربية الإسلامية في تاريخ الدولة الإسلاميّة، أسست نتيجة نجاح دعوة بني العباس التي أخذت منها اسم الدولة العباسية.، وتعتبر من أطول الدول الإسلامية عمرًا، فقد تأسست الدولة العباسية عام 132 هـ/750م وأنتهت فعليًا بتاريخ 656 هـ/1258م على يد المغول اللذين قاموا بقتل الخليفة العباسي المستعصم بالله وحرق وتدمير مدينة بغداد.[١٣]

قسم المؤرخون تاريخ الدولة العباسية إلى مجموعة أقسام رئيسية هي: العصر الأول 132ـ 232 هـ/750-847م وهو العصر الذهبي في تاريخ الدولة العباسية والعصر الثاني 232 – 447 هـ/847-1055م، والذي شهد تسرب العنصر التركي وسيطرته على الدولة، الأمر الذي أدى إلى انتشار الفتن وتفكك الدولة والعصر الثالث 447 – 656 هـ/1055-1258م والذي شهد سيطرة الترك السلاجقة على مفاصل الدولة الرئيسية وانهيار الدولة بشكل نهائي على يد المغول.[١٤]

تميز تاريخ الدولة العباسية بصعود بغداد كحاضرة العرب والإسلام من خلال التطور والتقدم الثقافي والعلمي وانتشار التعليم والمعرفة بشكل واسع، مما ساهم في تطور الإنسانية بشكل كبير حيث إنها كانت أساسًا للتطور الأوروبي خلال عصر النهضة في القرن الرابع عشر ميلادية بسبب ترجمة المخطوطات العربية والاكتشافات العلمية العربية من بلدان المشرق الإسلامي إلى الأندلس.[١٥]

تعدّ سياسة الخلفاء في الدولة العباسية في توظيف العناصر غير العربية في الجيش والدواوين سببًا في دخولهم إلى السلطة، ومن ثم سيطرتهم عليها، فقد تحولت الدولة العباسية إلى دولة رمزية تسيطر عليها مجموعة من القبائل غير العربية خلال نهاية الفترة الثانية، وقد حول هذا التفكك الدولة الإسلامية إلى مجموعة من الدول المفككة التابعة لسلالات مختلفة من العرب وغير العرب.[١٦]

بقيت العائلة العباسية على رأس الخلافة الإسلاميّة حتى العام 923 هـ/1517م، وبعد انتصار العثمانيين على المماليك في معركة مرج دابق، قام السلطان العثماني سليم الأول بنقل الخليفة العباسي الأخير المتوكل على الله الثالث بعد دخوله مصر وانتصاره بمعركة الريدانية على المماليك، ومن هنا كانت شرعية الحكم العثماني بتنازل الخليفة العباسي عن الحكم للعثمانيين.[١٧]

لقراءة المزيد عن تاريخ الدولة العباسية، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: معلومات عن الدولة العباسية.

الدولة الأموية في الأندلس

دخلت جيوش العرب المسلمين الأندلس في عهد الأمويين خلال القرن الثامن هجري، واستطاعت الجيوش الإسلامية أن تصل إلى مناطق في فرنسا ودليل ذلك معركة بلاط الشهداء، وتعتبر الأندلس دولة أموية منذ أن دخلها عبد الرحمن بن معاوية الأموي أو عبد الرحمن الداخل عام 756م، يسجل للأمويين فتحهم للأندلس ومن ثم إعادة توحيدها تحت حكم عبد الرحمن الداخل.[١٨]

قيام الدولة في الأندلس

استمر حكم الأمويين في الأندلس منذ عام 139 هـ/756م إلى غاية العام 422 هـ/1031م، وقد حكم الأمويين الأندلس وأجزاء من شمال إفريقيا طيلة هذه التفترة وكانت عاصمتهم قرطبة، وقد أسس عبد الرحمن الداخل الدولة بشكٍل سريع، وكان التأسيس نتيجة لسقوط دولتهم في دمشق على يد العباسيين عام 132 هـ/750مـ.[١٩]

نتيجة للأوضاع الداخلية في الأندلس واقتتال العرب اليمنية والقيسية هناك، قام عبد الرحمن الداخل بمراسلة موالي بني أمية من العرب في الأندلس وجمعهم تحت رايته لدخول الأندلس، وبعد نجاحه في استمالة القبائل اليمانية لصفه وبعض أهل الأندلس الأصليين أسقط الداخل أخر ولاة الأندلس وهو يوسف بن عبد الرحمن الفهري لكي يسيطر على كل مدن الأندلس ويبدأ دولة بني أمية هناك.[٢٠]

ترك عبد الرحمن بن معاوية الأندلس بعد أن قضى على كافة الثورات الداخلية والتهديدات الخارجية، وكان قد بدأ ثورة معمارية في المدن الأندلسية ونظم أمور الدولة وقام بتوحيد كل جغرافية الأندلس وجزء من شمال إفريقيا.[٢١]

لقراءة المزيد عن تاريخ الدولة الأموية في الأندلس، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: الخلافة الأموية في الأندلس.

عصر الأمراء

بقي مسمى حاكم الأندلس الأموي “أمير قرطبة” منذ العام 139 هـ/756م لغاية العام 317 هـ/929م، بعد أن أعلن عبد الرحمن الناصر لدين الله الخلافة في قرطبة. في هذه الفترة السابقة لإعلان الخلافة كان أمراء قرطبة الأمويين مشغولين ببناء الدولة والتشيجع على طلب العلم وبناء العمائر ورصف الشوارع وتقوية الجيش وتحديدًا عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي المُلقب بـالداخل، وعبد الرحمن الأوسط، وقد ازدهرت في عهدهم الدولة الأموية في الأندلس وأصبحت المواطنة أساسًا للعقد الاجتماعي هناك بلا أي تفرقة عرقية أو دينية.[٢٢]

تعرضت الدولة الأموية في الأندلس لأخطار كبرى خلال نهاية القرن التاسع الهجري، تمثلت في الثورات الداخلية التي تغطت غالبًا بالدين، واستمرار الممالك الأوروبية الفرنجية بمحاولات استرداد المدن الأندلسية ومهاجمة العرب المسلمين، كما أن الحملات الفرنجية على الشرق وضعف الدول الإسلاميّة في الشرق أدت إلى ضعف دولة الأندلس وخصوصًا في ظل الصراع على السلطة وطمع بعض الأمراء بحكم مدنهم بعيدًا عن سيطرة الأمويين.[٢٣]

عصر الخلافة

بعد أن حول عبد الرحمن الناصر لدين الله حكم الأندلس إلى خلافة، حاول الخلفاء الأمويون القضاء على الثورات الداخلية وردع الممالك الأوروبية من محاولات التقدم جنوبًا، وفي نفس المقام حاول الأمويون السيطرة على كل مناطق شمال افريقيا. هذا الجهد العسكري تماشى مع الثورة المعمارية والعلمية في الأندلس وبناء الموانئ وتجديدها، هذا ما أدى إلى ازدهار اقتصادي وثقافي وعلمي في كافة أنحاء الأندلس. واستمرت هذه الفترة منذ العام 317 هـ/929م إلى العام 365 هـ/976م، وقد انتهت دولة الخلافة بل وسيطرة الأمويين على الأندلس في نهاية هذا العهد في القرن العاشر الميلادي بسيطرة الحاجب المنصور على الحكم.[٢٤]

عصر الملوك والطوائف

كانت سيطرة الحاجب المنصور على الحكم وتنحية الخلفاء الأمويين وتفرده بالسلطة لها الأثر الكبير على الأندلس، فكانت بداية تفكك الدولة منذ العام 392 هـ – 1002م، فبدأت أطماع أمراء المدن والعوائل العربية وغير العربية بالحكم، بالتزامن مع زيادة قوة الممالك الأوروبية في قشتالة ونافارا، فبدأت المدن الأندلسية بالاستقلال بحكم مدنها، وبدأت التحالفات السياسية بين المدن الأندلسية والاقتتال الداخلي بنهش جسد الدولة عامًا بعد عام، واستمر عهد ملوك الطوائف منذ العام 400 هـ/1010م تقريبًا إلى غاية العام 635 هـ/1238م حيث شهدت ظهور أكثر من 22 دولة ومدينة.[٢٥]

عصر المرابطين والموحدين

أسس يوسف بن تاشفين الدولة المرابطية وعاصمتها مراكش، وقد امتد عمر الدولة من عام 448 هـ/1056م إلى عام 542 هـ/1147م، وقد نشأت دولة المرابطين إثر حركة دينية دعوية في المغرب العربي وتحديدًا في قبيلة صنهاجة العربية البربرية، ومن ثم انطلقت لإنقاذ الأندلس بعد طلب من ملوك الطوائف هناك نجدتهم في معركة الزلاقة، التي انتهت بانتصار المسلمين على الأوربيين القشتاليين بقيادة يوسف بن تاشفين، وقد تميزت دولة المرابطين بتوسعها في إفريقيا ودفاعها عن الأندلس مما أدى إلى إطالة عمر الحكم العربي الإسلامي لها لأكثر من 300 عام إضافية.[٢٦]

أسس البربر الدولة الموحدية عام 515 هـ/1121م في مناطق المغرب العربي والأندلس، ومؤسسها هو محمد ابن تومرت من قبيلة مصمودة المغربية، وقد سميت الدولة بالموحدية نتيجة لرفض مؤسسي الدولة أي إسم للذات الإلهية غير اسم الجلالة الله، وقد وصل الموحدين في فتوحهم إلى حدود مصر وصولًا إلى الأندلس وقد اشتهرت الدولة بالنظام العسكري والديني الصارم في أولى فتراتها إلى أن انتهت في العام 667 هـ/1269م بعد أن انتصر عليهم المينيون.[٢٧]

الدولة البويهية

تعد الدولة البويهية إحدى الدول التي أسستها الشعوب الإيرانية في الفترات الإسلامية، وقد قام بتأسيس الدولة أبناء أبي شجاع بن بويه بن فناخسرو الثلاثثة أبو الحسن علي وأبو علي الحسن وأبو الحسن أحمد في مناطق فارس والعراق ومال حولها. وقد أمتد حكم هذه الدولة من عام 320 هـ/932م إلى العام 454 هـ – 1062م، واستطاعوا الاستيلاء على بغداد عام 333 هـ/945م، وامتد حكمهم لمناطق فارس والعراق، وقد تميزت فترة الدولة البويهية بالصراعات الداخلية الدائمة والتنظيمات العسكرية، وقد كانوا متسلطين على الناس بشكل كبير مما أدى إلى عدم استمرار دولتهم كثيرًا واستدامة الثورات والاضطرابات الداخلية.[٢٨]

لقراءة المزيد عن تاريخ الدولة البويهية، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: تأسيس الدولة البويهية.

الدولة السلجوقية

تسمى أيضاً دولة السلاجقة العظام نسبة لمؤسسها سلجوق بن دقاق والذي يعتبر أحد مؤسسي نواة الدولة السلجوقية بجانب طغرل بك، وقد سيطرت على مناطق وسط آسيا إذ تنحدر أصول مؤسسيها من الأعراق التركية، وقد لعبت دورًا مهمًا في السيطرة على الخلافة العباسية وتنصيب الخلافاء في بغداد. كما أنهم معروفون بحبهم للعسكرية والقتال الدائم، واستطاعوا السيطرة على بلاد الشام وبغداد. قاتل السلاجقة الدولة البويهية بشكل رئيسي، كما قاتلوا البيزنطيين بشكل متكرر وكانت معركة ملاذكرد في الأراضي التركية الحالية أحد أشهر المعارك التي هوم فيها البيزنطيون وأسر السلاجقة الأمبراطور رومانوس الرابع، وهذا ما أدى إلى ضعف البزينطيين في مناطق أرمينيا وتركيا لصالح السيطرة السلجوقية.

ونظرًا إلى نظام الحكم في هذه الدولة المتركز على القوة وعلى النظام العسكري فقد أنشؤا ما سمي بالمدارس النظامية والتي كان لها دورًا كبير في إنتشار الولاء لهم وزيادة التدين والخضوع للدولة والسلطان. امتد عمر الدولة السلجوقية خلال الفترة الممتدة من العام 428 هـ/1037م إلى عام 590 هـ/1194م.[٢٩]

لقراءة المزيد عن تاريخ الدولة السلجوقية، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: تاريخ الدولة السلجوقية.

الدولة الفاطمية

هي إدى دول الخلافة الإسلامية وهي الدولة الوحيدة التي اتبعت المذهب الشيعي التي تأسست عام 296 هـ/909م في منطقة تونس، ومن أشهر خلفائها هو الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وقد استغل الفاطميون قمع العباسيين لبعض المذاهب والطوائف المسلمة، واعتبروا أنفسهم من سلالة السيدة فاطمة بنت الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهكذا سميت دولتهم نسبة إلى السيدة فاطمة رضي الله عنها، ساهمت الصراعات الداخلية في المشرق العربي والمغرب العربي في نشأة الفاطميين وسيطرتهم على مصر منطلقين من عاصمتهم في تونس المهدية ومن ثم المنصورية.[٣٠]

سيطر الفاطميون على مصر وأسسوا مدينة القاهرة على أنقاض مدينة الفسطاط عام 359 هـ/970م تقريبًا، وقد حاول الخلفاء الفاطميون السيطرة على المشرق العربي، وقاتلوا الدولة الأموية في الأندلس، ويسجل للدولة الفاطمية وخلفائها المنجزات المعمارية والثقافية في مصر وشمال إفريقيا، كما أنهم حاولوا اكثر من مرة استرداد القدس من يد الفرنجة إلا أنهم فشلوا في ذلك مما كان سببًا في سقوطهم على يد صلاح الدين الأيوبيّ عام 566 هـ/1171م.[٣١]

لقراءة المزيد عن الدولة الفاطمية، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: تاريخ الدولة الفاطمية.

الدول الزنكية

دولة الأتابكة أو الإمارة الزنكية أو الأتابكية، أسسها الزنكيون بقيادة عماد الدين زنكي في مناطق شمال سورية في الموصل تحديدًا، كانوا قبل تأسيس دولتهم في خدمة السلاجقة، وقد تربوا تربيًة عربية جعلتهم محل ثقة أهالي بلاد الشام والعراق، وخصوصًا أنهم قاتلوا الفرنجة قتالًا شرسًا أدى فيما بعد إلى تحرير معظم المدن العربية والإسلامية.[٣٢]

كانت حلب ومن ثم الموصل عاصمة الدولة الزنكية وقد سيطروا على مناطق الهلال الخصيب ومصر، وتصدوا للحملات الصليبية الأولى والثانية، ومن أشهر قادتهم كان عماد الدين زنكي ونور الدين زنكي، وقد اشتهرت الدولة الزنكية ببناء المساجد والمدارس في مناطق سيطرتها واهتموا كثيرًا بفنون العمارة، وقد كان دور عماد الدين ونور الدين زنكي في قتال الفرنجة الأثر الكبير في سقوط هذه الحملات ومن ثم تحرير القدس وباقي المدن في بلاد الشام، إضافة إلى تأسيسهم الجيش الإسلامي في بلاد الشام، وقد امتد عمر الدولة الزنكية من العام 521 هـ/1127م ولغاية سيطرة صلاح الدين على جميع ممالكهم عام 648 هـ/1250م وذلك بعد وفاة نور الدين زنكي.[٣٣]

الدولة الأيوبية والمملوكية

سميت الدولة الأيوبية نسبة إلى والد صلاح الدين الأيوبي، وقد أنهى صلاح الدين الأيوبيّ وجود الدولة الفاطمية في مصر والدولة الزنكية في بلاد الشام في العام 569 هـ/1174م، وسيطر الأيبوبيين على مناطق بلاد الشام ومصر والحجاز وصولًا إلى اليمن وأجزاء من المغرب العربي، وقد سجلوا العديد من الانتصارات على جيوش الفرنجة، وقد أسس صلاح الدين الأيوبي هذه الدولة وكان هدفه في ذلك إعادة توحيد المسلمين تحت راية واحدة وكبح جماح جيوش الصليبيين في جنوب بلاد الشام في معركة حطين.[٣٤]

قدمت الدولة الأيوبية الكثير من الإنجازات للمسلمين من وقف الزحف الصليبي إلى المنجزات المعمارية في مصر وفي بلاد الشام وفي القدس، وقد انتهى الحكم الأيوبيّ في العام 647هـ بعد مقتل توران شاه ابن الملك الصالح نجم الدين أيّوب [١]من قِبل المماليك وشجر الدُّر.[٣٥]

تعرف الدولة المملوكية عادًة بسلطنة المماليك، وقد تأسست دولة المماليك عام 648هـ بعدزواج شجر الدر من المملوكي عز الدين أيبك، كان للماليك انتصارات مهمة جدًا منها قُدرة السلطان قطز في الانتصار على المغول في معركة عين جالوت عام 658هـ/1260م وإنهاء خطرهم بشكل كامل، وقد امتدت سيطرة المماليك من مصر إلى بلاد الشام، وانتهت دولتهم في العام 923 هـ/1517م بعد معركة مرج دابق في شمال حلب، والريدانية في مصر، وقد قدم المماليك الكثير من الجهود في خدمة الأمة الإسلامية والدفاع عنها في وجه الفرنجة والمغول.[٣٦]

لقراءة المزيد عن الدولة الأيوبية، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: الدولة الأيوبية: تأسيسها، حكامها، إنجازاتها ومتى سقطت؟

الدولة العثمانية

تأسست الدولة العثمانية على يد أبو الملوك فخر الدين قره عثمان الغازي أو عثمان الأول في العام 698 هـ/1299 وانتهت في العام 1342 هـ/1924م بعد إلغاء الخلافة من قبل مصطفى كمال أتاتورك، وقد امتد نفوذهم حيث شمل أواسط آسيا، ومعظم الوطن العربي وأجزاء من إفريقيا، وإفريقيا، وتُعتبر فترة حكم الدولة العثمانية من أطول الفترات الإسلامية عمرًا بعد الدولة العباسية، وقد مرت في مراحل مختلفة كان أهمها سيطرة محمد الفاتح على القسطنطينية عام 857هـ/1453م، ودخول جيوش العثمانيين مصر والقضاء على المماليك في العام 923 هـ/1517م.[٣٧]

حكم العثمانيين الدول التي كانت تحت سيطرتهم لفترات طويلة من خلال تقسيمات إدارية وتنظيمات متعددة، كأن يحكم الولاية والٍ وقائمقام وغيرهم، وقد خاضوا الكثير من المعارك ضد الدول الأوروبية وبعض الثورات المنهاضة للحكم العثماني والعالم الإسلامي في المناطق الأسيوية على فترات مختلفة، وفقدوا مصر خلال القرن التاسع عشر لصالح محمد علي باشا[٣٨]

انتهت الخلافة الإسلامية نهائيًا مع هزيمة الدولة العثمانية أما التحالفات الأوروبية بعد الحرب العالمية الأولى، وتم تقسيم الوطن العربي والبلقان بحسب المصالح الغربية، وقد كان تقسيم سايكس وبيكو أشهر هذه التقسيمات التي أنتجت الدول العربية الحديثة، مع هزيمة الدولة العثمانية ظهرت الكثير من الدول الجديدة على الساحة العالمية، كما أسهم في صعود التيارات القومية في الوطن العربي وشرق أوروبا في وجه النزعات الدينية والإنسانية كالشيوعية وغيرها.[٣٩]

لقراءة المزيد عن الدولة العثمانية، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: فتوحات الدولة العثمانية في أوروبا.

المراجع[+]

  1. أكرم ضياء العمري، عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق مناهج المحدثين، صفحة 5-12. بتصرّف.
  2. مونتجمري وات، محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة، صفحة 18-29. بتصرّف.
  3. مونتجمري وات، محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة، صفحة 20-35. بتصرّف.
  4. أكرم ضياء العمري، عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق مناهج المحدثين، صفحة 8. بتصرّف.
  5. ^أبأكرم ضياء العمري، عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق مناهج المحدثين، صفحة 58-61. بتصرّف.
  6. أكرم ضياء العمري، عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق مناهج المحدثين، صفحة 351-366. بتصرّف.
  7. عباس العقاد، أبو الشهداء الحسين بن علي، صفحة 9-16. بتصرّف.
  8. محمد طقوش، تاريخ الدولة الأموية، صفحة 7-30. بتصرّف.
  9. محمد طقوش، تاريخ الدولة الأموية، صفحة 5-25. بتصرّف.
  10. محمد طقوش، تاريخ الدولة الأموية، صفحة 10-210. بتصرّف.
  11. محمد طقوش، تاريخ الدولة الأموية، صفحة 182-192. بتصرّف.
  12. محمد طقوش، تاريخ الدولة الأموية، صفحة 201. بتصرّف.
  13. محمد طقوش، تاريخ الدولة العباسية، صفحة 250-254. بتصرّف.
  14. محمد طقوش، تاريخ الدولة العباسية، صفحة 240-262. بتصرّف.
  15. غوستاف لوبون، حضارة العرب، صفحة 450-580. بتصرّف.
  16. محمد طقوش، تاريخ الدولة العباسية، صفحة 240-252. بتصرّف.
  17. محمد طقوش، تاريخ الدولة العباسية، صفحة 258. بتصرّف.
  18. راغب السرجاني، الأندلس من الفتح إلى السقوط، صفحة 24-30. بتصرّف.
  19. سيمون الحايك، عبدالرحمن الداخل صقر قريش، صفحة 190-201. بتصرّف.
  20. راغب السرجاني، الأندلس من الفتح إلى السقوط، صفحة 20-35. بتصرّف.
  21. راغب السرجاني، الأندلس من الفتح إلى السقوط، صفحة 25-31. بتصرّف.
  22. راغب السرجاني، الأندلس من الفتح إلى السقوط، صفحة 168-173. بتصرّف.
  23. راغب السرجاني، الأندلس من الفتح إلى السقوط، صفحة 178-185. بتصرّف.
  24. راغب السرجاني، الأندلس من الفتح إلى السقوط، صفحة 283-290. بتصرّف.
  25. راغب السرجاني، الأندلس من الفتح إلى السقوط، صفحة 200-290. بتصرّف.
  26. راغب السرجاني، الأندلس من الفتح إلى السقوط، صفحة 467-480. بتصرّف.
  27. راغب السرجاني، الأندلس من الفتح إلى السقوط، صفحة 630-640. بتصرّف.
  28. وفاء علي، الخلافة العباسية في عهد تسلط البويهيين، صفحة 15-37. بتصرّف.
  29. علي الصلابي، دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي، صفحة 50-105. بتصرّف.
  30. محمد سرور، تاريخ الدولة الفاطمية، صفحة 30-70. بتصرّف.
  31. محمد سرور، تاريخ الدولة الفاطمية، صفحة 65-80. بتصرّف.
  32. علي الصلابي، الدولة الزنكية، صفحة 20-80. بتصرّف.
  33. علي الصلابي، كتاب الدولة الزنكية، صفحة 60-100. بتصرّف.
  34. وفاء علي، قيام الدولة الأيوبية في مصر والشام، صفحة 16-132. بتصرّف.
  35. وفاء علي، قيام الدولة الأيوبية في مصر والشام، صفحة 60-95. بتصرّف.
  36. وليم موير، تاريخ دولة المماليك فى مصر، صفحة 75-150. بتصرّف.
  37. علي الصلابي، كتاب الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، صفحة 20-60. بتصرّف.
  38. جمال بدوي، محمد علي وأولاده، صفحة 15-60. بتصرّف.
  39. علي الصلابي، كتاب الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، صفحة 320-400. بتصرّف.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!