‘);
}

ابن بطُّوطة

ابن بطُّوطة هو رحّالة مسلم، واسمه محمّد بن عبدالله بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم بن يوسف اللوائيّ الطنجيّ، المُكنّى بأبي عبدالله، ويُعتبَر من أكثر الرحّالة المسلمين شُهرة، وبسبب المدّة الكبيرة التي أمضاها في ترحاله وهي ثمانية وعشرون عاماً، فقد أُطلِق عليه اسم (شيخ الرحّالين)، حيث تميّز بحبِّه للاستطلاع، وعدم خوفه من ركوب الصعاب في سبيل الحصول على الأخبار، كما اهتمّ بالتحدُّث عن الحالة الاجتماعيّة، وأخبار البلاد التي يزورها، بالإضافة إلى نشاطه وقدرته على استيعاب الأخبار.[١]

وُلِد ابن بطُّوطة في مدينة طنجة المغربيّة عام 703هـ، أي ما يوافق 1304م، وهو من أسرة عريقة احتلّ أفرادها مناصب في القضاء، وهو ينتمي إلى قبيلة لواتة البربريّة المُنتشرة على السواحل الأفريقيّة وصولاً إلى مصر، وقد اتّجه إلى دراسة العلوم الشرعيّة في المغرب، مُتَّبِعاً المذهب المالكيّ كبقيّة أفراد أسرته الذين برعوا في هذا المجال، إلّا أنّه لم يُكمِل دراسته؛ وذلك بسبب رغبته في الترحال في سنٍّ صغيرة، ومن أهمّ الأسباب التي دفعته إلى السفر رغبته في أداء فريضة الحجّ، بالإضافة إلى شَغَفه لاكتساب معارف جديدة.[١]

خرج ابن بطُّوطة في أولى رحلاته وهو يبلغ من العمر 21 عاماً، وكان الحمار أوّل وسيلة استخدمها للتنقُّل، حيث بدأ رحلته مُتوجِّهاً إلى مكّة؛ لأداء فريضة الحجّ، علماً بأنّه وحيداً لا يرافقه أحد كما يروي في كتابه، وكان أبوه على قَيد الحياة عندما تَرَك المنزل راغباً في الاستكشاف، وقد وَصَف خروجَه من بيت أسرته بخروج الطيور من أعشاشها، وعلى الرغم من حزنه لفراق أحبّائه من أفراد عائلته، إلّا أنّ حُزن والده كان الأمر الأكثر تأثيراً فيه في تلك اللحظة،[٢] كما أنّ رحلاته التي استمرّت ما يقارب الثلاثين عاماً شملت العالم الإسلاميّ بأكمله وما وراءه، فقد كانت من شمال أفريقيا وغربها، إلى أوروبّا الجنوبيّة والشرقيّة، وشبه القارّة الهنديّة، وجنوب شرق آسيا، وشرق الصين.[٣]