تعريف الدين

تعريف الدين

بواسطة:
كتّاب سطور
– آخر تحديث:
١٣:٣١ ، ٢٤ نوفمبر ٢٠١٩
تعريف الدين

‘);
}

تاريخ الأديان

يتناول تاريخ الأديان سجلًا من أفكار وتجارب في المعتقدات الإنسانية، ويبدأ تاريخ هذا السجل من الزمن الذي اخترع فيه الإنسان الكتابة قبل خمسة آلاف سنة في منطقة الشرق الأدنى، وأما في فترة ما قبل اختراع الكتابة فقد اعتمدت الدراسات على النقوش التي تركها البشر في كثير من بقاع الأرض، والتي تدلُّ على وجود معتقدات قديمة كان البشر قد آمنوا فيها، ويرجع أقدم الأدلة إلى آلاف السنين وتحديدًا في العصر الحجري الأوسط والأسفل، وقد وُجدَت مدافن للإنسان البدائي يقدر عمرها بأكثر من 300000 سنة تدلُّ على وجود معتقدات وأديان في تلك العصور الغابرة، وفي هذا المقال سيدور الحديث عن تعريف الدين وما يحيط به.[١]

تعريف الدين

يتناول الدين -ومنذ أقدم العصور- أهمّ النقاشات التي خاضتها البشرية في مسيرتها الطويلة، والتي كانت بدايتها حول شكل الإله أو طبيعته وما إلى هنالك والتي تحولت في العصر الحديث إلى نقاشات حول وجود الإله أو عدم وجوده أصلًا، وبسبب اختلاف طبيعة الإيمان وتنوعه بين البشر فقد ظهر تعريف الدين بعدَّة أشكال مختلفة، فلا يمكن أن يُطلق تعريف واحد للدين يكون دقيقًا ومرضيًا لجميع الناس الذين يختلفون في توجهاتهم ومعتقداتهم، فهناك تعريف الدين الذي يبنى على أساس الإيمان واليقين، وتعريف يُبنى على أساس نفي وجود الإله، أو تعريف يُبنى على أساس عقلاني منطقي، وفيما يأتي سيتمُّ ذكر تعريف الدين من وجهة نظر كل فئة:[٢]

‘);
}

  • تعريف علماء الدين: ينطلق هذا التعريف من الإيمان واليقين نفسه، حيثُ يرى هؤلاء أنَّ الدين وعي عميق وإدراك لوجود الإله والإيمان به، ويشمل اليقين المطلق بأن الكون والعالم والوجود كله قد وُجِد عن طريق قوة فوق طبيعية هي الخالق أو الإله، لذلك لا يختصرون الدين بالمظاهر الاجتماعية والثقافية التي يعُدّونها مظاهر ناتجة عنه وليست أساسًا له.
  • تعريف علماء الاجتماع: ينظر هؤلاء إلى الدين على أنَّه مجموعة عادات وقيم ومثُل وخبرات تخضع لمراحل تطورية في منظومة ثقافية اجتماعية، فالدين في بدايته كان لصيقًا بالعادات الاجتماعية لكل مجتمع ولا يمكن التفريق بينه وبينها، ومعَ مرور الزمن يتطوَّر ليغدو بعدًا روحيًّا مستقلًا ينتهجه الناس في حياتهم، وذلك حسب وجهة نظرهم.
  • أقوال أخرى: يوجد بعض الأقوال التي تشيرُ إلى أنَّ الدين هو نتيجة لخوف البشر من الطبيعة والمجهول وعجزهم لعدم قدرتهم على السيطرة على مصيرهم، ويستندون في ذلك إلى أن الإنسان القديم عبد النار في البداية ثم النجوم والريح فيما بعد، لكنه بعد أن استطاع السيطرة على هذه الظواهر تركها وتوجه إلى مظاهر طبيعية أكبر كان يبدو عاجزًا أمامها في تلك الأزمان، فالدين كما يقول الفيلسوف الألماني فريدريك شلايرماخر: الشعور بالعجز المطلق.

خصائص الدين

بعد أن تمَّ تعريف الدين حسب أكثر من وجهة نظر، لا بدَّ من المرورعلى خصائص الدين التي تميزه عن غيره من المنظومات الاجتماعية أو الثقافية، فالدين لا يقتصر على المظاهر التي يقوم بها الناس في حياتهم وإنما يتعداها إلى أمور أدق وأعمق بكثير، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج خصائص ومميزات الدين:[٣]

  • من أهم مزايا الدين أن يؤمنَ الناس بوجود إله خالق قادر على كل شيء، وهو وحده الذي يتحكم بالكون والوجود كله، ويسيطر على البشر وعلى جميع المخلوقات.
  • التفريق بين عالم الأرواح وعالم الغيب وعالم المادة.
  • أن يكون له طقوس تعبدية، يتمُّ من خلالها تقديس الإله وتبجيله.
  • يلتزم الدين بقوانين أخلاقية تمثِّل الضابط الأخلاقي بين البشر، ويحب على الذين يتبعون الدين أن يؤمنوا بها، لأنها حسب إيمانهم تعليمات من قبل الإله الخالق.
  • ومن أكثر ما يميز الدين هو الصلاة، وهي من ضمن الطقوس التي تمجّد الخالق وتظهرُ منتهى الخضوع والعبودية له.
  • وجود رؤية توضِّح كيفية خلق الكون والبشر.
  • الشريعة التي تضمُّ مبادئَ تنظم حياة المؤمنين بناءً على الرؤية التي يقدمها الدين للكون وخلقه.

مفهوم الأديان السماوية

بعد تعريف الدين سيتمُّ تسليط الضوء على أعظم الأديان على وجه الأرض، فعلى الرغم من وجود أكثر من 10000 ديانة على وجه الأرض، وكل ديانة منها مستقلة بذاتها عن الأخرى، إلا أنَّ القليل منها فقط يمثِّلُ انتشارًا كبيرًا على وجه الأرض، وهي التي يؤمنُ بها معظم الناس، وتتربع على رأس هذه القائمة الأديان السماوية أو التي يُطلق عليها أحيانًا الأديان الإبراهيمية نسبةً إلى النبي إبراهيم -عليه السلام-، وقد سمِّيَت هذه الأديان بالأديان السماوية لأنَّ أصحابها أو من يؤمنون بها يعتقدون أنَّها قد نزلت من عند الله تعالى من السماء، ويؤمنون أيضًا بأنَّ جميعَ أنبياء الديانات السماوية هم من نسل النبي إبراهيم -عليه السلام- ولذلك لقِّبَ بأبي الأنبياء، وأهم ما يميِّزها عن غيرها أيضًا أنَّ جميع أصحابها موحدون، يؤمنون بوحدانية الإله أو الخالق، رغم أنَّ هذه الفكرة قد وجدَت في غير هذه الأديان مثل: الديانة الآتونية والزرادشتية والسيخية وغيرها، إلا انَّ الأديان السماوية قد اشتُهرت بذلك.[٤]

أنواع الأديان السماوية

في مقال عن تعريف الدين يجدر بالذكر المرور على أنواع الأديان السماوية والتي تعدُّ أعظم الأديان على وجه الأرض، والتي يؤمنُ بها معظم البشر، فقد كانت غايتها واحدة وهدفها واحد، عبادة الله تعالى وحده ونبذ جميع أنواع الشرك والأوثان، وفيما يأتي أنواع الأديان السماوية مع لمحة عن كل منها:

  • الحنيفية: هي أقدم تلك الأديان، تدعو إلى عبادة الله تعالى وحده، والإيمان بأنه خالق كل شيء، وأنَّ كل عبادة لا يجوز أن يتوجه بها المؤمن لغير الله تعالى، وقد كانت موجودة في شبه الجزيرة قبل ظهور الإسلام.[٥]
  • المندائية: وهي نفسها الصابئة المندائية، وتعدُّ أيضًا من أقدم أديان التوحيد، كانت منتشرة في بلاد الشام وبلاد الرافدين قديمًا، وما يزال هناك أتباع لها في إيران وفي العراق حتى الآن.[٦]
  • اليهودية: وهي الدين الذي أرسله الله إلى بني إسرائيل على يدِ النبي موسى -عليه السلام-، أنزل إليهم التوراة فيها نور هداية وإيمان وتوحيد، لكنَّ بني إسرائيل كانوا دائمًا يميلون إلى الضلال والانحراف، وهي من أقدم الأديان على وجه الأرض إذ يعود زمن ظهورها إلى القرن 13 قبل الميلاد.[٧]
  • المسيحية: هي أكثر دين منتشر بين البشر، أرسل الله تعالى النبي عيسى -عليه السلام- إلى بني إسرائيل مصححًا صلالهم وانحرافاتهم بعد موسى -عليه السلام-، وأنزل عليه الإنجيل تأييدًا له، لكنَّ النصارى أيضًا ضلوا بعد أن رفع الله تعالى عيسى إليه، وحرفوا الإنجيل من بعده.[٨]
  • الإسلام: يعدُّ آخر ديانة سماوية، أرسل الله تعالى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- في القرن السادس الميلادي، أي بعد المسيح بستة قرون تقريبًا، وأيده بالقرآن الكريم معجزةً خالدةً أبد الدهر، وقد كانت رسالة الإسلام موجهةٌ إلى جميع البشر، تدعوهم إلى الهداية والتوحيد.[٩]

المراجع[+]

  1. “تاريخ الأديان”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
  2. “ديانة”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
  3. “دين (معتقد)”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
  4. “نظرة الإسلام إلى الأديان السماوية السابقة”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
  5. “الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام وهي الإسلام”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
  6. “مندائية”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
  7. “يهودية”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
  8. “النصرانية… ماهيتها… انحرافها”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
  9. “إسلام”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!