‘);
}

السلم

اعتبرت مسألة السلم والحرب قضيةً مهمةً على مرّ العصور، وعلى جميع مستويات العلاقات الدولية، فمنذ بدء البشرية إلى الآن أُعتبر تحقيق السلم مصدراً للقلق، إذا أُخِذ بعين الاعتبار أنّ جميع الأديان والكتب الدينيّة ناقشت هذه القضية والتزمت بها، فالديانة المسيحية، والإسلامية، والهندوسية، وغيرها تحمل التزاماً مقدساً للسلام،[١] ويعتبر السلم أو السلام من أعلى وأفضل القيم الإنسانيّة، والجدير بالذكر أنّ كلمة السلم هي كلمة يونانية الأصل، وقد تبنّى جميع الناشطين في مجال السلم والحرب تفسيرها على أنّها غياب الشقاق، والعنف، والحرب، كما أنّ السلم هو الاتفاق، والهدوء، والانسجام، وتستخدم هذه الكلمة للإشارة إلى حالةٍ داخلية، أو إلى علاقات خارجية على السواء.[٢]

ويمكن تصنيف السلم إلى عدة مراحل تبدأ بالسلم مع الله، ويكون بأن يدرك الشخص وجود العدالة الإلهية، وأنّ لكل شخص دور مخطط ومرسوم له في هذه الحياة، وأنّ العبادة ليست وسيلةً للمتاجرة؛ بمعنى أنّ الإنسان يعبد الله من أجل أن يمنحه شيئاً ما، وإنما الغرض منها هو التقرب من الله سبحانه وتعالى، ويلي السلم مع الله السلم مع الكون، ويكون من خلال إدارك المظاهر الكونية الإلهية التي تتحكم بمكونات الكون، وأنه لا ينبغي للفرد أن يفرض نفسه على أيّ شيءٍ من هذه المكونات، ويأتي السلم مع الذات في المرحلة الثالثة، ويكون بمعرفة الشخص لميوله ورغباته، والسيطرة عليها من خلال إشباعها بالطرق المنطقية والمعقولة، مما يقلل من الصراعات بين نفسه والمجتمع الذي يعيش فيه، كما من شأن ذلك أن يحدد ردود أفعاله في الحياة، وأخيراً يأتي السلم مع الآخرين، ويعتبر من أصعب الأمور تحقيقاً، إذ ينتج التصارع مع الآخرين نتيجة تضارب واختلاف الآراء والمصالح، ولا يتحقق السلم مع الآخرين إلا من خلال احترام الشخص للآخرين وقبولهم كلاً حسب شخصه ومبادئه.[٣]