‘);
}

نشأة الشعر الصوفي

ظهر الشعر الصوفي واكتمل ظهوره بعد أن زاد الزهد والتديّن لدى النّاس في القرن الثالث الهجري، وقد ظهرت النزعات الروحية في الشعر العربي منذ العصر الجاهلي وكانت تزداد كلَّما اقترب العصر الجاهلي من نهايته، وقد ظهرت هذه البدايات والنفحات في شعر لبيد بن ربيعة، أمَّا في شعر الشعراء المسلمين في صدر الإسلام ظهرت به النفحات الروحية بكثرة، فقد كان في مُجمله ذو حسٍ روحي نابعٌ من تأثَّر الشعراء بالإسلام، فكثُرت الأشعار التي جاءت في مدح الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى جانب قصائد الفخر به، في مقابل الأشعار التي جاءت في هجاء المشركين.[١]

وإبَّان العصر الأموي ما يُقارب النصف الثاني من القرن الهجري الأول، برز الشعر الصوفي بكثرة بحيث آثر الناس العزلة بدينهم عن اللهو بالحياة الدنيوية، فكانت من أبرز أغراضه: الوعظ، الحث على الأخلاق الإسلامية، التذكير، والحكمة الدينية.[١]

وفي القرن الثاني نلحظ أنَّ الصبغة الروحية قد زادت في شعر الزهد، وذلك تِبعًا لتطور الحياة الروحية آنذاك، فقد تحوَّل الناس من مقبلين على العبادة إلى مبالغين فيها بالالتزام بأمورٍ لا يفرضها الدين، كالتبتل والانقطاع في القفار وهذا ما سُمّي بالزهد، فتطوَّر الزهد إلى أن اكتمل على يد أبي العتاهية فتميَّز شعره الزهدي بالغزارة والسهولة.[١]