‘);
}

بيع السلم

بيَّن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وكذلك في سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحكام وقوانين المعاملات بين النَّاس؛ من أجل ضمان الحقوق لكلا طرفي العقد، ومن هذه المعاملات البيوع على اختلاف أنواعها، ومن المعلوم أن للبيع عدة أنواع، منها ما هو جائزٌ ومنها ما هو مُحرّم، ومنها ما جاء على خلاف الأصل الذي جاءت به البيوع إجمالاً إلّا أنّه جاء مُباحاً جائزاً كبيع السَّلم، وقد كان بيع السَّلَم معروفاً في المدينة المنورة قبل قدوم الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليها؛ فكان أهل المدينة يُسلفون في الثِّمار مدة تصل إلى سنةٍ أو سنتين أو ثلاث، وعندما هاجر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إليهم واستقرَّ بالمدينة أقرَّ بيع السَّلم؛ إلّا أنّه جعل له قوانين وشرائع خاصّةً يجب العمل بها لكي يُصبح البيع صحيحاً، وفيما يلي بيان ما يعني بيع السلم وما هي أركانه وشروطه.

تعريف بيع السَّلم

  • السَّلَم في اللغة: يُلفظ السَّلم بفتح السين المُشددة وفتح اللام، فيُقال: أَسْلَمَ وسَلَّمَ، ويُطلَق عليه أيضاً اسم السَّلَف، وتأتي اللفظتان بنفس المعنى، وتصريفهما يأتي على نحو: سَلَّم وأَسلَم، أو سَلَّف وأسْلَف، ويختلف السَّلَف عن بيع السلم بانفراد الأوّل بمعنى خاص هو القرض دون مقابل،[١] ويعني السَّلَمُ كذلك التسليم، أمّا سبب تسميته بالسَّلف لأنَّه فيه تسليف لرأس المال وتقديم له على السلعة، بينما سُمّي بالسَّلَم لأنّ رأس المال يتمّ تسليمه في المجلس ويتمّ تأخير السلعة وتسليمها في وقتٍ آخر.[٢]
  • السَّلم شرعاً: هو أن يتمّ تسليم رأس المال من قِبَل المشتري للبائع حين انعقاد العقد وقبل تسليم السِّلعة؛ على أن يتّفقا على تسليمها في وقتٍ محدّد، ويتّفقا على تحديد وصفِها، ونوعها، وقدرها، ومكان تسليمها.[٣]
  • قيل في السلم أيضاً: (هو بيع سلعةٍ آجلة موصوفة في الذمة بثمن مُقَدَّم).[٤]