‘);
}

الجزائر والاحتلال الفرنسي

إنّ المتتبّعَ لتاريخ الجزائر القريب يجِدُ النيّة المُضمرة والتخطيطات المستمرّة لتغيير هويّة وثقافة ودين الشعب الجزائريّ، كما أنّه يرى مدى استماتة الشّعب الجزائريّ في الذّودِ عن دينه الإسلاميّ وثقافته العربيّة الإسلاميّة؛ حيث ما زالت كُتبَ التّاريخ تذكر ما قاله سكرتير الجنرال الفرنسي بيجو عُقبَ التّخطيط لاحتلال الجزائر، فقد صرّح إنّ أيامَ الإسلام باتت محدودة هناك.[١]

وقد تكلّلت تلك التّخطيطات والمؤامرات لفترةٍ من الزّمن بالنّجاحِ، فقد ساءت الأحوال الاجتماعيّة والفكريّة والاقتصاديّة والدينيّة للشعب الجزائري، وأصبحت اللغة الفرنسيّة بديلةً عن اللغة العربيّة، وحوصر الدّين في نطاقٍ ضيق، وانتشرت الحركات دينيّة أثرت في النّاس من خلال نشر البِدع والخرافات بينهم، ولكن استطاعت ثلّة من المؤمنين المجاهدين أن يُحدثوا بعثاً جديداً في نفوس الجزائريين، فكان من هؤلاء المجاهدين الشيخ العالم عبد الحميد بن باديس رائد حركة النهضة الإسلاميّة الحديثة في الجزائر، فأنار الطريق لجيلٍ جديد من الشعب الجزائريّ، وترك للنّاس إرثاً علميّاً وفكريّاً وثقافيّاً ما زالت أنواره جليّة حتّى هذا اليوم.[١]