تفسير آية (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ..)

‘);
}

شرح الآية الكريمة

قال الله -تعالى-: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ).[١]

هذا النبي يُحتذى به في صبره؛ صبر أيوب، حيث كان أيوب -عليه السلام- نبياً مرسلاً إلى بني إسرائيل، ولبث فيهم سبع سنين يدعوهم إلى الله -تعالى-، فلم يُجبه إلّا ثلاثة، وكان كثير المال والولد، وبارك الله له فيما آتاه، وكان أعبد وأشكر خلق الله في زمانه، وذُكر في بعض الكتب أنّ إبليس حسده على إيمانه، واعتقد أنَّ سبب عبادة أيوب -عليه السلام- لله وشكره على النعم هو وجود هذه النعم، فلو انتُزعت منه لكفر بالله -عزَّ وجلّ-.[٢]

وقد ابتلى الله نبيّه أيوب باستلاب النِّعم الظاهرة؛ ليظهر فسادَ اعتقادِ إبليس، وأصاب البلاء أموال أيوب -عليه السلام- وأهله حتى أهلك الحرث والنسل شيئاً بعد شيء،[٢] فلما بلغ أيوب -عليه السلام- هلاك ماله وولده حمد الله حمداً كثيراً وقال: “اللّهمّ إنَّه كان يشغلني مالي وولدي عن عبادتك، والآن قد فرغ لك سمعي وبصري وقلبي وليلي ونهاري”.[٣]