تفسير سورة الكافرون

تفسير سورة الكافرون

بواسطة:
كتّاب سطور
– آخر تحديث:
٠٦:٣٨ ، ٢٥ فبراير ٢٠٢٠
تفسير سورة الكافرون

‘);
}

علم التفسير

علم التّفسير هو علم يُفهَم به كتاب الله، ويُبحث في نَظْمه، وذلك بتوضيح معانيه، واستنباط أحكامه، والأحكام الشّرعية، وقد مرّ علم التّفسير بمراحل عدة بدأت منذ نزوله على الرّسول الكريم،[١] فقد كان الصّحابة يكتفون بالمعنى الإجمالي لآيات القرآن، وإذا أُشَكل عليهم أمر توجهوا إلى النّبي الكريم حتى يوضّح لهم، وبعد وفاته كان الصّحابة يسألون بعضهم في غرائب الألفاظ، فقد اشتهر عبد الله بن عباس في التّأويل، وغيره من الصّحابة، وأمّا في عهد التاّبعين فقد اعتمدوا على ما فسّره الصّحابة، وقد جمعوا التّفاسير في ثلاثة مدارس فاختصّ المكيّون برواية ما ورد من التّفسير عن ابن عباس، واختصّ المدنيّون بما رُوِي عن أبيّ بن كعب، واختصّ الكوفيّون بما رُوي عن ابن مسعود،[٢] وسيتم في هذا المقال تفسير سورة الكافرون.

سبب نزول سورة الكافرون

أسباب النّزول هو علم من علوم القرآن الكريم، الّذي له فضّل ٌكبيرٌ في معرفة الحكمة من تسمية السّور، وربط أحداث السّورة والأشخاص والأزمان بالحِكَم من نزولها؛ مما يسهل على القارئ فهم الآيات فهمًا سليمًا، ويُعينه على الحفظ الصّحيح،[٣] فقد نزلت سورة الكافرون في رهط من قريش قالوا: “يا محمّد هلمّ فاتّبع ديننا ونتّبع دينك، تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فإن كان الذي جئت به خيرًا مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه، وإن كان الذي بأيدينا خيرًا ممّا في يدك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك”، فقال: “معاذ الله أن أشرك به غيره”، فأنزل الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}،[٤] إلى آخر السّورة، فغدا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى المسّجد الحرام وفيه الملأ من قريش، فقرأها عليهم حتى فرغ من السّورة، فأيسوا منه عند ذلك.[٥]

‘);
}

تفسير سورة الكافرون

سورة الكافرون هي من السّور القصار في القرآن الكريم، وعدد آياتها ستّة آيات، وهي من السّور المكيّة، التي يدور محورها عن التّوحيد والبراءة من الشّرك،[٦] وظهر مقصدها في بيان منهج الله عزّ وجلّ الذي يمتاز بوضوح المعالم، والملامح، التي لا مجال للتّردّد فيه؛ لذلك جاء النّفي في قوله تعالى: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ}،[٧] لإنهاء المقارنة ما بين المؤمنين والكافرين؛ لأنّ هدفهم التّضليل عن منهج الله القويم،[٨] وكذلك جاءت سورة الكافرون تقرّ أنّ الإسلام هو دين التّوحيد، حيث يُتبرّئ من كلّ الأديان الأخرى،[٩] وأمّا التّكرار بالسّورة فهو دليلٌ على قطع أطماع الكفار في الإشتراك في العبودية، فقد جاء التّكرار يؤكد على الفَهم، والإيجاز في إيصال الهدف،[٦] وفيما يأتي تفسير سورة الكافرون بالإجمال:

  • تفسير الظلال لسيد قطب: فقد تكلم المفسّر بأنّ المشركين وجدوا حلقة الوصل بينهم وبين النّبي الكريم في عبادة الله مع اعترافهم بوجود آلهة أخرى معه، وأنّ مسافة التّواصل قد قصرت بينهم وبين الرّسول عليه السّلام، فأرادوا الشّراكة في العبادة، فجاءت السّورة بكل أساليب النّفي، والجزم، والتّوكيد لتوضيح معالم التّوحيد الذي لا يقبل المساومة، ولا التّنازل.[١٠]
  • تفسير الطبري: يفسر الطّبري رحمه الله، أنّ الله عزّوجلّ يخبر النّبي الكريم أن يقول للكافرين الّذين سألوه عن عبادة آلهتهم سنة، على أن يعبدوا إلهه سنة، أن لا يقبل بذلك، وييئسهم من طمعهم، وأنّه مرفوض لا محالة؛ لأنّه أيقن من كفرهم وشركهم.[١١]
  • تفسير السعدي: فقد وضح السّعديّ في تفسير سورة الكافرون بتفسيرٍ موجزٍ للآيات، حيث أنّ رسول الله يخاطب الّذين كفروا بالله ورسوله أنّه لا يعبد ما تعبدون أيّها الكفار من الأصنام والآلهة المزيّفة، وأنّهم لا يعبدون ما يعبد النّبي عليه السّلام من إلهٍ واحدٍ مستحقٍ للعبادة، حتى في المستقبل البعيد، فلكم دينكم الذي أصررّتم على اتّباعه، ولي ديني الذي لا أتبع غيره،[١٢]
  • تفسير فتح القدير: فقد فسّر الشّوكاني في تفسيره أنّ الله-تعالى- أمر النّبي الكريم ألّا يفعل ما يطلبون منه من عبادة ما يعبدون من الأصنام، ولا يطلب النّبي الكريم منهم أن يعبدوا الله سبحانه، فالأمر مرفوضٌ حتى في المستقبل، لأنه الكفر موقنٌ منهم لا محالة،[١٣] فالمقصد الواضح في تفسير سورة الكافرون وهو البراءة من الشّرك.

المراجع[+]

  1. “مقدمة في التفسير الموضوعي”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
  2. “مدارس التفسير “، www.almerja.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-2-2020. بتصرّف.
  3. “علم أسباب النزول”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2020. بتصرّف.
  4. سورة سورة الكافرون، آية: 1.
  5. “أسباب النزول ابن كثير”، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2020. بتصرّف.
  6. ^أب“ تفسير أبو السعود » تفسير سورة الكافرون » تفسير قوله تعالى ولا أنتم عابدون ما أعبد”، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-2-2020.
  7. سورة سورة الكافرون، آية: 2.
  8. “تأملات بيانية في سورة الكافرون”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-2-2020. بتصرّف.
  9. “لكم دينكم ولي دين.. براءة من الأديان الأخرى وليست إقرارا وتركا لها “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2020. بتصرّف.
  10. “الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة (الكافرون)”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-2-2020. بتصرّف.
  11. “سبب نزول سورة الكافرون”، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 16-2-2020. بتصرّف.
  12. “سورة الكافرون – تفسير السعدي”، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2020. بتصرّف.
  13. “الكتب -تفسير فتح القدير”، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2020. بتصرّف.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!