تفسير قول الله تعالى فنفخنا فيه من روحنا

[wpcc-script async src=”https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js” type=”2938ff811056e64c165decaa-text/javascript”] [wpcc-script type=”2938ff811056e64c165decaa-text/javascript”]

يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة التحريم” و مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا و صدقت بكلمات ربها و كتبه و كانت من القانتين”، و سوف نعرض تفسير هذه الآية بالتفصيل.

تفسير الآية عند الامام القرطبي
يقول القرطبي في تفسير قول الله عز و جل: ” و مريم ابنة عمران” أن المقصود هنا يا نبي الله اذكر مريم، و هذه الآية معطوفة على الآية التي تسبقها، في قوله عز و جل: “وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”، فمريم ابنة عمران معطوفة على امرأة فرعون، و يضرب الله هنا المثل بمريم ابنة عمران التي صبرت على أذى اليهود لها كما ضرب مثلا في الآية السابقة بامرأة فرعون التي صبرت على أذى فرعون مصر.

ما المقصود بقوله التي احصنت فرجها؟
و في تفسير قوله: “التي أحصنت فرجها”، يقول القرطبي ان المقصود هنا هو انها احصنت فرجها عن ارتكاب الفواحش، و الفرج في هذه الآية يقصد به الجيب في رأي بعض المفسرين، ثم يقول اله عز و جل: “فنفخنا فيه من روحنا” أي فنفخ جبريل روح نبي الله عيسى عليه السلام، و اختلف المفسرون أيضا في موضع النفخ، و قال بعضهم أنه نفخ في جيبها لأن المقصود في الآية كما ذكرنا سابقا هو الجيب و ليس الفرج نفسه، و قال بعض المفسرون أن الآية أيضا قد تحتمل معى آخر و هو أن مريم ابنة عمران أحصنت فرجها بينما نفج جبريل روح عيسى عليه السلام في جيبها.

و في تأويل باقي الآية حيث يقول الله عز و جل: “و صدقت بكلمات ربها و كتبه” أي أن مريم  ابنة عمران لم تكذب البشرى، و آمنت بها و صدقت ما أنعم الله به عليها، و قال آخرون أنها صدقت ان جبريل هو ملك مرسل من عند الله، و قال آخرون ان المقصود بكلمة “كلمات ربها” هو عيسى عليه السلام، و كلمة صدقت تقرأ بقراءتين، القراءة الأولى بتشديد الدال، و القراءة الثانية بالتخفيف.

تفسير ” و كانت من القانتين”
و في تأويل قول الله عز و جل: “و كانت من القانتين” أي ان مريم ابنة عمران كانت من المطيعين، و هو أحد التفسيرات، و في تفسيرات أخرى أنها كانت من القانتين يعني من المصلين بين المغرب و العشاء، و حول سبب أن الله عز و جل قال عن مريم انها من القانتين و لم يقل من القانتات، أن الله سبحانه و تعالى أراد أنها كانت من القوم القانتين، و القوم هنا محذوفة، بينما قال بعض المفسرين ان سبب قوله القانتين و ليس القانتات أن المقصود هنا هو أنها من اهل بيت من القانتين، فالقانتين تعود على أهلها كلهم، فإنهم كانوا مطيعين لله.

احاديث النبي عن مريم بنت عمران
و يروى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إلى السيدة خديجة و هي تجود بنفسها : ” أتكرهين ما قد نزل بك و لقد جعل الله في الكره خيرا، فإذا قدمت على ضراتك فأقرئيهن مني السلام: مريم بنت عمران و آسية بنت مزاحم و كليمة – أو قال : حكيمة – بنت عمران أخت موسى بن عمران “، فقالت : بالرفاء و البنين يا رسول الله، و روى قتادة عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : “حسبك من نساء العالمين أربع: مريم ابنة عمران و خديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد و آسية امرأة فرعون بنت مزاحم “.

Source: almrsal.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!