الكرك- واصلت مديرية ثقافة الكرك تقديم أوراقها الأسبوعية التوعوية بعنوان “يوميات مثقف بزمن كورونا” لإظهار الدور المميز للكتاب والأدباء والمثقفين في إشاعة الثقافة والتوعية بمخاطر الوباء وطرق الوقاية منه وكيفية قضاء أيام الحظر الصحي.
وقال الكاتب والباحث صلاح الصعوب، في ورقته الثقافية مساء أول من أمس “إن المحنة لا تخلو من المنحة، فقد مرت أشهر العام 2020 الذي يمكن أن نسميه عام الصحة أو عام كورونا الذي أرعب الناس شرقا وغربا وحصد أرواح مئات الآلاف من البشر في الصين والهند وأوروبا وأميركا، وما يزال عداد الموت فاعلا دون توقف، وطفق الناس ينشدون لقاحا يصد هذا العدوان اللامرئي صاحب الهجوم الشرس والذي لا ينفع معه سيف أو مدفع أو قنبلة، هذا إن لم يكن قد خلف أحوالا وترتيبات اقتصادية وسياسية واسعة”.
وأضاف “ما يزال الفيروس يجوب العالم دون جواز سفر أو تأشيرة دخول بل يدخل على علية القوم، وعلى حراسهم ولا يحفل بأحد ينقل الأموات ويترك المصابين، والأنكى والأشد أن يترك المرعوبين أيضا، واستوحش وتمكن من البشرية”.
وقال الصعوب “الوباء غير المرغوب فيه ألزمنا بسلوكيات غيرت من عاداتنا، أصبحنا نصلي متباعدين، نذهب للتسوق متباعدين وكل يرتدي كمامته، قللنا زياراتنا، انكمشت عاداتنا في الأفراح والمآتم، بسببه بعض الناس عادوا للتعرف على أهل بيتهم، قضى بعض الناس أوقاتهم بممارسة الزراعة إشارة للاعتماد على النفس بعدما ازدادت علامات الجشع عند البعض وارتفعت الأسعار وسادت عملية الإغلاق”، مضيفا “شعر الناس بالضيق، وأنا لم أكن مثلهم، عملت في الأرض، بنيت الطوب، عملت في قطاف محصول الزيتون، زرعت وأكلت ولعل من المنح كذلك لي كما هي لكثير من الناس غيري، فقد وجدت وقتا إضافيا للقراءة والكتابة والتواصل مع الأصدقاء على الفضاء الأزرق المتاح في كل لحظة من نهار أو ليل، ازداد حفظنا من كتاب الله”.
وبدورها، أكدت مديرة الثقافة عروبة الشمايلة أهمية إتاحة مساحة واسعة لفضاء الكتاب والمثقفين لتسليط الضوء على إبداعاتهم ومساهماتهم الفكرية الهادفة في زمن انتشار الوباء والحظر للتعامل معه بروح إيحابية وعلمية لتقليل مخاطره وأضراره الفردية والمجتمعية.-(بترا)