‘);
}

الصحابة الكرام

الصحابة الكرام هم أولئك الذين أكرمهم الله بلقاء النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على الإيمان وماتوا على دينه،[١] وعدالتهم وفضلهم جاءتْ تثبتها الآيات الكريمة وتؤكّدها السنة النبوية في مواضعٍ ومواقفٍ متعدّدةٍ، ممّا يؤكّد على أنّ المولى -سبحانه- خصّهم بكريم الخصال، وأكرمهم ببالغ الفضل، قال الله سبحانه: (حَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ)،[٢] وقال تعالى: (وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ)،[٣] ولقد عايش النبي -صلى الله عليه وسلم- صحابته الكرام فرأى منهم التضحيات وحُسن الامتثال فامتدحهم وأوصى بهم، ومن ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لا تَسُبُّوا أَصحَابِي؛ فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ)،[٤] ولو ذهب أحدٌ وأجهد نفسه في تعداد خصالهم وحصر فضائلهم وتسطير جهدهم وتضحيتهم لما وسعته مداد المؤلفات، ولكنّهم رغم ذلك كلّه لا يجوز لأحد أنْ يخرج بهم إلى دائرة العصمة؛ فهم بشر تفضّل عليهم المولى بصحبة الحبيب رسول الله محمدٍ -عليه الصلاة والسلام- لكنّهم يجوز عليهم ما يجوز على البشر،[٥] ومن هؤلاء الصحابة الكرام جابر بن سمرة رضي الله عنه، فمن هو جابر، وما هي أبرز محطّات حياته مع الإسلام؟

جابر بن سمرة

يجد المستقرء لكتب السّير أنّ جابراً -رضي الله عنه- كان شديد الحرص على قرب النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد تناول كثير من المؤرخين في سيرة الأصحاب الكرام عن حياة جابر رضي الله عنه، وصحبته مع النبي عليه السلام، ومنهم ابن حجر العسقلاني صاحب كتاب الإصابة في تميز الصحابة، ويمكن إجمال أهم محطات سيرته بما يأتي:[٦]