‘);
}

القتل

إنّ القتل ينقسم إلى ثلاثة أنواعٍ؛ وهي: القتل العَمد، وشبه العَمد، وقتل الخطأ، أمّا القتل العَمد فيكون فيه القاتل قاصداً للفعل، وباستخدام أداة غالباً ما تُستخدم للقتل؛ كالآلات الحادّة بشكلٍ عامٍ، ومنها: السّكين، أو السّيف، أو إطلاق النّار على المقتول، أو ضربه بوزنٍ كبيرٍ غالباً ما يؤدّي إلى القتل، سواءً كان حديديّاً كالمطرقة، أو حجريّاً كالصخرة، وممّا يدلّ على ذلك حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث روى: (أنّ جارية وُجدت وقد رُضّ رأسها بين حجرَيْن، فسألوها: مَن صَنع هذا بك؟ فلانٌ؟ فلانٌ؟ حتى ذكروا يهوديّاً، فأومتْ برأسِها، فأُخِذ اليهوديّ فأقَرّ، فأمر به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّمَ- أن يُرَضّ رأسُه بالحجارة)،[١] ورَضّ رأسها أي؛ دقّ رأسها، ويترتّب على القتل العمد الإثم، والحرمان من الميراث، والقِصاص من القاتل بقتله، إلّا إذا عفا أولياء المقتول أو رَضوا بالدّية، فإذا عُفي عن القاتل وجب عليه الكفّارة، أمّا شبه العمد فيكون فيه القاتل قاصداً الاعتداء على إنسانٍ معصوم الدّم، ولكنْ باستخدام أداة لا تُستخدم للقتل غالباً؛ كالعصا، أو الحجر الخفيف، أو السوط، أو بلكمةٍ من اليد، فتؤدّي إلى وفاة المجنيّ عليه، كما قال البهوتي في كشّاف القناع: (وشبه العَمد؛ أن يقصد الجناية: إمّا لقصد العدوان عليه، أو قصد التأديب له، فيسرِف فيه بما لا يقتُل غالباً، ولم يجرحه بها فيقتل، قصد قتله، أو لم يقصده، سُمّي بذلك؛ لأنّه قصد الفعل، وأخطأ في القتل)، ويترتّب على القتل شبه العمد الإثم؛ لأنّه أدّى إلى قتل نفسٍ حرّم الله قتلها إلّا بالحقّ، بالإضافة إلى الدّية المُغلّظة على العاقلة، والقتل الخطأ هو أن يفعل المكلّف ما يُباح له فعله، فيؤدّي ذلك لوفاة إنسانٍ معصوم الدّم، ومن الجدير بالذّكر أنّه لا يترتّب على قتل الخطأ إثم؛ لأنه غير مقصود، ولكن يترتّب عليه الكفّارة، والدّية المخفّفة على العاقلة.[٢]

حكم القتل الخطأ

يعرّف القتل الخطأ بأن يتسبّب المُكلّف بقتل إنسانٍ معصوم الدّم، من خلال فعل ما يُباح له فعله، كحوادث السّير، أو كالذي يحفر بئراً فيسقط فيه إنسان ويموت، أو يُطلق النّار للصّيد فيصيب إنساناً فيقتله، وقد عرّف ابن قدامة القتل الخطأ بقوله: (هوَ ألّا يقصد إصابته، فيصيبه، فيقتله)،[٣] ويترتّب على القتل الخطأ الدّية، والكفّارة، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)،[٤]وفي ما يأتي بيان الأمرين:[٥]