‘);
}

حكم الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (من كذب عليَّ متعمِّدًا، فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ من النارِ)،[١] وقد اتّفق المحدثون على تواتر هذا الحديث، وقد عدَّ الكتاني خمسةً وسبعين صحابياً رووا هذا الحديث، ولم يجتمع على رواية حديث غيره مثل هذا العدد من الصحابة، وهذا يظهر شدة التحذير الحاصل من النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه من الوقوع في مثل هذا الذنب العظيم لما فيه من فساد وإفساد.[٢]

الكذب على النبي من أعظم الذنوب

إذا كان الفقهاء قد جعلوا الكذب من الكبائر في أصله، فكيف إذا اجمتع مع الكذب نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلا شك أن الإثم حينها أعظم وأشد وأظهر، فليس الكذب على النبي -صلى الله عليه وسلم- كالكذب على غيره، لكونِه في مقام التشريع والتبليغ عن الله عز وجل.[٣]

ولعظمةِ هيبتِه -صلى الله عليه وسلم- في نفوس الناسِ، ولما في الكذب عليه -صلى الله عليه وسلم- من نسبة النقص إلى شرع الله عز وجل، فلا يجوز الكذب عليه -صلى الله عليه وسلم- لا بقصدٍ ولا بغير قصدٍ، ولا في ما يختصّ بالتشريع ولا في غيره.[٣]