حملة التركيع…ومن الذي ركع أخيرا ـ الحلقة الأولى

حملة التركيعومن الذي ركع أخيرا ـ الحلقة الأولى سلسلة من مذكرات الأسرى المضربين في سجون الاحتلال الصهيوني كما هي عادتها إسرائيلدولة تتفنن في إظهار قوتها و بطشها على المستضعفين العزل وهكذا كان سلوكها مع الأسرى المضربين العزل من كل شيء سوى إرادتهم الصلبة و إيمانهم بحقهم بالعيش بكرامة أو الشهادة في أول يوم..

حملة التركيع...ومن الذي ركع أخيرا ـ الحلقة الأولى

سلسلة من مذكرات الأسرى المضربين في سجون الاحتلال الصهيوني

كما هي عادتها “إسرائيل”دولة تتفنن في إظهار قوتها و بطشها على المستضعفين العزل وهكذا كان سلوكها مع الأسرى المضربين العزل من كل شيء سوى إرادتهم الصلبة و إيمانهم بحقهم بالعيش بكرامة أو الشهادة..

في أول يوم من أيام الإضراب في سجن يسمى أيشل في بئر السبع و الوقت السادسة صباحا و الأسرى الذين سيبدأون أول يوم من أيام إضرابهم ما زالوا في أخر لحظات نومهم.. تشن إدارة السجون الصهيونية حملتها الهمجية باقتحام قسم الأسرى المضربين قسم11 بمساعدة المئات من شرطتها و من أفراد وحدة الناحشون ووحدة الماتسادا المزودة بالسلاح الناري و التي تسببت في إحدى اقتحاماتها لسجن النقب باستشهاد الأسير محمد الأشقر.

وبإشراف قائد المنطقة الجنوبية و العشرات من الضباط و مدراء السجون ليمارسوا شتى أنواع القمع و التنكيل بحق هؤلاء الأسرى و التي استمرت حتى ساعات المساء ومن ثم لتقوم بنقل أكثرهم والذين تعتبرهم طليعة الإضراب لسجن آخر في بئر السبع يسمى أوهلي كيدار(الخيام المظلمة)ولتبدأ هناك قصة أولي العزم من المضربين..

كان المكان الذي تم نقل المضربين إليه هو قسم العزل رقم 2 و يحوي 48 زنزانة بالكاد تتسع كل زنزانة لاثنين من الأسرى في وسط ظروف معيشية لا تليق بالبهائم فضلا أن تليق بالإنسان فهي دولة تدعي احترام القانون و حقوق الإنسان ومؤسساتها أول من ينتهك هذه القوانين و يدوس على الإنسانية و كذا تصرفت إدارة السجون…

فالزنازين قذرة و متسخة جدا تملؤها الأتربة و القاذورات أما أدوات تنظيفها فمحظورة ،وروائح العفونة و الروائح التي تنبعث من أنابيب الصرف الصحي تملأ جوها ، والشمس لا تدخلها، ونافذتها لا يمكن إغلاقها لمنع برد الصحراء القارص الذي لا يتحمله الإنسان المعافى فكيف بالمضرب عن الطعام…

و في الليل أيضا القوارض و الفئران الكبيرة و الحشرات تشارك الأسرى زنازينهم و تؤرق نومهم، أما الماء الذي لا يتناول الأسير المضرب غيره فقصة أخرى فهو ممنوع متاح، ففي الزنزانة تتوفر ماسورة ماء مياهها صفراء منتنة بفعل أنابيب الماء الصدئة ، وأدوات شرب الماء ممنوعة فلا كأس للشرب أو حتى علبة فارغة والتي يتندر الأسرى بأنها أصبحت اخطر سلاح على امن إسرائيل ، و بذلك حرم الأسرى من ناحية عملية الهواء النقي و الماء الصافي وجميع ما يحتاجه الأسير للنظافة والطهارة و غسل الثياب و الاستعداد للصلاة فهو ممنوع، أما الملابس فيكتفي الأسير بما يلبسه من ملابس..هكذا قررت إدارة السجن و لا يسمح للأسير بالخروج من زنزانته طيلة اليوم إلا لمدة ثلاثة أرباع الساعة ، وغالبا ما كان يعاقب بحرمانها لأتفه الأسباب.

كان هدف إدارة السجون من وضع الأسرى في مثل هذه الظروف هو كسرهم و اختراق جبهة الأسرى المضربين، ولكن انقلب السحر على الساحر و أصبح هؤلاء الأسرى هم عنوان الصمود، فما إن استقروا في قسم العزل هذا ورأوا كيف هي الظروف التي يعيش فيها إخوانهم المعزولون منذ سنوات طويلة تولد لديهم العزم الصادق و قرار واحد هو أن الموت أهون ألف مرة من أن يتركوا إخوانهم المعزولين في العزل بعد الآن و أصبح الأمر تحديا إما النصر بخروج المعزولين وتنفيذ مطالب الأسرى و إما الشهادة…

حرب الملح

هي حرب أدارتها إدارة السجون ضد المضربين فالأسير المضرب عن الطعام يحتاج يوميا بالإضافة إلى الماء إلى جرامات قليلة من الملح، و كان مما يثير سخرية الأسرى و ضحكهم حملات التفتيش المكثفة التي شنتها إدارة السجون بحثا عن هذا القليل القليل من الملح، حتى بلغت ذروتها في استخدام وحدات التفتيش المتخصصة. كما تعمل على مفاجأة الأسرى في أوقات مختلفة وإجراء التفتيش الدقيق لساعات طويلة رغم صغر الزنزانة و ضيقها و خلوها من أي غرض…لينجحوا أحيانا في الوصول لجرامات من الملح !!و بالرغم من ذلك بقي عند الأسرى مخزونهم من الملح لآخر يوم.

دعاء و ابتهال و ترويح…

فالبرنامج اليومي الذي وضعه الأسرى لأنفسهم كان بسيطا يشمل الدعاء من قبل أحد الأسرى بصوت عال يسمعه الجميع و يؤمنون من ورائه قبل صلاة المغرب…و بعد صلاة العشاء يكون التكبير و بصوت عال مشابه لتكبيرات العيد…ثم تبدأ السهرة الليلية الترويحية والتي تشمل النشيد و إلقاء الشعر أو التنكيت ووصفات الطعام و طرق صناعة الحلويات و يستمر ذلك إلى حوالي منتصف الليل…

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!