حوار حول أسباب تفشي الفساد في العالم العربي

حوار حول أسباب تفشي الفساد في العالم العربي كثرت التقارير التي تتحدث عن تفشي الفساد في الكثير من الدول العربية ومع ذلك فإن الفساد يتضخم ويزداد الفاسدون تألقا وبريقا وعتوا وغرورا وفسادا في الأرض وطغيانا في الثروة والسلطة وتسلطا بينما يزداد الفقراء فقرا والضعفاء ضعفا وتتجه معظم الشعوب العربية إلى مستقبل..

Share your love

حوار حول أسباب تفشي الفساد في العالم العربي

  كثرت التقارير التي تتحدث عن تفشي الفساد في الكثير من الدول العربية ، ومع ذلك فإن الفساد يتضخم ويزداد الفاسدون تألقا وبريقا وعتوا وغرورا وفسادا في الأرض وطغيانا في الثروة والسلطة وتسلطا بينما يزداد الفقراء فقرا والضعفاء ضعفا وتتجه معظم الشعوب العربية إلى مستقبل مجهول وقد قدرت المنظمة العربية لمكافحة الفساد أن حجم الأموال التي نهبت وسرقت وبددت في العالم العربي خلال الخمسين عاما الماضية بأكثر من ألف مليار دولار وهو مبلغ يصعب تخيل ما يمكن أن يقوم به في تنمية الإنسان العربي.

نحاول التعرف على الواقع الذي أدى إلى تفشي هذا الفساد وكيفية مواجهة الفاسدين والحرب على فسادهم وذلك في حوار مع الدكتور عامر خياط الأمين العام للمنظمة العربية لمكافحة الفساد وهي منظمة عربية غير حكومية ، معنية برصد الفساد ومظاهره في العالم العربي يقع مقرها في العاصمة اللبنانية بيروت وتضم العديد من الشخصيات العربية:

 

* ما معنى إضاعة ألف مليار دولار من ثروة العرب خلال الخمسين عاما الماضية من خلال الفساد وتفشيه؟size=3>size=3>

معناها أننا اجتزأنا عن عملية التنمية العربية في الأقطار العربية مبلغا مهما كان بالإمكان صرفه لمحو الأمية كاملة من المنطقة العربية، لو صرف في الدول الأكثر فقرا مثل السودان لأمنا الأمن الغذائي للمنطقة العربية خلال الخمسين سنة الماضية، لو وزعنا هذا المبلغ على الأفراد العرب لازداد الدخل الفردي القومي للمواطن العربي بحدود مائتي دولار على طوال هذه الفترة، وكان بالإمكان توفير مقعد جامعي لكل مؤهل عربي في هذه الفترة بل أهم من هذا كان أهّلنا فرص عمل لو استثمر هذا المبلغ في المجالات التي كان يجب أن يوفر لها.

 

* ما هي أهم المجالات التي كان يمكن لهذا المبلغ أن يوفرها من خلال بناء وتنمية الإنسان العربي؟size=3>size=3>

محو الأمية وإحداث قاعدة معرفية تعتمد على التقنية والتي هي مفقودة من العمل الإنتاجي والعمل الإنمائي في البلاد العربية، وتوطين للتقنية، وتعزيز القطاعات الصناعية.

* لماذا استشرى الفساد في العالم العربي بهذه الطريقة؟size=3>size=3>

هنالك عدة عوامل أهمها فقدان الديمقراطية وما يؤسس لها من حكم صالح، وتعميم ثقافة الفساد عند الناس ، فالذي يكون ثروة بشكل سريع يسمى شاطرا وهي ثقافة فساد يجب مجابهتها بتعزيز وتعميم ثقافة مكافحة الفساد.

إضافة إلى فقدان الرقابة وفقدان المحاسبة مما يؤدي إلى قيام دولة رخوة ، فيستشري الفساد الذي يبدأ في الرأس وينتهي في المفاصل.

 

* ألف مليار دولار ثلث الناتج القومي العربي خلال الخمسين عاما الماضية ،كيف نهب هذا المبلغ وفي أي الأبواب والمسارات ذهب؟size=3>size=3>

جانب منه بلا شك ذهب هدرا لعدم وجود كفاءات، وجانب ثاني استخدم في تسيير عملية الصفقات والمشاريع يعني الرشوة والارتشاء.

 

*ما هي الأشكال والممارسات التي بددت فيها هذه الثروة ، إذا كانت الشعوب ثلاثمائة مليون عربي لم يستفيدوا منها، ثلث ثروة العرب في أيدي من وقعت ؟size=3>size=3>

في يد من لا يتجاوزن 10%  من مجموع الشعب العربي الذين هم أثرياء اليوم.

 

* ما نوعيات هؤلاء المفسدين؟size=3>size=3>

الفساد نوعان، كي نكون صريحين:

1-فساد مبني على استغلال أحد عنصري المجتمع الذي هو السلطة السياسية وهذا الفساد مرتبط بالمسؤولين في الدولة من رأس الدولة إلى جهازها التنفيذي إلى أركان الدولة بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، إذا لم يكن هنالك فصل بين هذه السلطات يكون فساد سياسي، وكذلك عندما لا يكون تداول سليم للسلطة ولا ديمقراطية في القطر المعني.

2-فساد استغلال المال في شراء الذمم ، في شراء النفوذ ، في شراء المصالح .

 

* ما هي أشكال ممارسة الفساد لدى أهل السلطة؟size=3>size=3>

أولا استغلال النفوذ فصاحب السلطة له معلومات تفوق الآخرين ، فيستغل أجهزتها ومعلوماتها في استملاك الأراضي وفي استخدام آليات اقتصادية مشكوك في أمرها..

مثلا في البورصات نهج الخصخصة ، نهج المشاركة ما بين القطاع العام والخاص التي هي آليات قد تكون جيدة وقد تكون سيئة، القرار فيها خاضع إلى دراسة جدوى لها، الخصخصة التي تؤدي إلى استهلاك أصول الدولة وتؤدي إلى بيع هذه الأصول بأسعار بخسة.

 

*كيف يتم التزاوج بين أهل الثروة وأهل السلطة؟ حينما نجد في بعض الدول العربية رجال أعمال أصبحوا من أهل السلطة ، وزراء ، ومسؤولين ، يتخذون القرارات ، ووزراء في الأعمال التي هم يديرونها.size=3>size=3>

هناك مصالح مشتركة بين أصحاب المال وأصحاب السلطة لأنهم يملكون عنصري القوة في المجتمع فلديهم مصلحة في الحفاظ على هذه القوة بأيديهم ولا يريدون مشاركتها أو إفساحها على المجال العام.

ولهم رغبة في الاستمرار وفي الحفاظ وفي ديمومة هذه السلطة ، وهنالك أمثلة عديدة عن عدم تداول السلطة في معظم الأقطار العربية واعتمادهم في هذا الأمر على أقرب طبقة لهم ، وهي طبقة المالكين ، طبقة أصحاب الثروات.

 

*هل نجحت الأنظمة الفاسدة أيضا في إفساد الشعوب حتى تضمن سكوتها أو ممارستها لأشكال بسيطة من الفساد بحيث يكون الكل شركاء في هذا الموضوع ولا يجرؤ الصغير على أن يحاسب الكبير؟size=3>size=3>

إلى حد ما نعم، أنا ذكرت في البداية مع الأسف ثقافة الفساد ، والسلطة لها يد في تعميم هذه الثقافة لأنه ليس من مصلحة السلطة إحداث تغيير أساسي في القيم المجتمعية ، وبالتالي ليس من مصلحة الأنظمة القيام بعملية إصلاح.

 

*ما أثر الفساد على زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء في المجتمعات العربية وانقسام المجتمعات إما طبقة صغيرة مترفة، أوطبقة كبيرة فقيرة أو معدمة؟size=3>size=3>

الفجوة الحاصلة أو عدة فجوات في مجتمعنا العربي سببها بشكل رئيسي هو استشراء الفساد، مما أدى إلى ضخامة الفجوة، فمثلا متوسط دخل الفرد السنوي في قطر يبلغ 86 ألف دولار، هذا لسنة 2008 ، 2009، ومتوسط دخل الفرد لنفس الفترة في اليمن هو 2400 دولار، أما متوسط دخل الفرد في جزر القمر التي هي عضو كامل في جامعة الدول العربية فيبلغ 1100 دولار سنويا، ميزانية دولة جزر القمر هي مائة مليون دولار سنويا 2009، وأنا أعتقد أن هنالك العديد من ميزانيات بيوت عدد من الأثرياء والمسؤولين الرسميين وأصحاب السلطة تتجاوز المائة مليون دولار ، فهناك فجوة كبيرة جدا بين الدول وبين الشعوب. واعتقادي أنه يلزم التعاون بين الدول العربية والشعوب العربية كونهم أعضاء في جامعة الدول العربية.

 

* المشكلة الأخرى أن كثيرا من المساعدات التي تأتي من الدول الغنية ينهبها أصحاب السلطة في الدول الفقيرة وتدخل في حساباتهم الشخصية، أليس هذا صحيحا؟size=3>size=3>

تماماً ، ولا تستفيد منها الشعوب ، وهذا يدفع بعض الدول الغنية إلى التوقف عن المساعدة ؛ لأنها في النهاية لا تذهب إلى الشعب وإنما تذهب إلى أهل السلطة.

وتتحمل السلطة الفاسدة بدون شك ، ولكن على الدول الغنية أن تتصرف في هذا الموضوع بنوع من الحكمة ونوع من الريادة، عندما تكون قطر الدولة الرائدة في موضوع الشفافية وبلا شك أقولها من منطق القناعة لأن قطر بين شهر أكتوبر ونوفمبر الماضيين السنة الماضية عقدت ثلاثة مؤتمرات دولية لمكافحة الفساد وأنا حضرتها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قناة الجزيرة ، بلا حدود ، السبت 5/8/1431 هـ – الموافق 17/7/2010 م ، باختصار.size=3>size=3>

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!