حوار حول الجهود الدعوية لتيسير الزواج

حوار حول الجهود الدعوية لتيسير الزواج الجهود الدعوية ضرورة لا بد منها لما يترتب عليها من فوائد متنوعة وثمار يانعة تعم شرائح المجتمع المسلم بكل طبقاته وتقسيماته وتلك الجهود تتنوع بتنوع الأساليب والمواضيع ومن بينها الجهود الدعوية لتيسير الزواج وهي جهود مهمة نظرا لوجود العديد من العقبات التي تقف أمام الراغب..

حوار حول الجهود الدعوية لتيسير الزواج

الجهود الدعوية ضرورة لا بد منها، لما يترتب عليها من فوائد متنوعة وثمار يانعة تعم شرائح المجتمع المسلم بكل طبقاته وتقسيماته، وتلك الجهود تتنوع بتنوع الأساليب والمواضيع، ومن بينها الجهود الدعوية لتيسير الزواج، وهي جهود مهمة نظرا لوجود العديد من العقبات التي تقف أمام الراغبين والمقبلين على الزواج، وحتى تتضح الرؤية حول هذا الموضوع يسعدنا محاورة الشيخ موافي عزب، الداعية الإسلامي، والموجه الشرعي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر:size=3>

 

size=3>

*ابتداءً هل يمكن أن يكون الزواج وسيلة دعوة إلى الله عز  وجل؟ وكيف؟size=3>

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه: إن المتأمل في كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كتب في فن الدعوة يتبين أن الزواج فعلا يعتبر وسيلة دعوية فاعلة ومؤثرة جدا، ولا أدل على ذلك من هذا التغير الذي حصل على حياة كثير من الصحابيات بعد أن منّ الله عليهنّ بالزواج بالمسلمين من الصحابة الكرام رضي الله عنهم والذين تحولوا من الكفر إلى الإسلام، وهذه خديجة رضي الله عنها التي كان زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم سبباً في دخولها الإسلام بل وسبقها في ذلك، وكثيراً ما كان التزام الزوج سبباً في دخول الإسلام والالتزام به.size=3>

والملاحظ أن الأخ الملتزم المتزوج بامرأة ولو كانت عامية فإني ألاحظ تغير واضح في حياتها وبل وحياة أسرتها وهي نتيجة لتفاعل مستمر شريطة أن يكون صاحب رسالة. ولذلك كنت أكلّم بعض الأخوة أن الكلام قد تسمعه في شريط وغيره، أما السلوك فالمرأة تلمسه عن قرب فتتأثر به.size=3>

وكذلك كانت بعض الأخوات متبرجات فلما تزوجن التزمن بالحجاب بل ويقاتلن حرصا عليه.size=3>

 

size=3>

*هل ترى أن الزواج في زمننا يسير، أم أن فيه كثيراً من الصعاب؟size=3> size=3>

الملاحظ في كثير من الأحيان أن الزواج فيه كثير من الصعاب مع الأسف الشديد، ففي بعض البلاد يصل عدد العوانس إلى سبعة ملايين، ورغم ذلك ترى الناس ما يزالون مصرين على العمل التقليدي، ولا بد من تكاليف باهظة، وعزوف الكثير من الشباب عن الزواج، وبالتالي تترتب هناك بدائل من الأمور المحظورة…فإذن فيه عقبات فعلا.size=3>

 

size=3>

*لو أردنا أن نحصر هذه العقبات في عناصر، فما أبرزها من وجهة نظرك؟size=3>

أولا أنا أعتبر أن أبرز هذه العقبات المغالاة في المهور، هذه من أكبر العقبات التي تواجه الشباب وللأسف الشديد، وإن كانت تختلف من مجتمع لآخر، لكنها قد تكون على رأس التحديات التي تواجه المسلم في تكوين الأسرة السعيدة، يبقى بعد ذلك أمور كثيرة وأنا أعتبرها ثانوية.size=3>

ومن تلك العقبات عدم التكافؤ العلمي، فقد تكون الأخت جامعية والأخ غير جامعي، فتجد هناك عزوفاً، فالأخت قد لا تقبل به والأخ قد لا ينظر إليها لعلمه أنها لن تقبله. كذلك مسألة القبليّة وما أدراك ما القبليّة، بعض القبائل حريصة على  أن يكون الزواج منها وفيها، فقد تظل الأخت حتى تصل الأربعين ولا يتقدم إليها أحد؛ لأنه لم يتقدم لها أحد من أقاربها في حين أن هناك من يتقدم إليها من قبيلة أخرى فيقال هذا غير قبلي وليس من قبيلتنا…فمجتمعنا الخليجية فيها أعراف تخصها والحجر ما زال موجودا وإن قل .size=3>

ومن العقبات أيضا أن الشاب قد يتزوج من عائلة لا يعرف عنها شيئاً، وحرص بعض العائلات وعدم الرؤيا إلا ليلة الدخول، وبعض الشباب يقول كيف أتزوج امرأة لا  أعرفها. size=3>

 

size=3>

* حتى مع هذا الواقع الحاصل من خروج المرأة واختلاطها أحيانا بالرجال؟size=3>

نعم، فالمرأة قد تخرج ولكن لا تتكلف، أو لا يزال عندها نوع من الحياء الذي لا تظهر معه وجهها، وحتى بعض الآباء مع خروج البنت لكنه في قضية الزواج يرفض رؤيتها من قبل الخطيب.size=3>

 

size=3>

*نريد أن تحدثنا عن الضابط الشرعي في هذه المسألة؟size=3>

الرؤية حق للرجل ولذلك ينظر إليها، فإن استطاع النظر إليها بعيدا عن الأسرة فلا حرج، ومن بعض مواقف الصحابة: أنه كان يختبئ في الطري كي ينظر إليها.size=3>

والرؤيا تكون للوجه موضع الجمال وللكفين موضع الصحة.size=3>

ولا يكون بعد ذلك توسع في العلاقة من الكلام الزائد، أو الخروج معها بحجة التعرف عليها. size=3>

 

size=3>

* بالنسبة لجهود العلماء والدعاة في قضية تيسير الزواج على مستوى دول الخليج مثلا، ما تقييمك لها ؟size=3>

والله ما زالت دون المستوى المطلوب، فنحن لم نقدم الدور الواجب في هذه المسألة، وذلك لأن المجتمع لا زال يوجد به من لا يتقبل مثل هذا الطرح، ومع ذلك لا يعذر الخطباء والدعاة؛ حيث أن دورهم متواضع جداً، والندوات والمحاضرات المتخصصة قليلة في هذا الجانب.size=3>

هناك جهود طيبة بالنسبة للفتوى والاستشارات وهي ربما النافذة الوحيدة في هذا الجانب، ولكن ليس كل الناس يدخلون هذه المواقع ويستفيدون منها، فتبقى محدودة.size=3>

 

size=3>

*طيب قد ترد بعض الاستشارات من قبل بعض الأمهات مثلا، تسأل عن الوسائل المعينة في  زواج بناتهن، فما هي الخطوات العملية بعد إرشادهن إلى التقوى والصلاح؟size=3>

لا بد من وجود مراكز للزواج تقوم بتقبل مثل هذه الطلبات من الجنسين، وتكون منتشرة في عدد من الأحياء، ويشرف عليها ناس مؤتمنون، بحيث تبقى المعلومات في الحفظ والصون ولا يطلع عليها إلا الراغب في الزواج، وتقوم هذه المكاتب بدراسة الطلبات ورؤية التوافق والتواصل مع أولياء الأمور، وتقديم حلول عملية.size=3>

 

size=3>

* مثل هذه المراكز موجودة بالفعل في بعض البلاد ومنتشرة ويقوم بالإشراف عليها العلماء والقضاة، فما سبب انعدامها أو قلتها في بلاد أخرى مثل قطر؟size=3>

ربما السبب عدم وجود جهة معينة تعتني بهذا الأمر، أو مؤسسات تتبني مثل هذه المراكز وتقوم بتفعيل دورها، والحل أن يتبني بعض أبناء البلد مثل هذه المشاريع ويقومون بطلب الترخيص لها وفق الخطوات المتبعة ثم إشهارها عبر وسائل الإعلام المتعددة والقنوات الرسمية.  size=3>

 

size=3>

* هل يتحمل العلماء والدعاة مسؤولية عدم وجود مثل هذا العمل؟size=3>

الكل يتحمل المسؤولية، فهو من فروض الكفاية التي إذا تركت أثم الجميع ، ولذلك لا بد أن يقوم البعض بمثل هذا العمل ويتحملوا المتاعب قليلا في البداية، ثم تتيسر الأمور، ويكون له مردود حسن، وسوف يتفاعل معهم الجميع بإذن الله ويدعون لهم ويقفون معهم.size=3>

 

size=3>

*هل من كلمة عن القدوات في مجال تيسير الزواج؟size=3>

أعظم قدوة الرسول صلى الله عليه وسلم في زواجه من أمهات المؤمنين، وفي تزويجه لبناته، سواء في المهور أو التجهيز للزواج.size=3>

ثم سيرته مع أصحابه؛ حيث قال لبعض أصحابه التمس ولو خاتماً من حديد، وزوج بعضهم بما يحفظ من القرآن، وتلك الصحابية الجليلة التي لم ترد مهرا سوى الإسلام.size=3>

وكذلك سيرة التابعين، فسعيد بن المسيب زوج ابنته لأحد طلابه وكان قد تقدم لها ابن الخليفة ورفضه.size=3>

 

size=3>

*أحيانا قد تكون المرأة تريد التيسير في زواجها، وخاصة إذا رأت أن العمر يتقدم بها، ولكن الإشكالية عند ولي الأمر صاحب الإذن بالزواج، فما هي الرسالة التي يمكن توجيهها إليه؟size=3>

هنا نوجه رسالة لولي الأمر بأنه هو الذي سوف يخسر ويدفع الثمن غالياً نتيجة خطأه الذي يتجلى في عدة أمور:size=3>

1-  size=3>حرمان المرأة حاجتها إلى الرجل ليقف معها في هذه الحياة، والذي لا يغنى عنه الأب ولا غيره.size=3>

2- size=3>أنك أيها الأب حرمتها حقاً كفله الشرع لها، فالمرأة لها شهوة كالرجل وهي على رأس الشهوات، ولذلك ورد أن بعض النساء في مرض الموت كانت تدعو على أبيها الذي حرمها ذلك.size=3>

3-size=3>أنك بذلك حرمتها وحرمت نفسك الذرية وهي مطلب شرعي حث عليه الإسلام، فالأبناء والأحفاد ينفعون آباءهم وأمهاتهم حتى بعد موتهم.size=3>

 

*هل ترى أن المؤسسات الحكومية والأهلية قائمة بدورها في تيسير الزواج ودعم المقبلين عليه؟size=3>

للأسف دورها متواضع جدا، ودون المستوى المطلوب بمراحل، وحتى المعونات التي تقدم من قبل بعض الجمعيات هي أشياء محدودة، وأتمنى أن تقوم بدور فعال، كالزواج الجماعي الذي يكون فيه التوفير والإعانة على إدخال السرور إلى نفوس الكثير من البيوت.size=3>

size=3> 

size=3>

*كيف يستطيع الأب تيسير زواج ابنه أو ابنته؟size=3>

أولا: لا بد أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا: ” أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة”.size=3>

ثانيا: إذا تقدم فقير ينبغي أن يراعى ولا يرد لفقره، وأن الله قادر على غناه ، قال تعالى: ” وأنكحوا  الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم، إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم”.size=3>

ثالثا: ما المانع أن يعرض الأب ابنته على بعض الصالحين، وما زال هذا  الأمر بفضل الله موجود، وقد جاءني بعض الطيبين يريدون زواج بناتهم من صالحين.size=3>

size=3> 

size=3>

*ما هو دور الفتاة نفسها؟ وما هي الجهود التي يمكن أن تقوم بها وخاصة مع تعنت الأب أو عدم تفاعله في تزويجها؟size=3>

الإسلام قد ضبط الأمور في هذا الجانب، فلا يجوز لها الزواج خارج نطاق الأسرة وبدون إذن وليها، ودورها إنما يتمثل في كلامها للأم والأب وتوسيط الأخوة والأقارب، كالعم والخال.size=3>

إضافة إلى احتكاكها بالداعيات واشتراكها في الفعاليات الدعوية والاجتماعية، والارتباط بالصحبة الصالحة.size=3>

 

size=3>

*عقدت إدارة الدعوة دورة للفتيات المقبلات على الزواج ضمن فعاليات مركز موزة للقرآن والدعوة، فهل هناك بالمقابل دورة للشباب في هذا الجانب؟size=3>

هناك خطط مستقبلية في هذا الجانب فهناك دورة في هذا الخصوص بإذن الله تعالى.size=3>

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!