حوار حول الزواج الميسر

حوار حول الزواج الميسر هناك الكثير من النساء يفضلن زواج المسيار ولكن بتعديل المسمى وقد اتفق مجموعة من مكاتب مشروع الزواج الخيري على تعديل لفظ زواج المسيار إلى زواج الميسر وذلك تقديرا لمكانة المرأة وتغيير النظرة السلبية في المجتمع حول هذا النكاح الذي فيه تيسير ومودة بين الراغبين والراغبات في هذا النوع..

حوار حول الزواج الميسر

هناك الكثير من النساء يفضلن زواج (المسيار) ولكن بتعديل المسمى وقد اتفق مجموعة من مكاتب مشروع الزواج الخيري على تعديل لفظ زواج (المسيار) إلى زواج (الميسَّر) وذلك تقديراً لمكانة المرأة وتغيير النظرة السلبية في المجتمع حول هذا النكاح الذي فيه تيسير ومودة بين الراغبين والراغبات في هذا النوع من الزواج. وحول ذلك يتحدث الشيخ عيدروس بن عقيل السقاف المأذون الشرعي بجدة حيث قال: إن فكرة تغيير لفظ زواج (المسيار) فيه فائدة كبيرة وكم نعاني من هذا اللفظ وخاصة من قبل سيدات الأعمال والطبيبات وسيدات مثقفات، فهناك الكثير من النساء يتصلن على المكتب يرغبن في هذا الزواج ولكن بمجرد سماع لفظ (المسيار) يتضايقن ويغلقن سماعة الهاتف، فأصبحت استعمل معهن أسلوباً بعيداً عن هذا الفظ وقد نجحت في هذا حتى أنني اطلب من المتقدمين من الرجال الابتعاد عن لفظ (المسيار) حتى لا يجدوا الرفض وعدم القبول من قبل النساء، لذا ينبغي أن نحس ونشعر بشعور هذه المرأة التي أعز الله مكانتها في الإسلام ولم يكن هذا الزواج متعة وإنما مودة وتيسير أكرمنا الله به وفيه تحصين للمرأة وللرجل أيضاً، لذا يجب احترامه وتقديره وألا نتجاوز حدوده.size=3>

* هل هناك عروض لراغبات الزواج (الميسّر)size=3>؟
– نعم هناك العديد من الراغبات ما بين بكر وثيب وأرملة ومطلقة سعوديات وغير سعوديات وأعمارهن تتراوح ما بين (25 سنة إلى 45 سنة)، فهناك سيدة الأعمال والطبيبة والمدرسة والموظفة وغيرهن وقد تجاوز عدد الراغبين في الزواج (الميسّر)، هذا العام لدينا أكثر من (9000) رجل و(3000) امرأة وكان أغلب المطلقات يشترطن الزواج من شاب أعزب لم يسبق له الزواج من قبل.

size=3>* ماهي الإغراءات أو المزايا؟size=3>
– مثلاً سيدة أعمال تمتلك فيلا كبيرة وعدداً من السيارات قد طلبت منّا بأن نحسن الاختيار في الجادين وألا نفصح لمن يتقدم عن هذه المزايا حتى لا يدخل على طمع بما لديها. وأخرى عرضت مكافأة مالية قدر راتب المتقدم تماماً فإذا كان راتبه 5000 أعطته مثله حتى ولو عشرة آلاف تعطيه مثله وكذلك هناك أستاذة جامعية تبلغ من العمر 39 سنة تسكن الطائف ترغب في الزواج (الميسّر) وليس (المسيار) عندها منزل ولا تريد مهراً ولا تكاليف وإنما تريد رجلاً يقدر الحياة الزوجية بكل ما تعنيه من مفهوم وقد رشحت لها أحد الأصدقاء ولكنه متردد بسبب المسافة ما بين جدة والطائف، وأذكر هناك مديرة مدرسة ثانوية ترغب في الزواج (الميسّر) وحسب ما يكون الرجل فإذا ارتاحت معه فسوف تكافئه براتب مغرٍ مدى حياتهما الزوجية، وهناك سيدة تعمل طبيبة تمتلك منزلاً وحالها ممتاز ولكن وضعت اختباراً لمن يرغب في الزواج منها بأن يعطيها مبلغ 2000 ريال كمكافأة شهرية، فتردد الكثير من الراغبين وأخيراً جاء رجل ووافق على طلبها وبعد مرور أسبوع على الزواج اتصلت عليه وأخبرني بأن المبلغ أصبح 500 ريال وأنا متأكد بأنها سوف تعوضه على هذا فيما بعد.
size=3>

size=3>* كيف يتم التأكد من مواصفات الراغبات؟size=3>
– المواصفات تتفاوت والكل له نظرة في تحديد الجمال، فهناك من يطلب البيضاء وهناك العكس وآخر يرغبها طويلة وآخر لا يهتم بالبياض وإنما يهتم في بالقامة وهناك من تصف لنا جمالها بالعادي ولكن عندما يذهب لرؤيتها يجدها جميلة جداً فوق العادة واذكر أن رجلاً بعد أن نظر في مواصفات المرأة وكانت قد وصفت نفسها بالجمال والبياض والرشاقة وقد اشتاق إليها هذا الرجل وسافر إليها في المنطقة الشرقية لكنه لم يجدها حسب المواصفات، فلم يتجاوز جمالها 1% فرجع خائب الأمل. وهناك مواصفات محرجة يطلبونها وهي أن تكون عقيماً أو رجل يعرض علينا طلب امرأة توافقه على أطفال الأنابيب والصعب عندما يطلب منّا البحث عن فتاة بمواصفات خاصة.
size=3>

* كيف يتم الاتصال عليكم من قبل الراغبين والراغبات؟size=3>
– هناك نساء يتصلن علينا مباشرة ونضع طلباتهن في القائمة وهناك من تتصل علينا وتبلغنا عن جارتها التي ترغب في الزواج وتخجل من الاتصال، فنقوم بالبحث لها عن نصيب ونحن هنا نتعامل بالرقم ومعاملة سرية تامة.
size=3>

size=3>* هل من إحصائية لطلبات الزواج بأنواعه؟
size=3>
– بالنسبة للراغبين من الرجال فأكثر نسبة الطلبات من المتزوجين ويطلبون (الميسّر) أو رجال متزوجون يطلبون زرجات تحت سن العشرين بكراً أو ثيباً، أما الشباب العزاب فيرغبون في الزواج (الميسّر) حتى ولو كانت كبيرة في السن. أما النساء فيطلبن الستر سواء كان رجلاً متزوجاً أو أرملاً أو مطلقاً أو عزباً وأغلبهن يطلبن زواجاً رسمياً، ثم يأتي (الميسّر).
size=3>


size=3>* الشيخ عيدروس قد يكون هناك دوافع للإقبال على مثل هذا الزواج.. فما هي؟size=3>
– هناك دوافع مختلفة فمثلاً امرأة توفي زوجها وترك لها إرثاً كبيراً وتريد أن تحصن نفسها بوجود رجل يقف معها ويصونها وهناك من ترغب في العيش مع أهلها ولكن تحتاج إلى زوج بالحلال، وهناك من تكون ظروفها صعبة أو لوحدها أو معها أطفال تريد من يساندها في الحياة فترغب في الزواج برجل يفتح لها بيتاً ويصرف عليها. وهناك نساء وصلت أعمارهن بين الثلاثين والأربعين ومازلن أبكارا وذلك لأسباب عائلية غريبة وبعد أن تنجلي ظروفها تبحث عن الزواج (الميسّر) لتستأنف حياتها الطبيعية.
size=3>

* لعل هناك مواقف طريفة واجهتكم.. هل تتذكرونها؟size=3>
size=3>
– هناك امرأة أرملة كانت تتحدث مع زميلي عبر الهاتف في المكتب وأثناء ذلك كنت أنا مشغولاً مع رجل عندي في المكتب نسجل مواصفاته، فسمعته المرأة فقالت لزميلي: أنا أريد هذا الرجل الذي عندكم، فأسألوه هل يقبل بولدي أن يعيش معنا فوافق فكان النصيب.
وفي إحدى المناسبات وأثناء كتابة عقد النكاح، إذ برجل ينظر إليّ بشدة وبعد أن انتهيت من كتابة العقد قام وأقبل علي وأمسك بيدي بشدة وقال: يا شيخ قل لعمي يزوجني، فالتفت إلى عمه (أبو العروسة) وخاطبته وقلت: يا أخي هذا ابن أخيك لماذا لا تزوجه؟ فرد وقال: لم يكلمني، فنظر إلى ابن أخيه وقال: لماذا لم تكلمني من قبل.. فقال: أنا ما عندي مهر، فكيف أكلمك، فوافق عمه وطلب مني أن افتح صفحة جديدة من العقد وزوجته، أي زوجت الأخوين في وقت واحد.
ومن المواقف أن رجلا كان يعمل في مكتب عقار موظفاً وقد وضع عندنا اسمه ورقم هاتفة فجاءتنا امرأة تبحث عن عريس لابنتها الضريرة، وكانت بكراً، فاتصلت على هذا الرجل وأبلغته عنها فوافق عليها متوكلاً على الله وبعد الزواج رأى نعمة الله عليه، حيث إن هذه المرأة من أغنى أهل البلد وقد توفق هذا الرجل وأصبح من أصحاب الملايين بفضل الله ثم بفضل رضائه عن النصيب.
ومن المواقف الغريبة التي تبين طمع الرجال واستغلالهم أسرع حالة طلاق، حيث لم يمكث الزواج 5 دقائق حيث اتصلت المرأة وطلبت مني بألا أزوّد زوجها بعقد النكاح لأنه طلقها، فسألتها عن السبب، فقالت: بعدما خرجنا من المحكمة طلب منها أن يذهبا إلى معرض السيارات كي تشتري له سيارة، فرفضت طلبه، فغضب فقام بتهديدها بالطلاق ثم طلقها.
size=3>


size=3>* هل هناك سقف محدد لمهور ومواصفات راغبات (الميسّر)؟
size=3>
– نحن نسميه (الزواج الميسّر)، لأنه ميسّر فعلاً ولكن هناك من النساء أيضاً من هي استغلالية، فقد اتصلت علينا فتاة تبلغ من العمر 20 سنة (بكر) ترغب في الزواج من رجل في السبعين من العمر تريده زواجاً رسمياً أو ميسّراً حتى إذا كان مطلقاً هي موافقة، المهم أنه يلبي لها طلباتها، وأخرى مطلقة ترغب في الزواج (الميسّر) ولكن بشرط شقة تمليك ونفقة، أما عن المواصفات فهناك العجب، فهناك من تبحث عن طويل القامة، نحيل الجسم، حتى إن فتاة وافقت على شاب ولكن شرطت عليه إنزال وزنه 10 كم وقد نقص وزنه. والغريب أن امرأة مطلقة طلبت مواصفات غريبة وهي البحث عن زوج شيخ يقرأ عليها وقد وجدنا لها العريس.. وكذلك يوجد لدينا نساء غير سعوديات يرغبن في الزواج (الميسّر) وأعمارهن تتراوح ما بين 18 سنة إلى 30 سنة منهن البكر والمطلقة والأرملة وهؤلاء من الجنسيات (اليمنية، المغربية، الباكستانية، الصومالية، المصرية.. وغيرها) ومنهن من عائلات مرموقة.
size=3>

* بما أنك مأذون شرعي.. فكم كان أغلى مهر وأرخص مهر مر بكم؟size=3>
– كان أغلى مهر 500 ألف ريال وهدية قيمتها مليون ريال وفلا بثلاثة ملايين ريال ولم يدم هذا الزواج سوى أشهر بسيطة، حيث كان هناك مؤخر صداق بـ500 ألف ريال، حيث اتصل بي العريس يسأل عن حقها في الصداق قلت له: نعم من حقها، فطلقها بعد أن دفع مؤخر الصداق، أما أقل مهر فكان ريالاً واحدا، وهناك من يبحث عن رجل لا عن مال.. وأذكر أن رجلاً زوّج ابنته لشاب بسيط الحال بمهر ميسّر جداً وأيضاً أسكنه في إحدى الشقق بعمارته مجاناً، فهناك من الرجال الصالحين جزاهم الله خيراً شاب أعرفه تزوج بمائة ألف ومكث أكثر من عشر سنوات يسدد في ديونه.
size=3>

وهنا ينبغي التنبيه على هذه القضية التي استفحلت بشكل غريب وقد تسببت في انحراف بعض الشباب، فأصبحوا على هاوية الضياع والسفر إلى الخارج وسلوك طريق الحرام، فجميعنا مسئولون أمام الله تعالى عن هؤلاء الشباب والشابات وكل بحسب مسؤوليته. size=3>

* هناك فئة من النساء يرفضن حتى الحديث عن هذا النوع من الزواج لماذا؟size=3>
– نحن ولله الحمد في مجتمع له قيمه وعاداته وعقيدته السمحة، فلم تلجأ المرأة إلى هذا النوع من الزواج إلا بسبب ظروف أجبرتها، وهي تنزعج من لفظ (المسيار)، ومن خلال معاصرتي لهؤلاء النساء وجدت بالفعل نساء يرغبن في هذا الزواج، وتطلب زوج دون شرط المبيت والنفقة، فقط يسير عليها في الأسبوع مرتين أو ثلاث وعندما أقول لها تقصدين زواج (المسيار) تغضب على الفور وتغلق السماعة، لذا أخذت في تغيير هذا اللفظ وأصبحت اسميه بالزواج (الميسّر) وكانت هناك ردود فعل ممتازة من قبل النساء والرجال أيضاً.
size=3>

* وماذا عن دور الخاطبات؟size=3>
– الخاطبات يشكلن هاجساً في مكاتب الزواج وبعض الخاطبات أسأنا لمشروع الزواج وقد سقن وراءهن من الضحايا ما الله به عليم، لذا أنصح بالابتعاد عنهن ماعدا الداعيات المعروفات من أهل الصلاح والدين ممن يقمن ندوات ومحاضرات دينية وما سواهن فهن استغلاليات، فلا تجد مكتباً يتعاون معهن ولكن يمارسن معنا أسلوب الشطارة، فتتصل مثلاً الخاطبة (أنا أبي عريس بأي مواصفات كانت..) ونحن لا نعلم أنها خاطبة، فتقوم بالاتصال على الرجل وتخبره بما لديها وتبدأ باللعب معه.
size=3>

* مارأيكم فيمن يغالي في المهور؟size=3>
– المجتمع يعاني من غلاء المهور وجرائم ترتكب بسبب غلاء المهور ونحن أمام قضية اجتماعية أخذت تتوسع بشكل يدق ناقوس الخطر، فهناك الكثير من الشباب من ذوي الدخل البسيط لم يتجاوز راتب أحدهم الـ2000 ريال، فكيف يجمع المهر.
size=3>

أما الشيخ عبدالكريم الغامدي مدير مشروع الزواج بمحافظة جدة فيقول: إن فكرة تغيير لفظ (المسيار) ب(الميسّر) ميسّر ويفتح الأبواب أمام الراغبات وكلمة (مسيار) كلمة دخيلة علينا وفيها إنقاص لمكانة المرأة، لذا يجب علينا أن نلتفت إلى هذا الأمر بحزم وطرد لفظ (المسيار) وتعديله ب(الميسّر) حتى يتناسب مع وضع المرأة الاجتماعي، كما أوصى الشيخ عبدالكريم بالابتعاد عن بعض الخاطبات من ذوي المصالح والاستغلال.
ـــــــــــــ
size=3>

الجزيرة : 16 ذو القعدة 1427 هـ/ 07 ديسمبر 2006 م، العدد 12488باختصار وتصرف.size=3>

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!