‘);
}

يعتبر الوفاء بالوعد من شيم الصادقين المخلصين، والأشخاص الناجحين في حياتهم، بينما إخلاف الوعد ما هو إلّا نزغٌ من النفاق إذا استمر فيه الإنسان فستكتسب شخصيته طابعًا سيئًا، وسيبتعد عنه الآخرون فهو مصدرٌ غير آمن. وقد ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك جليًا في حديثه الشريف عندما قال: “آية المنافق ثلاث، إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان)؛ فإخلاف الوعد هو من صفات المنافقين، وله أبعاد اجتماعية سلبية جدًا إذ أنّه يقلل من الثقة بين الأفراد، وهذا من شأنه أن يقلل الترابط بين أفراد المجتمع الواحد.

قال الأصمعي: “وصف أعربي قومًا فقال: أولئك قومٌ أدبتهم الحكمة، وأحكمتهم التجارب، ولم تغرهم السلامة المنطوية على الهلكة، ورحل عنهم التسويف الذي قطع الناس به مسافة آجالهم، فقالت ألينتهم بالوعد، وانبسطت أيديهم بالإنجاز، فأحسنوا المقال، وشفعوه بالفعال”.

كثيرة هي الحوارات التي تكون بين شخصين أو أكثر عن إخلاف أحدهم لوعد، وتكون بين الأصدقاء، وبين الشركاء، وبين موظف ومديره أيضًا عندما يعدهم بالتغيير وتحسين وضع عملهم وغيرها من الظروف. ولعلّ أكثر إخلاف الوعود تكون بين الشركاء والأصدقاء، والاستمرار في إخلاف الوعد يؤدي إلى نهاية العلاقة بينهم؛ لأنّه لم تعد الأجواء التي تجمعهم هي أجواء الثقة والأمان والاطمئنان؛ بل انقلبت عكس ذلك.