حوار مع الأمين العام لمجلس التعاون

حوار مع الأمين العام لمجلس التعاون يشكل التعاون والتكامل الخليجي المشترك طموحا لكل أفراد وشعوب دول الخليج العربية؛ نظرا لما يشكله من وحدة عربية إقليمية ويمثل استجابة لتطلعات أبناء المنطقة في تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دولهم في جميع الميادين إضافة إلى توثيق الروابط بين شعوبهم في ظل مجموعة التحديا..

حوار مع الأمين العام لمجلس التعاون

يُشكل التعاون والتكامل الخليجي المُشترك طموحاً لكل أفراد وشعوب دول الخليج العربية؛ نظراً لما يُشكله من وحدة عربية إقليمية، ويُمثل استجابة لتطلعات أبناء المنطقة في تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دولهم في جميع الميادين، إضافة إلى توثيق الروابط بين شعوبهم، في ظل مجموعة التحديات التي فرضتها عدد من المُتغيرات والمُستجدات على الساحة الدولية.
وفي هذا الإطار، فإن التعليم قد حظي أيضاً في دول الخليج العربي باهتمام خاص من قادة دول مجلس التعاون، حيث أقر المجلس الأعلى عبر العديد من دوراته الكثير من القرارات التي تُعزز وتدعم وتطور المسيرة التعليمية المشتركة بين دوله، بما يتواكب مع مُتطلبات التنمية واحتياجاتها. ولاشك أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ساهم ويُساهم في تحقيق العديد من التطلعات والرؤى لشعوب هذه المنطقة، حيث تتعزز هذه التطلعات من خلال الأدوار المُختلفة التي يقوم بها، وعبر العديد من اللجان والأجهزة المُتخصصة. وفي هذا الصدد أكد عبد الرحمن بن حمد العطية – الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، على أن قمة مسقط القادمة في دورتها الثامنة والعشرين والتي ستنعقد في السلطنة خلال شهر ديسمبر القادم 2007م، ستمثل نقلة نوعية في مسيرة مجلس التعاون، مُشيراً إلى طموحه في أن يُنجز الكثير من البرامج والمشاريع لتحقيق التكامل والتعاون بين دول المجلس. ولإلقاء المزيد من الضوء على المشاريع التربوية والتعليمية في دول الخليج كان هذا الحوار الصحفي مع عبد الرحمن بن حمد العطية – الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية:
size=3>
size=3>


٭ إنالمُتابع لمسيرة العمل التربوي يلحظ أن التعليم شغل حيزاً كبيراً من اهتمامات القادة، كيف تعبرون عن هذا الاهتمام؟.size=3>
– من المؤكد أن التعليم شغل وسيستمر يشغل حيزاً من اهتمامات قادة دول المجلس – حفظهم الله- ويؤكد هذه الحقيقة صدور العديد من القرارات التي تُعنى بالشأن التعليمي على مستوى القمة. فعلى سبيل المثال:
size=3>
size=3>

في الدورة السادسة للمجلس الأعلى (مسقط 1985م) صدرت قرارات بعضها شملت توجهات عامة مثل تحقيق المبادئ والأساليب الكفيلة بمواءمة التعليم لاحتياجات التنمية، وبعضها في مجالات مُحددة مثل المساواة بين الطلاب في مراحل التعليم العام، والمساواة في مُعاملة الوثائق والشهادات الدراسية.
وفي قمتي الرياض (1999م) والمنامة (2000م) صدرت قرارات بشأن الخطة المُشتركة لتطوير مناهج التعليم العام.
size=3>
size=3>

 وفي قمة مسقط (2001م) تبنى المجلس الأعلى المرئيات التي توصلت إليها الهيئة الاستشارية بشأن التعليم وتطوير المنظومة التعليمية والبحث العلمي والتقني.size=3>size=3>

 وفي قمة الدوحة (2002م) تبنى المجلس الأعلى وثيقة الآراء المُقدمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية – حفظه الله – في الجانب التعليمي، بالإضافة إلى تبني عدد من التوجهات الخاصة بتطوير التعليم. كما كلف المجلس الأعلى في نفس الدورة الأمين العام بإعداد دراسة لبلورة برامج ومشاريع كفيلة بوضع تلك التوجهات موضع التنفيذ.
وفي قمة الكويت (2003م) اعتمد المجلس الأعلى البرامج والمشاريع التي خلصت إليها تلك الدراسة على هيئة وثيقة للتطوير الشامل للتعليم، وأقر المجلس الأعلى في قمة جابر (الرياض 2006م) الخطة الخاصة بتطوير مناهج التربية الإسلامية.
size=3>
size=3>

وكما ترى فإن التعليم يكاد يكون بنداً ثابتاً على جدول أعمال القادة، إدراكاً منهم – حفظهم الله – لأهمية التعليم ودوره في تطوير المُجتمعات ورقيها.size=3>

٭ مشروع تطوير التعليم جاءتنفيذاً لتوجيهات قادة دول المجلس – حفظهم الله – بشأن التطوير الشامل للتعليم في الدول الأعضاء، وتماشياً مع مُقتضيات التنمية وحاجات المجتمعات والأفراد في دول المنطقة..كيف ترون أهمية هذا المشروع في ظل المُتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المُعاصرة؟.size=3>
– جاء مشروع تطوير التعليم، والذي أقره المجلس الأعلى في قمة الكويت (2003م) بعد دراسة مُتأنية من قبل فريق أعضاؤه على مستوى عال من المهنية والخبرة، وأهل باع في التربية والتعليم، حيث شغل أكثرهم مناصب تعليمية رفيعة في بلدانهم. وقد أخذ هؤلاء في الاعتبار عند اقتراح المشاريع التي أتت في نهاية الدراسة كل الأبعاد ذات الصلة والتأثير في العملية التعليمية.
والقارئ للوثيقة يلحظ أنها ومنذ البداية تؤكد على السياق العام لبيئة التعليم، بما في ذلك السياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والإعلامي، إضافة إلى سياق ما تشهده دول المجلس ودول العالم من تطورات مُتسارعة تستدعي سرعة استجابة التعليم وتكيفه معها. وستجدون أن المشاريع والبرامج التي اقترحتها مطلوبة، وتستجيب وبشكل مباشر للتحديات التي تواجهها أنظمة التعليم بدول المجلس.

٭ يُعتبر مكتب التربيةالعربي لدول الخليج نموذجاً فريداً في تكامل العمل التربوي بين الدول الأعضاء، وذلك لكونه مُؤسسة إقليمية تربوية بحثية تطويرية ذات رؤية واضحة، ورسالة مُحددة شاملة، وآلية عمل منهجية علمية. كيف ترون مسيرة العمل التربوي في المنطقة بشكل عام.. وما تم تحقيقه من خلال هذا المكتب العربي الخليجي حتى الآن؟.
size=3>- أوافقكم الرأي في أن مكتب التربية العربي لدول الخليج يمثل أنموذجاً مُتميزاً في تكامل العمل التربوي بين الدول الأعضاء، ونحن نعتبر المكتب امتداداً لمجلس التعاون في مجال التعليم. وفي الحقيقة فإن تنفيذ جميع قرارات العمل التربوي المُشترك التي تصدر عن المجلس الأعلى في مجال التعليم العام مُناط بالمكتب ويعتمد بشكل أساسي على ما يقوم به من جهود.
ومن واقع التواصل المُستمر بين الأمانة العامة والمكتب، نجد أن المكتب يُؤدي دوره بمستوى عالٍ من الكفاءة والفعالية. وفي التقارير التي نعدها للمجلس الأعلى حول القرارات الصادرة عن المجلس، نشيد دوماً بالدور الذي يُسهم به المكتب في تنفيذ تلك القرارات، وللعلم فإن ما يزيد عن 90٪ من البرامج والمشاريع التي ينفذها المكتب حالياً تأتي في إطار تنفيذ قرارات صادرة عن المجلس الأعلى.

size=3>

٭ كما تعلمون بأنه في ظل التطوير الشامل للتعليم شهدت الدول الخليجية ظهورعدة مشاريع وبرامج ومُبادرات تربوية وتعليمية. على سبيل المثال مجالس الأمناء في قطر كنموذج للإدارة المدرسية الحديثة، ومدارس المستقبل في البحرين كوسيلة لتطوير التعليم وربطه بتقنية المعلومات، ومُبادرة السلطنة واعتمادها كبيت خبرة في تدريس مادة المهارات الحياتية وغيرها من البرامج.. كيف ترون تعدد هذه المُبادرات، ومدى إسهامها في تعزيز تعاون العمل التربوي المُشترك؟.size=3>size=3>
– يُعد تطوير التعليم عملية مُستمرة، نتيجة لطبيعته المتغيرة على الدوام، وهذه المشاريع التي تُشيرون إليها في دول المجلس دليل على حيوية نظم التعليم وتفاعلها الإيجابي مع عمليات التغير. أما ما أشرتم إليه بالنسبة للمجلس في دولة قطر، فلعلي أشير إلى مُبادرة أكثر أهمية وتحمل الكثير من المضامين لمُجمل عملية تطوير النظام التعليمي، ألا وهي مُبادرة «المدارس المستقلة»، والتي في تقديري غير مُسبوقة على مُستوى عالمنا العربي في هذه المُبادرة، حيث توفر للمدرسة الكثير من الحرية والصلاحية الكفيلة بإيجاد الدوافع الضرورية للرفع من مستوى الأداء وتطوير التحصيل الدراسي عند الطلاب.
وفي الوقت نفسه توفر للمدرسة الموارد والمصادر الكفيلة بمُساعدتها على تحقيق أهدافها، وفي المقابل هناك معايير بمستويات محددة يتم في ضوئها مقارنة أداء كل مدرسة والحكم عليها ومساءلتها. كما يوجد نظام للتقويم تُعد في نهايته بطاقة أداء خاصة عن كل مدرسة، تُمكن من معرفة أدائها وما وصلت إليه من حيث تحقيق المعايير المرسومة. وفي تقديري أن مثل هذه المبادرة جديرة بالدراسة نظراً لما تطرحه من رؤية جديدة ومختلفة لإدارة التعليم وتنظيمه، آمل أن تكلل بالنجاح.
وبالمثل هناك، وكما أشرتم مُبادرات رائدة في مجال تطوير التعليم في عدد من دول المجلس، لعل من أبرزها، كما سبق أن ذكرنا نظام التعليم الأساسي في سلطنة عُمان، ومدارس المستقبل في مملكة البحرين، ونظام التقويم الشامل للمدرسة في كل من السلطنة والمملكة العربية السعودية، ونظام الاختبارات الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وغير ذلك من المشروعات الرائدة. إضافة إلى ذلك ينفذ مكتب التربية العربي لدول الخليج عدداً من المشاريع التطويرية، نتوقع أن نرى نتائجها قريباً. ولا شك أن مثل هذه المشاريع والمبادرات سيكون لها إسهام واضح في تعزيز مسيرة التطوير والتكامل التربوية.
size=3>
size=3>

*المناهج الدراسية هي عَصب العملية التعليمية، ومن منطلق حرص وزارات التربية والتعليم بدول الخليج العربية، فإنها شهدت تطويراً وتحديثاً مُستمراً ووفق التوجهات التربوية المُعاصرة. معاليكم.. ما أهم الأمور التي رُوعيت في هذه العملية التطويرية خاصة في ظل التطورات العالمية المعاصرة؟.size=3>
– صحيح أن المناهج الدراسية عصب العملية التعليمية. وكل محاولات تطوير التعليم إذا لم تمس المناهج لا بد أن تعد ناقصة. ولعل المُتابع يلحظ أن دول المجلس جميعاً تبنت التطوير المُستمر لمناهجها وكل ما يتصل بتلك المناهج، من مُعلمين وطرق تدريس، وتقنيات تعليم، ومواد دراسية وغيرها.
وفي ضوء التوجهات التربوية المعاصرة، هناك تأكيد خاص على مواد العلوم والرياضيات، باعتبارهما أساس العلم الحديث والتي بناء عليهما يُمكن تحقيق التقدم العلمي والتقني المطلوبين لمواكبة الدول المتقدمة في نهضتها، كما أن هناك تأكيداً على تعلم اللغة الإنجليزية وتقنية الحاسوب، نظراً لأهمية ذلك في التواصل العلمي والحضاري وإثراء التعلم، كذلك هناك اهتمام بالجانب الثقافي وتوسيع مدارك المُتعلمين وبناء قدراتهم في الحوار والتواصل مع الآخرين في جو من الود والتسامح وتقدير الاختلاف في وجهات النظر.
size=3>
size=3>

٭ تواجه دول المجلس – كغيرها من سائر دولالعالم – مجموعة من التحديات التي فرضتها عدد من المتغيرات والمُستجدات على الساحة الدولية، والتي يُمكن اختزالها في العولمة والانفتاح الإعلامي والانفجار المعرفي والمعلوماتي، والتكتلات الاقتصادية والأحادية السياسية والثقافية والإرهاب الدولي… كيف يُمكننا التعامل معها للوصول إلى صيغة مُتوازنة تتيح لنا التعامل معها بما يخدم مصالح دول المجلس ومواطنيها؟.size=3>
– هناك العديد من التحديات التي تفرضها المتغيرات والمستجدات سواء على الساحة المحلية أو الإقليمية أو الدولية. ونحن في مجلس التعاون، ومن خلال مختلف القطاعات والأجهزة نتعامل مع هذه التحديات بما يكفل فاعلية مُواجهتها. فكما تعلم هناك العديد من اللجان الفنية والوزارية والأجهزة المتخصصة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كل منها يعمل جاهداً في مجاله ليكون أهلاً للتحدي.
وكما تعلم لا توجد صيغة واحدة أو جاهزة للتعامل مع كل هذه التحديات، ذلك أن كلاً منها بحاجة إلى تبني الإستراتيجية المناسبة للتفاعل معه. وفي تقديري فإن طبيعة عمل المجلس الدولية والإقليمية في الوقت الذي تزيد من قربه واستشعاره للكثير من هذه التحديات، تجعله في موقع أفضل لمواجهتها والتعامل معها بفاعلية.

٭ لاشك أن البحث العلمي يُشكل أهمية كبيرة في عملية التنمية والتطويرللدول، وتقديراً لجهود الباحثين والعلماء، حرصاً على إيجاد الفرصة والمناخ المناسب للاستفادة من مواهبهم وتنميتها وإثرائها لتكون رافداً قوياً للنهضة التي تشهدها دول المجلس في شتى المجالات التنموية. لو تحدثونا عن جائزة مجلس التعاون للبحوث المُتميزة وأهدافها ومجالاتها وشروطها؟.size=3>
– يحظى البحث العلمي باهتمام قادة دول المجلس – حفظهم الله – وهناك عدة قرارات صدرت عن المجلس في هذا الشأن، كما توجد لجنة للتعاون العلمي والتقني على مستوى المجلس. أما بالنسبة لجائزة مجلس التعاون للبحوث المتميزة، فإن من بين أهدافها تشجيع الباحثين والعلماء من مواطني دول المجلس على تطوير خبراتهم وزيادة إسهامهم في تنمية مجتمعاتهم، والإسهام في دعم عملية التنمية الشاملة من خلال توجيه جهود البحث العلمي لمعالجة القضايا والمشكلات ذات الأولوية والأهمية لدول المجلس.
وتشمل خمسة مجالات علمية هي العلوم الإنسانية، والاجتماعية والاقتصادية، والطبيعية والهندسية، والمعلوماتية والتقنية، والطبية. أما عن شروط الجائزة، فتشمل اتصاف البحث بالجدة والأصالة، والإسهام في خدمة قضايا التنمية، وألا يكون البحث قد سبق أن نال على جائزة. وهذه الشروط موجودة، ويمكن الحصول عليها من الإدارة التعليمية في الأمانة العامة. بل إنني أدعو كل المؤسسات ذات الاهتمام بهذه المجالات إلى الترشيح والمشاركة في هذه الجائزة.

٭ إن إحدى أولويات العمل التربوي في دولالخليج العربية حالياً هي ضبط جودة التعليم من خلال تقويم مُخرجات التعليم، وأداء المُعلمين، وأداء المدرسة كمؤسسة تربوية، ومن هنا تظهر أهمية مفهوم الجودة في التعليم والجوانب والأبعاد المتعددة للنظام التعليمي… ما مدى التطور الذي تم تحقيقه في كافة مؤشرات الجودة في قطاعات التعليم بدول المجلس ؟.size=3>
– حظي موضوع جودة التعليم بالكثير من الاهتمام في القرارات الصادرة عن المجلس الأعلى. وكما أشرنا تبنى المجلس الأعلى في قمة مسقط (2001م) مرئيات الهيئة الاستشارية بشأن التعليم، وتضمنت هذه المرئيات مقترح إنشاء هيئة مشتركة بين دول المجلس لضمان جودة التعليم.ونحن بدورنا في الأمانة العامة قمنا بإعداد دراسة مُوسعة شاركت فيها منظمة اليونسكو عن الاعتماد والتقويم الأكاديمي، ولا نزال نواصل السعي لإنشاء مثل هذه الهيئة على مستوى التعليم العالي على الأقل.
أما على مستوى التعليم العام، فقد تضمن مشروع التطوير الشامل للتعليم برنامجاً لجودة التعليم يتم حالياً تنفيذه من قبل مكتب التربية العربي لدول الخليج. ويتوقع في نهاية هذا البرنامج أن يتم التوصل إلى تصور بإنشاء مؤسسة تعنى بضبط الجودة في مجال التعليم العام.
أما على مستوى كل دولة، فهناك جهود حثيثة في هذا الجانب، ففي سلطنة عُمان هناك مشروع تقويم الأداء المدرسي، والذي بدأ تطبيقه منذ ما يزيد على أربع سنوات، وتم إنشاء دائرة تقويم الأداء المدرسي في الوزارة لتشرف على تنفيذ المشروع. وفي دولة قطر يوجد التقويم الشامل للمدرسة، حيث يقوم المجلس الأعلى للتعليم بتطوير مجموعة من الاختبارات الوطنية في اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات، ومجموعة من الاستبانات التقويمية على المدارس بغرض تقويمها والتعرف على أدائها. وقد شرعت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين في تنفيذ مشاريع طموحة للاختبارات الوطنية، الغرض منها تقويم أداء التعليم وضبط مستوى جودته.
وفي المملكة العربية السعودية يوجد برنامج موسع منذ ما يزيد عن خمس سنوات للتقويم الشامل للمدرسة، يشرف عليه جهاز مُتفرغ على مستوى الوزارة وإدارات التعليم بكل منطقة. ومع أن الوقت مُبكر للحكم على نجاح هذه البرامج، إلا أن تحقق الجودة المدرسية – في تقديرنا – يصعب الحصول عليه دون توفر مستوى مُناسب من الاستقلالية. أي بمعنى آخر قد تسعى هذه البرامج لتقويم أداء المدارس والتعرف على مُستوى جودتها، لكنه ستصعب عليها المساءلة الموضوعية للمدرسة إذا لم تتمتع المدرسة بمستوى من الاستقلالية في القرارات والصلاحيات الخاصة بها.
ومن المؤكد أن تأثير هذه المشاريع -على المدى البعيد- سيكون إيجابياً من حيث إبراز الحاجة إلى إعادة التفكير في طريقة تنظيم التعليم وإدارته على النحو الذي يوفر الحوافز الذاتية لتطوره، وإنني على ثقة في أن الدعم والاهتمام الذي تحظى به هذه المشاريع من قبل المسؤولين سيكون عوناً لها في تحقيق أهدافها.

٭ يُشكل التعاون بين دول الخليج العربية ومختلف المُنظمات والهيئاتالدولية والمعنية بالتربية والثقافة والعلوم أهمية كبيرة، كان من أهم نتائجها تقديم خدمات تربوية وفكرية وعلمية، وذلك في إطار أهداف الدول الأعضاء وأولوياتها.. نسأل بحكم رئاستكم للأمانة العامة للمجلس.. عن أهم أهدافكم وتطلعاتكم المستقبلية في هذا الجانب؟.size=3>
– ننظر إلى التعاون مع المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية بالكثير من الاهتمام، نظراً لما يمكن أن يُسفر عنه مثل هذا التعاون من دعم لعمل المجلس. لكن مشاركة الأمانة العامة في فعاليات بعض المنظمات المعنية بالتربية والثقافة والعلوم مثل اليكسو واليونسكو في الوقت الراهن لا تزال محدودة، كوننا نعتمد في التعاون معها -بحكم تركيزها على التعليم العام- على ما يقوم به مكتب التربية العربي لدول الخليج من جهود في هذا الجانب.

٭ إن التكامل بين أجهزة الإعلام وأجهزةالتعليم بدول المجلس يشهد تطورات مُتلاحقة من خلال تحقيق التكامل بينهما، وفتح قنوات للتعاون بينهما، للاستفادة من مُخرجات التعليم فيها لخدمة الخطط والبرامج الاتصالية والإعلامية.. الأمر الذي انعكس بدوره على جهود الإعلام التربوي.. كيف ترون هذه الأدوار في ظل الثورة المعلوماتية والاتصالية الهائلة؟.size=3>
– التكامل بين التربية والإعلام مهم لكليهما، وإن كان للتربية أهم. وفي عصر الانفتاح الإعلامي وثورة الاتصال والمعلومات، يصبح التكامل الإيجابي أمراً مطلوباً. وهناك العديد من البرامج التي سبق وأن نفذت على مستوى التعليم العام بالتعاون مع مؤسسة الخليج للإنتاج البرامجي المشترك، ومكتب التربية العربي لدول الخليج، إضافة إلى ما تنفذه وزارات التربية والتعليم من برامج على مستوى كل دولة، وما يقام من ندوات ومؤتمرات في هذا الجانب، لعل أبرزها مؤتمر «ماذا يريد التربويون من الإعلاميين» الذي سبق وأن أقيم عدة مرات من قبل مكتب التربية العربي لدول الخليج. كذلك وضمن مشروع التطوير الشامل للتعليم، هناك برنامج عرض في قمة جابر(الرياض 2006م) لإنشاء مركز إعلامي في جامعة البحرين ضمن مجموعة برامج تعليمية يجري العمل على تسكينها في جامعات دول المجلس، ولا ريب أننا لا نزال في أمس الحاجة إلى سد الثغرات الموجودة بين الإعلام والتربية.

٭ بحكم رئاستكم الحالية للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.. وترشيحكم من قِبل قادة دول المجلس -حفظهم الله- لترؤس الفترة القادمة بإذن الله. نسأل عن أهم طموحاتكم الحالية والمُستقبلية وذلك على مستوى العمل الخليجي المُشترك؟.size=3>
– بالنسبة لطموحاتنا الحالية والمستقبلية على مستوى العمل الخليجي المشترك كثيرة ومُتعددة، إلا أنه يمكن إيجازها من ناحية عامة في القول: بأن تحقق الأهداف والغايات التي بُني عليها نظام المجلس يُمثل طموحنا الحالي والمستقبلي، أما من ناحية خاصة فإنني أتطلع كما يتطلع أبناء دول هذا المجلس، إلى أن تُكلل مُبادرات المجلس في مجال السوق المشتركة، والاتحاد النقدي، والاتحاد الجمركي وغيرها من مجالات التكامل بالتحقق الكامل في القريب العاجل.

ــــــــــــــــــــ

size=3>size=3>

جريدة عمان 10 مارس 2007م، باختصار.size=3>

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!