حوار مع الشيخ د.محمود الشنقيطي

حوار مع الشيخ دمحمود الشنقيطي محمود بن محمد بن المختار الشنقيطي من مواليد المدينة ونشأ و درس حتى الجامعة في المدينة النبوية وعمل في التدريس أولا في وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية وبعد ذلك انتقل إلى العمل في قطاع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والدعوة و الإرشاد فعمل داعية في مركز..

حوار مع الشيخ د.محمود الشنقيطي

محمود بن محمد بن المختار الشنقيطي، من مواليد المدينة ونشأ و درس حتى الجامعة في المدينة النبوية ، وعمل في التدريس أولا في وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية وبعد ذلك انتقل إلى العمل في قطاع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والدعوة و الإرشاد فعمل داعية في مركز الدعوة في المدينة ثم انتقل إلى مركز الدعوة في مكة والآن يعمل في مركز الدعوة في مكة منذ عشر سنوات تقريبا وعضو في لجنة التوعية الإسلامية في الحج والعمرة.size=3>size=3>size=3>

التقينا به أثناء زيارته لقطر ضمن برنامج رمضان 1430هـ الدعوي، وكان معه الحوار التالي:size=3>size=3>size=3>

*بما أنك من أهل المدينة نود أن تحدثنا عن بعض المواقف التي مرت بك في المدينة، مواقف مع العلماء، أو بعض المواقف التي يحتاج المسلمون لتذكرهم بها….؟size=3>size=3>

حقيقة أشكر لإدارة الشبكة الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف في قطر إتاحتها لي هذه الفرصة التي تستضيفني فيها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر فأشكرهم على هذا الاهتمام لأخذ ما عند الدعاة والمشايخ من العلم واغتنام الفرص في الاستفادة منهم ما أمكن.size=3>size=3>size=3>

المدينة فيها كثير من الذكريات التي عشنها مع أهل العلم والحمد لله، بدأت طلب العلم على نوعين من المشايخ، مشايخ المسجد النبوي وأدركت فيمن  أدركت الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله تعالى ، حضرت دروسه في المسجد النبوي، وكان يخصني في البيت وفي المزرعة في بعض الدروس والرحلات، وكان عنده مزرعة في وادي العقيق المبارك وكان يأخذ طلاب العلم إلى هناك فيطعمهم ويعلمهم نسأل الله تعالى أن يرحمه رحمة واسعة.size=3>size=3>size=3>

من المواقف التي لمستها ووقفت عليها وشاهدتها من الشيخ قوته في القضاء عندي قريب لي كان مبتلى بالمخدرات وببعض المنكرات وكان معه ابنة خال لي وكانت مستمرة معه ولكن والدي ما أراد أن تستمر معه وأراد أن يفصله وأن يطلقها منه، فذهب إلى الشيخ عطية وأول ما فاتحه وسلم عليه، وكان والدي من جلساء محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان وتربطنا به نسب ومصاهرة وأخي وأختي ربائب الشيخ محمد الأمين الشنقيطي تربوا عنده في بيته بعدما طلق والدي أمهم وتزوجها الشيخ الأمين وتوفي وهي عنده رحمه الله ، الشاهد أن الوالد ذهب للشيخ متحمساً وقال للشيخ هذا الرجل يستعمل المخدرات ومعه ابنة عمنا وكذا وكذا فقاطعه الشيخ وقال له اشتكت لك المرأة قال ما اشتكت، قال ما دام أنها ما اشتكت “ما لك صلاحية روح شف شغلك”، ورجع الوالد ، ثم ما إن مرت أشهر حتى تاب هذا الرجل واستقرت الأسرة، وكانت هذه من الحكم التي لمستها من الشيخ.size=3>size=3>size=3>

ودرست على الشيخ عبد الله محمد الغنيمان ما زال موجوداً ، كان بالمدينة والآن رجع إلى بلده القصيم، درسنا وحضرنا دروس الشيخ أبو بكر الجزائري والشيخ عمر فلاته وكان يدرس في الروضة وكان حريصا على مكانه في الروضة حتى مع ازدحام الناس حتى كانت الجهات الرسمية تتضايق منه وتحاول إقناعه بتغيير مكانه فكان يقول روضة من رياض الجنة لا أستبدلها ما عشت فتركوه حتى توفي رحمه الله. size=3>size=3>size=3>

النوع الثاني من العلماء مشايخ الشناقطة في المدينة ومن أشهرهم الشيخ سيد أحمد بن الشيخ المعلوم الأنصاري أدركناه ، أول شيء درست عليه في الأجرومية ومبادئ في الفقه المالكي وتوفي تقريبا عام 1403هـ، وممن أدركنا من العلماء الشيخ أحمدو بن الشيخ محمد حامد الحسني توفي منذ 3 سنوات تقريبا وكان موسوعة متحركة ، ولي مقال نشر بمجلة البيان بعنوان: “لماذا الشناقطة يحفظون” بنيته على ما شاهدته من حفظ هذا الرجل، كان يملي بدون مبالغة أشهر من حفظه لجميع العلوم الشرعية، ومما شاهدته عنه تجافيه عن الدنيا وعن بذل العلم للدنيا ولحظوظ الدنيا بل كان يبذله لله بدون أي حظ أو طمع وبدون أن ينال شيئاً في الدنيا سواء عرف الطالب أو لم يعرفه ، من الأشياء التي شاهدتها في حياته كان يواصل الصيام وهذا مذهب لبعض العلماء ومأثور عن بعض الصحابة كعائشة وغيرها، أما صيام يوم وإفطار يوم فهذه كانت عادته منذ أن عرفته، قدم إلى المدينة عام 1402هـ تقريبا ، وتوفي عام 1423هـ، جلس قرابة 20 سنة وهو يفطر يوما ويصوم يوما، وأحيانا كان يواصل الصيام في فترة الشتاء.size=3>size=3>size=3>

* نود أن تحدثنا عن الدروس التي أدركتها، ما الموجود منها حاليا في المدينة؟size=3>size=3>

هذا سؤال يفيد القارئ ، موجود الشيخ محمد الإغاثة عضو في لجنة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف، وهو يبذل العلم في بيته، وكذلك الشيخ محمد عمر ، والشيخ عبد الله بن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي له دروس في المسجد النبوي، والشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي له درس في المسجد النبوي، وابن  الشيخ الأمين الثاني ،  والشيخ مختار،size=3>size=3>size=3>

وكذلك بعض الجماعة سهل الوصول إليهم لو جاء طالب العلم إلى المدينة وسأل عنهم لوصل إليهم.size=3>size=3>size=3>

* نرغب أن تحدثنا عن بعض المواقف التي رأيتها في المسجد النبوي وترى أن في ذكرها فائدة؟size=3>size=3>

من المواقف التي أدركتها، أدركت الشيخ عبد الله الخربوش إمام المسجد النبوي توفي قبل ما يقارب 20 سنة، كان عنده سند عالي ومتصل بالإمام البخاري، من المواقف التي رأيتها اهتمامه بالمسجد النبوي وأنه لا يدرس فيه إلا من كان أهلا له، وأذكر أني لما كنت صغيرا وكان المجال مفتوحا، جاء أحد الأعراب يوما بعد صلاة الفجر ونحن ننتظر الإشراق وأنا كنت مشغولا بدرس خاص عند أحد المشايخ في المسجد النبوي قريبا من الروضة، فإذا بجلبة وأصوات الشرط في المسجد وقد قبضوا على الرجل من الأعراب، فلما سمعت الصوت ذهبت إلى الرجل ومعه كتاب يريد أن يدرس، فقال تمنعوني من التدريس وأخذه الحرس، والشيخ الخربوش كان قد انتهى من درسه بعد الفجر، وقالوا له تعال وكلم هذا الرجل إمام الحرم، فذهبت معهم، فقال للشيخ الخربوش أنا أردت أن أدرس في المسجد النبوي فمنعني الشرطة، فقال له الشيخ عبد الله ماذا تدرس؟ قال أدرس البخاري، فقال الشيخ الخربوش وما الحديث الذي أردت اليوم أن تدرسه؟ قال أردت أن أدرس بأن من علامة المنافق ثلاث: إذا حَدَثَ كذب ” بتخفيف الدال” ، فضحك الشيخ الخربوش ووضع يده على فمه، وقال له وما علاقة الحدث ونقض الوضوء بالكذب، فقرأ الآية على الشيخ عبد الله ” ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه…”  فقال مثلك لا أعدل منه إذا منعت من التدريس في المسجد النبوي. size=3>size=3>size=3>

ومن المواقف التربوية أن أهل المدينة إلى عهد قريب كانوا أهل شفقة ورحمة بالغريب وبالمصلي فهذا يتفقد حاله وفقره فيتصدق عليه وهذا يتفقد جهله فيعلمه وهذا يبش ويهش، كانت الفنادق قليلة في المدينة فأدركنا الناس يتسابقون إلى محطات الباصات ويأخذون شنط الحجيج كل يريد أن يظفر بالزائر إلى بيته هذا أدركناه قبل ما يقارب 35 سنة ، المسجد النبوي كان في الحقيقة بيتنا ، كنا ونحن صغارا مسموح لنا الأكل بالمسجد النبوي فكان الوالد يوم الجمعة يأخذنا ويأخذ معنا الأكل إلى المسجد النبوي بعد صلاة الجمعة ونجلس حتى نصلي العصر، ثم بعد صلاة العصر أو المغرب نرجع إلى المنزل، كان الناس يربطون أبنائهم بالمسجد النبوي، فأول ما يفتح الابن عينيه على المسجد النبوي وعلى من فيه من العلم ومن الخير ومن القراءة ومن الذكر فيعظم الله في نفسه ويحب النبي صلى الله عليه وسلم.size=3>size=3>size=3>

* هل شاهدت موقفا من بعض الزائرين ما زلت تذكره؟size=3>size=3>

المواقف كثيرة لو أراد الواحد منا وأنا بحكم عملي في التوعية والحج والعمرة والزيارة أدركت كثيرا من المواقف منها:size=3>size=3>size=3>

1-رجل حاج من الهند صليت بجواره وسلمت عليه وهشيت في وجهه وكان بجواري أخ يترجم فقلت له سلم لي على هذا الحاج وقل له أنا أهنئك على مجيئك إلى الحج، فقال له: بل أشكر الله على هذه النعمة التي كلفتني كثيرا، فقلت له ماذا كلفتك، قال يا أخي أنا منذ عشر سنوات وأنا أجمع تذكرة الحج وبعت دكاني والبقرة التي عندي أحلبها لعيالي بعتها واستسمحت منهم وتسلفت وتدينت حتى أستطيع أن أؤدي فريضة الله عز وجل عليّ وهي الحج، مثل هذا تظن أن الله لا يستجيب دعاه، هذا الأشعث الأغبر الذي يمد يديه إلى السماء، هذا الرجل الذي باع بقرته ودكانه واستدان وترك عياله وجاء ليحج.size=3>size=3>size=3>

2- تعظيم مكانة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة من الحجاج، أذكر رجلا كان مبتلى بالطرق الصوفية جاء إلى المدينة كنت أجلس معه في المسجد النبوي بحكم عملي في التوعية وكنت  أكلمه، وكان يجادلني وهو عالم من علماء الصوفية وعلى الطريقة التيجانية، وهذه الطريقة عندها معتقدات خطيرة، فهم يعتقدون في الشيخ أنه ينفع ويضر من دون الله تعالى، ويعتقدون أن صلاة الفاتح هي أفضل من ستين ختمة من القرآن، يعني أفضل من كلام الله تعالى، شيء خطير جدا، فالشاهد كنت أناقشة وأكلمه  وأتيت له ببعض الكتيبات، وفي أثناء كلامي له ومناقشتي له قلت له يا أخي أنت الآن أتيت إلى المسجد النبوي لتزور المسجد النبوي ألا يغير شيء وجود النبي في المسجد وقربك منه اعتقادك أن هناك شيخ غير هذا الشيخ غير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم غير هذا النبي، ألا يزري هذا بمقام النبوة، أليس في هذا عدم تعظيم لمقام النبي صلى الله عليه وسلم، تأتي إلى المسجد النبوي وتعتقد أن هناك شيخ يستحق أن تتلمذ عليه إلا هذا الرسول الذي أوتي الوحي صلوات الله وسلامه عليه، فتركته وفي اليوم الثاني ناداني وقال لي كنت البارحة أفكر في كلمتك هذه وأشهد الله أني  تبت، ومن تمام زيارتي أن أخلع كل طريق وكل شيخ إلا طريق النبي صلى الله عليه وسلم، ما أحب أن أرجع بعد زيارتي لهذا النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد عاهدته أن لا أعتقد شيخا ولا طريقا،  يكفيني طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهدت منه هذه التوبة والتي أرجوا أن تكون نصوحا وأن يتقبلها الله عز وجل.size=3>size=3>size=3>

*ذكرت قصة الهندي وجمعه للمال، ماذا تقول لمن هو في بلاد الخليج مثلا ويذهب بدون تأشيرة والأمور يسيرة، وهو في الثلاثين أو الأربعين ولم يحج أو يعتمر بعد؟size=3>size=3>

والله هذا على خطر ومحروم، وعلى خطر من أن يخرجه ذلك ويؤدي به إلى الكفر بالله والعياذ بالله، فإنه يؤثر عن أمير المؤمنين الفاروق رضي الله عنه وأرضاه أنه كان يأمر أمراءه في البلدان في خلافته أن يضربوا الجزية على من وجد جدة من المال ولم يحج أن يضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين. الله عز وجل لما أمر بالحج في آية آل عمران” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا” قال بعدها” ومن كفر فإن الله غني عن العالمين” والله على خطر،  أنا أوجه عبر هذا المنبر إلى كل من يسمعني ولكل داعية عنده بعض المصلين في الخليج وفي دول العالم الإسلامي، أغنياء المسلمين من وجد استطاعة، والموظفين والموظفات، كل من استطاع أن يدبر ويرتب موضوع الحج، وأن لا يؤخره ولأن الحج فضله عظيم يكفي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم” من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ” الله أكبر الحج هذا الذي يجمع كثيرا من العبادات لا تجتمع أركان العبادات مثلما تجتمع في الحج، الصيام في الحج من لم يستطع الفدية بالحج فعليه صيام، كذلك الصلاة في الحج كذلك النفقة في الحج يشتري تذكرة وأن ينزل فندقاً ويدفع رسوماً، كذلك تعب الأبدان كذلك الدعاء في الحج، كذلك حب الله، وإكرام المسلمين في الحج، انظر هذه العبادات كلها، التعّلم والتعليم وبذل العلم والدعوة إلى الله تعالى أيضا في الحج، حينما يخرج في حملته ويعلم الجاهل ويذكر الناس وهكذا، الشاهد أن الحج فضله عظيم و محروم من حرمه الله عز وجل من الحج وهو يستطيع.size=3>size=3>size=3>

* ننتقل إلى مكة بعد المدينة، ما هي المواقف التي عالقة في الذهن مرت بك في مكة وأنت بجوار البيت العتيق وترى أن في ذكرها فائدة؟size=3>size=3>

من المواقف التربوية العبّاد حول الكعبة وفي البيت الحرام، مكة فيها من العباد من يستحق أن يُذكر ويقتدي به الناس ، أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمة مباركة وأمة مرحومة، من المواقف التي عشتها:size=3>size=3>size=3>

1- رجل عابد يسكن في ناحية المسجد الحرام …عبادته طول اليوم والليل لا تكاد تنظر في المطاف إلا وتجده يطوف، عنده جَلَدَ  على الطواف عجيب وغريب لا أبالغ إن قلت أنه يطوف أكثر من 15 ساعة في اليوم طبعا متفرقة يطوف في الصباح كذا ساعة ويطوف بعد العصر كذا ساعة ويطوف بين المغرب دائما إلى العشاء ، وبعد العشاء يتنفل ويصلي ثم يطوف، دلني عليه أحد الإخوة وقال لي انظر هذا الرجل وراقبه، دائما يقول ألاحظه في الطواف، بعد أيام بحكم عملي كنت أجي وأختلس النظر وأحاول  أن  أراقبه من بعيد، هو رجل من اليمن جئت إليه وسلمت عليه وتعرفت عليه وطلبت منه إن كان له حاجة أو كذا، إذا به منقطع وقال أنا اشتريت إقامة وأريد أن أتعبّد ما بقي من عمري وما استطعت في هذا المسجد الحرام، قلت أين بيتك قال بيتي المسجد الحرام، قلت يمنعونك من النوم وقد تحتاج ، قال يكفي نوم الجالس، قلت له سبحان الله، أستغرب كيف يستغني واحد عن النوم، ويقول: ما تبقى من عمري لا يتحمل أن أذهب وآخذ غرفة وسكن وأنام فيه، ولما ناقشته فإذا به صاحب سنة وصاحب عبادة، فصغرت  إليّ نفسي.size=3>size=3>size=3>

2- من المواقف شاب مدرس عرفته ويسكن بجواري ، عنده عبادة تربوية عجيبة عبادة الاعتكاف، يعتكف منذ أن يخرج من عمله يوم الأربعاء نهاية الأسبوع، يخرج من المدرسة ظهر الأربعاء إلى المسجد الحرام فيدخل في معتكفه إلى فجر السبت، يخرج فجر السبت إلى بيته ومن ثم إلى عمله ثم بعد ذلك يرجع إلى عياله بقية الأسبوع، كلمته في ذلك، قال أرتب أغراض أهلي وأولادي طول الأسبوع وأستأذن منهم في أن أجعل هذه الثلاثة الأيام لله عز وجل فأدخل في ظهر الأربعاء ولا أخرج إلا بعد فجر السبت، هذه من المواقف التربوية التي شاهدتها، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا للعمل الصالح.size=3>size=3>size=3>

* أذكر لنا بعض العلماء والدعاة الذين عايشتهم وعاصرتهم في المسجد الحرام؟size=3>size=3>

أعرف والحمد لله الكثير من أهل العلم والدعاة في مكة المكرمة، لكن من العلماء الذين ارتحلوا (عليهم رحمة الله) الشيخ علي الهندي، وهو من أهل نجد، والهندي الظاهر أنها نسبة إلى جد له، وهو من علماء المسجد الحرام، ودرّس فيها الكتب الستة ، من فقهاء الحنابلة له مؤلف في الفقه له شرح وله كتاب في أصول مذهب الإمام أحمد وتاريخ ورجال مذهب الإمام أحمد، فجئته وأنا تقريبا في الثاني ثانوي من عمري، كنت قادما من المدينة مع الطلاب في المدرسة فجئت إليه وسألته وقلت يا شيخ أنا طفت وأديت العمرة، هل هناك مواضع وأماكن يزورها الواحد بعد العمرة؟ نهرني وغضب ورفع صوته وقال لي يا بني ما عندنا إلا هذا البيت ومد إصبعه إلى البيت الحرام، فأثرت هذه الكلمة في نفسي وأثر في نفسي ما أشاهده وألاحظه من إخواني الحجيج حينما يأتون فترة أيام قلائل ويذهبون  ويتتبعون غار حراء والمواطن والمساجد والأماكن الأثرية والآثار والبيت الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ويذهبون إلى الطعوس و إلى الوديان والجبال ويتركون بيت الله عز وجل ، هذا البيت الذي أخبر عز وجل أن فيه آيات بينات، هذا البيت الذي فيه الحجر الأسود والركن اليماني والملتزم، تُحط الأوزار عندها حطا وتقال العثرات وترفع الدرجات وتمحى السيئات، هذا البيت الذي هو قبلة المسلمين هذا البيت الذي لا ينبغي الالتفات عنه، النظر إليه عبادة والصلاة إليه وفيه عبادة، أنا  أتعجب من الحاج كيف يفوته كل لحظة فما بين صلاة وقراءة قرآن  وطواف وعمرة وإحسان إلى أهل المسجد الحرام والحجيج والرفق بالحجيج وحسن الخلق هذه عبادته فلا ينبغي أن يصرفها عنه صارف.size=3>size=3>size=3>

محمد بن المختار الشنقيطي.size=3>size=3>size=3>

* من خلال زيارتك لقطر هل هي أول زيارة؟ وكيف انطباعك عن قطر، ونصيحتك لطلبة العلم هنا في قطر، بماذا توجههم؟size=3>size=3>

هذه الزيارة الرسمية الأولى لقطر، وحقيقة هذه الأنشطة سرتني التي أشاهدها ما كنت أظن هذه الأنشطة بهذا  الكم في بلد كقطر، أثلج صدري ما رأيت من اهتمام المسؤولين والقائمين على الوزارة وعلى مكتب الدعوة خاصة من هذه الأنشطة المتنوعة التي استفاد منها الشباب والصغار والأسر، أنشطة متنوعة تصل إلى كل إنسان، تصل إلى العمالة غير العرب والجاليات” عندي تحفظ على كلمة الجاليات” كنت أسمع الشيخ محمد سالم عبد الودود العلامة رحمة الله تعالى الذي  توفي قريبا كان يقول كلمة الجاليات لا تطلق إلا على غير المسلمين في المجتمع المسلم، تقول الجالية اليهودية والجالية النصرانية و الجالية البوذية، الجالية كذا، أما المسلم فلا، فكلمته وقلت له يا شيخ من أين أخذت هذا فقال من قوله تعالى في سورة الحشر” ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء…”size=3>size=3>size=3>

فالشاهد أن الأنشطة وصلت إلى غير أهل البلد من المسلمين ، وانتشرت الخيام الرمضانية، البرامج المتلفزة ما شاء الله في قناة قطر وكذلك في صوت الخليج والإذاعات الأخرى، استضافة الدعاة والعلماء من مختلف البلدان هذا يدل على تنوع المشارب في الدعوة وهذه حقيقة ميزة أشكرها للقائمين على الدعوة هنا في قطر، تنوع المشارب والموارد من السودان ومن مصر ومن السعودية ومن المغرب العربي ومن مختلف البلدان فيسمع المسلم في المسجد بيانات ويسمع كلمات من مختلف الأشربة والمشارب فيتنور ويكون عنده ثقافة الغير وأسلوب الغير و يستفيد من  الأسلوب والطرح المختلف بخلاف لو أتينا بنوعية واحدة من الدعاة، كذلك مما لفت نظري دعم المشاريع الخيرية في قطر، حقيقة هذا يُذكر ويشكر للقائمين على الدعوة والمشاريع الخيرية والجمعيات الخيرية نشطة وأهل الخير يبذلون، نسأل الله عز وجل أن يحفظ قطر وأن يحفظ الإسلام في قطر والمسلمين وأن يجزي القائمين على الدعوة خيرا في دولتنا الشقيقة قطر.size=3>size=3>size=3>

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!