حوار مع المهندي حول مشروع “إعفاف”

حوار مع المهندي حول مشروع إعفافتستعد مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية راف خلال الأيام القليلة القادمة للبدء في تنفيذ مشروع إعفاف3 الذي يستهدف مساعدة المزيد من الشباب القطري على الزواج من خلال تقديم مساعدات مالية وتنظيم دورات تأهيلية تربوية وشرعية واقتصادية ونفسية تقدمها مجموعة من الخبراء..

حوار مع المهندي حول مشروع "إعفاف"

 تستعد مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية “راف” خلال الأيام القليلة القادمة للبدء في تنفيذ مشروع “إعفاف3” الذي يستهدف مساعدة المزيد من الشباب القطري على الزواج من خلال تقديم مساعدات مالية وتنظيم دورات تأهيلية تربوية وشرعية واقتصادية ونفسية تقدمها مجموعة من الخبراء والمختصين.
وكانت مؤسسة راف قد اختتمت فعاليات مشروع ” إعفاف2″ قبل نحو شهرين، حيث استفاد منه 338 شابا وفتاة، فيما استفاد من مشروع ” إعفاف1″ حوالي 600 شاب وفتاة، وتسعى المؤسسة لمساعدة 1000 شاب و1000 فتاة على الزواج ممن لم يسبق لهم الزواج من قبل.

وحول مشروع إعفاف ننقل الحوار الذي دار مع السيد علي بن راشد المحري المهندي مدير إدارة المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ورئيس المجلس التنفيذي بمؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية فرع الخور، حيث أكد أنه ليس بغريب أن يهتم الإسلام بالأسرة المسلمة، فهي نواة المجتمع الإسلامي، مبينا أن جهود المجتمع كلها ينبغي أن تنصب في دعم الأسرة، والحفاظ عليها، وتقويتها، من خلال تشجيع الشباب على الزواج، وإعانتهم على ذلك، إعفافا لأنفسهم أولا، ومساهمة في الحفاظ على النسيج الاجتماعي المستقر الآمن ثانيا، ودعم مبادرات مؤسسات المجتمع المدني الخاصة بهذا المجال الحيوي.

.. بداية ماذا تمثل الأسرة بالنسبة لعامة الناس؟ وماذا تمثل بالنسبة للمسلم على وجه التحديد؟
size=3>
size=3>— بداية أشكر لكم هذه الاستضافة الكريمة ومن خلالكم أتوجه بجزيل الشكر ووافر التقدير إلى القائمين على مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية راف على ما بذلوه من جهد مبارك تجاه المجتمع القطري، وذلك من خلال المشروع المجتمعي الرائد (مشروع إعفاف)، والذي شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية تخريج دفعته الثانية، فجزاهم الله خيرا وبارك جهودهم.
لاشك أن الزواج هو سنة من سنن الله في الخلق لضمان النسل واستمرارية الحياة البشرية، وإذا كان الأمر في حق الناس فطرة، فهو في حق المسلم فطرة وواجب، هو فطرة لأنه يشترك مع الناس في أصل الخلق، وهو واجب لأن المسلم صاحب رسالة، رسالة التوحيد، فهو دائم السعي لتكثير سوادها وتعظيم أبنائها ودعاتها، ثم هو يحب أن يترك عقبا من بعده يوحد الله تعالى ويعبده، ولذلك نرى أن من أعظم الأبواب التي يمكن من خلالها خدمة المسلمين هو المساهمة في تزويج الشباب وتشجيعهم على ذلك وتوفير السبل الكفيلة بتيسير أمر الزواج لما في ذلك من سد لأبواب الشر كثيرة ، وفتح لأبواب الخير والصلاح وهي أيضا كثيرة.

جيل ربانيsize=3>
.. ما الوصف الحقيقي لمفهوم (الزواج )؟ وهل يشكل عدم استيعابه تحديا حقيقيا لكيان الأسرة؟size=3>

— المسلم كما ذكرنا مطالب بتأسيس أسرة قوامها المودة والرحمة والاحترام المتبادل، وهذا لا يتم إلا عن طريق الزواج، ولذلك فإن الزواج هو بداية لمشروع طويل يبدأ باختيار الزوجة الصالحة والزوج الصالح وينتهي بإخراج جيل من الربانيين الذين يحملون مشعل التوحيد والبناء والنماء للوطن وللأمة بأسرها.
فنحن في حاجة إلى تغيير نظرتنا لحقيقة الزواج، من كونه مجرد حاجة فطرية إلى اعتباره (مشروع حياة) بل و (مشروع آخرة) أيضا، نترك من خلاله بصماتنا الخيرة، لعل الله أن ينفعنا بذلك في العاجل والآجل.
لذا فإن أكبر تحد يواجه مؤسسة الأسرة هو أصل النظر إليها ومعرفة حقيقتها والمقصد من إنشائها، فإن تغيرت نظرتنا لتشمل هذا البعد الأرحب والأوسع لمفهوم الأسرة ومن خلاله مفهوم الزواج، فحتما سنتغلب على غيره من التحديات.

تكوين أسرة
size=3>.. نشاهد في المجتمع الإسلامي أشكالا كثيرة من العمل الخيري (كفالة أيتام بناء مساجد حفر آبار،….) فهل لـ (تكوين أسرة) نصيب من العمل الخيري التكافلي؟ وماذا عن المساهمة المادية في إعفاف شباب الأمة ليكونوا أسراً مستقرة؟
size=3>
size=3>— هناك قاعدة في بناء الحضارات والمدنيات لابد من استحضارها ونحن نجيب عن هذا السؤال، وهي أن (بناء الإنسان مقدم على بناء الجدران )، لقد بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنذ الأيام الأولى للبعثة ببناء الإنسان، كان الصحابة رضوان الله عليهم يلتقون برسول الله صلى الله عليه وسلم تحت عريش النخل وتحت أسقف من الجريد متهالكة، لكنهم كانوا رجالا يُصنعون في مدرسة النبوة، كان المسجد النبوي من التواضع ما لا يمكن تصوره، لكن كان داخل هذا البناء عمالقة في الهمم والهمة، ما لبثوا أن انتشروا في آفاق الدنيا يملأونها عدلا ورحمة، فدانت لهم أمم الأرض، وبناء على ما تقدم فإنه جميل أن نبني مدرسة بكل فصولها واحتياجاتها لكن الأجمل هو أن نوفر لها طاقما تعليميا على أعلى مستوى، جميل أن نبني مستشفى لكن الأجمل أن نوفر له طاقما طبيا متمكنا، جميل أن نبني مسجدا لكن الأجمل منه أن نحرص على تربية رواده وتعليمهم، فنحن لا ننقص من قدر جميع الجهود، ولا من أي شكل من أشكال الدعم، لكن يبقى (الإنسان) هو محور هذه المبادرات وهو المقصد النهائي منها، وعليه فإن مشاريع تزويج الشباب تعتبر من المشاريع الإنسانية بامتياز، لأن تزويج شاب يعني أنك ضربت أكثر من عصفور بحجر وليس عصفورين فقط كما يقال، فلديك الجانب النفسي والعاطفي والسلوكي والأخلاقي والاجتماعي،،، وغيره، انظر كم من جانب إنساني لامسناه بيد حانية مُصلحة بمجرد أن وفرنا لشاب مسلم وشابة مسلمة أسباب تزويجهما ويسرنا لهما ذلك!

دعم معنوي ومادي
size=3>
size=3>.. ما أهمية الدعم المعنوي لتأسيس أسر مسلمة مستقرة؟ وأين يتجلى هذا الدعم؟
size=3>
— الدعم كلمة جامعة شاملة يدخل ضمنها الجانب المادي وأيضا الجانب المعنوي، وإن كان بعضنا لا يملك الشق الأول، فحتما كلنا نملك الشق الثاني، فتحفيز الشباب على إعفاف أنفسهم وإرضاء ربهم ودفعهم بالنصيحة والترغيب، كل ذلك شكل من أشكال الدعم المعنوي للشاب، ثم دعوة الناس للمساهمة في مثل هذه المشاريع الرائدة والثناء على من تصدر هذا الباب والدعاء له هو أيضا شكل من أشكال الدعم المعنوي، وضد الدعم المعنوي التثبيط والتيئيس، وهذه أخلاق لاشك أنها لا تليق بالمسلم خصوصا في باب هو من أوضح الأبواب الخيرية وأنصعها وأعظمها أثرا على الفرد والمجتمع، فالذي لا يملك مالا وكلنا نملك قدرا منه ولله الحمد، وبالتالي لا مجال للتعذر هو حتما يعرف صديقا يملك مالا، أو يعرف صديقا هو بدوره يعرف صديقا آخر له يملك مالا، فيجمل في حقه من منطلق قوله تعالى “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض” أن يدل أخاه على هذا الخير ويحفزه لفعله، وهكذا. فنحن إذا أردنا فعلا وبصدق أن ندعم مثل هذه المشاريع فلن نعدم وسيلة إلى ذلك، وعلى كل حال، الأمة ما تزال بخير، وأهل الإحسان والعطاء فيها كثيرون ولله الحمد، فقط نحن ومن باب حبنا لبعضنا البعض تجدنا نحب أيضا أن يكون للجميع منا نصيب في دعم أوجه الخير، وألا يبقى منا أحد إلا وله في مسيرة العطاء والإحسان بصمة مباركة.

مشروع استراتيجي
size=3>.. ما أهمية الشراكة بين مؤسسات المجتمع الأهلي من جمعيات خيرية وإعلامية وغيرها في إنجاح مثل هذه المشاريع؟
size=3>
size=3>— مشروع “إعفاف” الذي أطلقته مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية راف والذي لقي دعما كبيرا من جهات مختلفة أظهر أن أي مسألة أردنا أن نجعل منها (قضية وطنية) فلابد من تضافر الجهود فيها، ولابد من تأسيس شراكات مجتمعية في سبيل إنجاحها، و”راف” استطاعت بإدارتها المتميزة أن تجعل من إعفاف شباب الوطن قضية تهم جميع الفاعلين الاقتصاديين والثقافيين والإعلاميين والاجتماعيين وغيرهم، وعليه نقول: إن المشاريع الكبيرة لا يقوم بها إلا أصحاب الهمم الكبيرة، وينبغي أن تتلاقى أيضا لإنجاحها الإرادات الكبيرة.
وأنا من خلال هذا المنبر أدعو الجميع إلى مزيد من الدعم بجميع أشكاله وصوره لهذا المشروع الوطني الاستراتيجي، الذي لا تخفى على أحد أهميته ومحورية مكانته ضمن أي مشروع نهضوي، كما لا يخفى أننا بدعم مثل هذه المشاريع التي تبادر فيها مؤسسات المجتمع المدني نكون جميعا قد ساهمنا في بناء مجتمعنا وتحقيق الرؤية التي تصبو إليها قيادتنا الرشيدة في إيجاد مجتمع متماسك يتعاون أبناؤه على الإعمار والصلاح والبناء.

.. كلمة ختامية
size=3>
— لا أملك إلا أن أشد على أيدي الأخوة بمؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية راف على مشروعهم الرائد، وأدعو في نفس الوقت ألا نحرم أنفسنا من أن يكون لنا نصيب في إعفاف شباب هذا الوطن الذي نحبه جميعا ونرى حبه عبادة نتقرب بها إلى الله عز وجل، والله ولي التوفيق.

الشرق 11/4/2011م

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!