حوار مع عضو المجلس الفقهي لشمال أمريكا

حوار مع عضو المجلس الفقهي لشمال أمريكايحيى هندي من مواليد 1966م مسلم أمريكي من أصل فلسطيني متزوج من فلسطينية يعمل إماما للمسلمين في جامعة جورجتاون وهو رئيس المجلس الفقهي لشمال أمريكا ورئيس المؤتمر العام لشؤون المسلمين ويعمل أيضا كإمام بولاية مريلاند كما انه يعمل في المركز القومي البحري الطبي و هو عضو..

حوار مع عضو المجلس الفقهي لشمال أمريكا

 يحيى هندي، من مواليد 1966م، مسلم أمريكي، من أصل فلسطيني ، متزوج من فلسطينية.

يعمل إمامًا للمسلمين في [جامعة جورجتاون] ، وهو رئيس المجلس الفقهي لشمال أمريكا ورئيس المؤتمر العام لشؤون المسلمين. ويعمل أيضا كإمام بولاية مريلاند ، كما انه يعمل في المركز القومي البحري الطبي ، و هو عضو و متحدث في منظمة الشورى في الإسلام في شمال أمريكا.

حصل على شهادة علوم الشريعة من الجامعة الأردنية 1988. وحصل على شهادة الماجستير والدكتوراه من هارتفورد  بموضوع مقارنة الأديان1998م .

عمل بعد تخرجه من الجامعة الأردنية كإمام لمسجد الهداية في عمان. ثم انتقل إلى الولايات المتحدة ليعمل في جامعة تكساس كمساعد تدريس في قسم اللغات الشرقية و الأفريقية ، و عمل بعدها مجموعة من الأعمال السريعة كترجمة الوثائق و تعليم اللغة العربية. كما عمل كمدرس لدورة في مدارس الأقصى الإسلامية في فليدلفيا، بنسلفينيا. وعمل كإمام في المركز الإسلامي في شارلوت، كارولاينا الشمالية. 

له الكثير من المقالات في موضوعات متنوعة: المرأة في الإسلام، المرأة والعلاقات الجنسية في الإسلام، المسيح، و الدين و الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما قدم الكثير من المحاضرات عن الأديان، و عن موضوعات أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، آسيا، أوروبا، و الشرق الأوسط. كما قابل عدة رؤساء أمريكيين، وزار الكنيسة مرارا كما انه زار كنيس اليهود.

  ويسعدنا في “إسلام ويب” نقل الحوار الذي دار معه بهدف التعرف على أحوال المسلمين هناك:

كيف هو حال المسلمين في أمريكا؟size=3>
– الإسلام ليس حديث  عهد في أمريكا كما يزعمون بل دخلها عام 1328 من خلال خليج المكسيك عن طريق البحار محمد أبو بكر ابن امبراطور مالي الذي حكم المنطقة الممتدة بين مالي وحتى السودان.
وتقول الوثائق ان أبو بكر أبحر مع مجموعة من الأشخاص إلى خليج المكسيك ثم سافر الى ولاية أريزونا ومات هناك.
كما أن الرحالة المعروف كريستوفر كولومبس استخدم خريطة عربية للجغرافي الشهير الادريسي ومدون عليها ملاحظات، حيث استخدم بحارة عربا من شمال إفريقيا للابحار الى العالم الحديث (أمريكا)، لقد ارتحل المسلمون الي أمريكا منتصف القرن التاسع عشر، ولدينا وثائق تؤكد أنهم قدموا من البانيا ودول شرق أوروبا، وأن أول سفير لأمريكا في الفلبين كان مسلما اسمه محمد رسل ويب وخدم في الفلبين لمدة عشر سنوات في الفترة ما بين العام 1883 حتى العام 1893 حيث أنهي خدمته في الخارجية وعاد الي مدينة شيكاغو وكان فيلسوفا، وهناك موجة أخري من المهاجرين المسلمين دخلت أمريكا في نهاية القرن التاسع عشر من الباكستان والهند، تبعتها موجة أخري من لبنان وسوريا وفلسطين أوائل القرن العشرين، لكن كل هؤلاء لم يؤسسوا للإسلام هناك، فلا مدارس أو مساجد، وبموتهم مات الوجود الاسلامي.
أما الموجة الأكبر من المهاجرين المسلمين الي أمريكا فكانت في أربعينيات وخمسينيات القرن التاسع عشر، وكانت من العرب وأن أغلبهم هربوا بدينهم من الديكتاتوريات العربية وطلبا للحرية والتعليم.
وما ميز هذه الموجة عن غيرها هو أنها كانت تضم مثقفين ومتعلمين جاؤوا للبحث عن الحرية بكل أنواعها، وهي التي أسست الوجود الاسلامي وكان اتحاد الطلبة المسلمين هو أول مؤسسة اهتمت بالطلبة المسلمين منذ العام 1964 وعملت علي اعادتهم الي بلدانهم حتي لا يفقدوا هويتهم.
كما تأسس اتحاد الجمعيات الاسلامية لشمال أمريكا عام 1984، وبدأنا بتأسيس المساجد والمدارس، ثم انتقلنا في تسعينيات القرن المنصرم الي مرحلة بناء المؤسسات السياسية الاسلامية مثل المجلس السياسي الأمريكي والتحالف الاسلامي الأمريكي بهدف تدعيم الوجود الاسلامي سياسيا في أمريكا.
حتي العام 1995 كان أبناؤنا يدرسون الهندسة والطب من أجل المال، أما بعد ذلك، فقد انخرطنا في العمل السياسي وبدأ الجيل الثاني بدراسة المواد الانسانية مثل التاريخ والجغرافيا واللغات والحقوق. وعندما عينت أستاذا ومستشارا للشؤون الدينية في جامعة جورج تاون عام 1994 لم يكون فيها سوي طالبين مسلمين فقط أما اليوم فلدينا 57 طالبا مسلما. ولعلكم تعرفون أن الرجل الثاني في الاستشارة القانونية بالبيت الأبيض مسلم يدعي رشاد حسن ويحفظ القرآن وهو حقوقي ومحام ومتميز قانونيا في أوساط الجيل الشاب.
هناك 7 ملايين مسلم في أمريكا و 447 مدرسة اسلامية و17 ألف جندي مسلح في القوات المسلحة و14 اماما مفتيا برتب عسكرية في القوات الأمريكية، وجري عام 1995 في عهد الرئيس كلينتون تعيين أول واعظ مسلم، ونخطط ليصبح العدد 30 واعظا مع نهاية العام 2015 ولدينا برنامج لاعداد الوعاظ والمفتين، وأستطيع القول إن الاسلام في أمريكا أفضل منه في أوروبا لأن المسلمين في أوروبا طبقة عاملة غير متعلمة قدمت من شمال إفريفيا .
لدينا مشاكل بسبب الجهل بحقيقة الاسلام وسوء فهمه من قبل بعض المسلمين، شأنهم شأن بعض المسيحيين واليهود الذين لا يفهمون دينهم ونحن نشعر أننا جزء من النسيج الوطني الأمريكي.
لا أكشف سرا اذا ما قلت إن الكنائس قدمت الحماية لمساجدنا، وأن رجال الدين المسيحي وقفوا للدفاع عن مساجدنا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ولدينا عضوان مسلمان في الكونغرس .

  ما هي أوضاع المساجد في أمريكا وكم عددها؟size=3>
– ذكر الرئيس أوباما في خطابه الأخير في القاهرة أن هناك 1200 مسجد في أمريكا، وهو تحدث عن المساجد ذات المآذن، ولكن عدد المساجد بكل أشكالها يصل الي 2667 مسجدا، وما أعنيه بذلك هو أن هناك بيوتا وشققا تحولت الي مساجد بسبب قلة المال.
ومعروف أن المساجد عندنا تحكمها ادارة منتخبة سنويا من الجالية، وتتكون الهيئة التنفيذية من الرجال والنساء ولا نشترط الصلاة في العضوية وربما هذه مفاجأة أن أقول إن الكنائس تدعم المساجد ماليا تماما كما تفعل المساجد مع الكنائس لأننا نهدف الي عبادة اللَّه وإعانة البلد أخلاقيا وبالنسبة الينا، فإن المساجد ليست للصلاة فحسب بل هي للإصلاح الاجتماعي وحل المشاكل العائلية وهي نواد اجتماعية ونقدم فيها القهوة والشاي ونقيم الأفراح ونستقبل فيها الناس في الأتراح، كما أنها مدرسة ومعهد.
ويصلي الرجل والمرأة معا بنفس القاعة ولا يوجد فصل بينهما والنبي صلي اللَّه عليه وسلم لم يفصل بين النساء والرجال.

  ماهو واقع الشباب المسلم في أمريكا؟size=3>
– لدينا اتحادان للطلبة هما اتحاد الطلبة المسلمين في الجامعات ومؤسسة شباب أمريكا الشمالية وتقدم الخدمات للشباب المسلم الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما.
وبعضهم متدين وآخرون يعاقرون المخدرات ومنهم من لا يصلي.

  ما تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهل هناك من ردة عن الإسلام بعدها؟
size=3>
– ما حدث جريمة لا تغتفر، وبالنسبة لنا فإنها جريمة مضاعفة لأنها كانت ضد أمتنا الأمريكية ووقعت باسم الاسلام.
لا ننكر أننا بعدها تعرضنا لاعتداءات، لكن ذلك كان أحداثا فردية، لكن رب ضارة نافعة، اذ انكب الجميع علي دراسة الاسلام وبيعت مئات الآلاف من نسخ القرآن الكريم، وعقدت آلاف المحاضرات والندوات، وزاد عدد المسلمين وجاءنا الكثير من مختلف الأديان والمعتقدات، وتفهم أصحاب الموقف السلبي الاسلام .
وأنا كإمام مسلم أدعي لأتحدث في الكنائس والكنس علي حد سواء.

  كيف تنظرون إلى الرئيس أوباما؟size=3>
– هناك دراسة تقول إن 93% من المسلمين انتخبوا الرئيس أوباما وهي نفس نسبة اليهود ونحن نري أنه فرصة قد لا تتكرر بالنسبة الي العرب والمسلمين وأمريكا من خلال العرب والمسلمين وللقضية الفلسطينية وهي بداية خير.
وأستطيع القول ان خطاب الرئيس أوباما في القاهرة لم يكن موجها للعرب والمسلمين بل شاهده الأوروبيون والأمريكيون، ونحن مرتاحون لما قاله عن الاسلام بأنه ليس دين ارهاب بل هو دين سلام وقدم المدنية للحضارة العالمية، وبالنسبة لي شخصيا فإن لهذا الخطاب آثارا ملموسة علي جيراني اليهود والمسيحيين والعلمانيين ورجال الاعلام حيث إن الرجل الثاني هو مسلم وهناك داليا مجاهد مستشارة وهي مسلمة ومحجبة .وهناك مسلمون سيتم تعيينهم  في الخارجية والوزارات.

  لماذا لم تنجحوا بتشكيل لوبي على غرار اليهود؟size=3>
– كما قلت فقد بدأنا التحرك السياسي مؤخرا عكس الآخرين الذين عملوا في هذا منذ 90 عاما وما نزال نحبوا في العمل السياسي ولا حكم علينا مثل الآخرين، ومع ذلك حققنا شيئا ملموسا وربما أكثر منهم قياسا.

  ما وضع حجاب المرأة في أمريكا؟
size=3>
– أفضل بكثير من بعض الدول العربية فالمرأة في تونس علي سبيل المثال لا يحق لها التحجب شأنها شأن المرأة في تركيا، بينما المرأة عندنا تتحجب وتتنقب مع أني أختلف مع النقاب ولدينا امرأة مسلمة ومحجبة  تعمل ملحقا ثقافيا في سفارتنا في قطر.
ولا ننسي قضية الخطوط الجوية الأمريكية التي استغنت عن فتاة كانت تعمل لديها مضيفة بعد أن تحجبت خلال عملها، وقامت بمقاضاة الخطوط، ومنحتها المحكمة حق التحجب وحكمت لها بثلاثة ملايين دولار عقابا للخطوط الجوية علي فعلتها.

ــــــــــــــــــــــــــــ

الراية 16/8/2009م، وغيرها من المصادر، باختصار.

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!