حوار مع مدير مدرسة جاسم بن حمد الثانوية

حوار مع مدير مدرسة جاسم بن حمد الثانوية المدارس المستقلة في قطر هي حديث المجالس وشغل الكثيرين من أصحاب الاختصاص وغيرهم وهذا أمر طبيعي ؛ لكونها تحتضن الأبناء وفلذات الأكباد والكل في الغالب يحرص ويهتم بأبنائه وأولاده ليكونوا على درجة عالية من العلم والأدب ويزداد الاهتمام في هذا العام2010 لكونه العام الأخير..

حوار مع مدير مدرسة جاسم بن حمد الثانوية

المدارس المستقلة في قطر هي حديث المجالس وشغل الكثيرين من أصحاب الاختصاص وغيرهم، وهذا أمر طبيعي ؛ لكونها تحتضن الأبناء وفلذات الأكباد ، والكل في الغالب يحرص ويهتم بأبنائه وأولاده ليكونوا على درجة عالية من العلم والأدب.

ويزداد الاهتمام في هذا العام2010 لكونه العام الأخير لنظام التعليم السابق ، فكيف سيكون النظام الجديد؟ وما هو التميز فيه؟ وكيف واقع المدارس في مرحلة الانتقال؟ وما هي الصعاب والإشكاليات التي تواجه أصحاب الرسالة التعليمية؟ وكيف حال الكادر القطري “ابن البلد” مع المدارس المستقلة؟ وما هو مجال المشاركة المجتمعية؟

ذلك وغيره نتعرف عليه من خلال الحوار التالي مع الأستاذ/خميس مبارك المهندي، صاحب ترخيص ومدير مدرسة جاسم بن حمد الثانوية للبنين المستقلة بالدوحة ، الذي رحب بنا أثناء زيارته في مكتبه ، وفتح لنا قلبه الطيب، وآنسنا بحديثه الشيق:

* أخي الكريم نود في البداية أن نتعرف متى بدأت هذه المدرسة كمدرسة مستقلة وكيف تم الانتقال من النظام السابق إلى النظام الجديد.size=3>size=3>

طبعا مدرسة جاسم هي من مدارس الفوج السادس وهذه المدارس صدر قرار في إنشائها كمدارس مستقلة للعام الدراسي2009م-2010م، وبدأت الاستعدادات لفتح هذه المدرسة من فترة طويلة تقريبا من شهر إبريل 2009م، بدأنا والحمد لله في توظيف عدد كبير جدا من السادة المربين الأفاضل والمدرسين في وزارة التربية والتعليم وكان هذا في شهر 6 /2009م، وبلغ الكادر في هذا الوقت تقريباً إلى 80-85% وبقية الكادر طبعا أحضرناهم من جمهورية مصر العربية وكان بذهاب وفد يتكون من صاحب الترخيص ونائب المدير الإداري والنائب الأكاديمي وبالتنسيق مع سفارة قطر في جمهورية مصر العربية ، وتم إكمال العدد المتبقي من الكادر التعليمي ، والحمد لله عندنا كوكبة كبيرة جدا من المدرسين الأفاضل الذين لهم باع طويل في مجال التدريس ونحن نتشرف بوجودهم معنا ونحن الآن في عملية تطوير مستمر من بداية الموسم الدراسي ونخطو خطوات ثابتة نحو التقدم…

*لو أردنا أن نعرف عدد الطلاب والفصول الموجودة عندكم في المدرسة يا حبذا لو تحدثنا عن ذلك بارك الله فيك ؟size=3>size=3>

ـ طبعا مدرسة جاسم بن حمد كونها تقع في منطقة سكنية كبيرة جدا خاصة في منطقة مدينة خليفة والدحيل والدفنة والغرافة طبعا هذه الأماكن لا توجد فيها مدرسة ثانوية غير هذه وبالتالي عدد الطلاب عندنا كبير جدا، ممكن هي المدرسة الوحيدة  التي يبلغ عدد طلابها 1000طالب ، مقسمين على حوالي28 شعبة دراسية وكنا نأخذ حتى المسجد كفصل دراسي، والمكتبة أيضا كانت فصلين دراسيين ، وحاولنا نتغلب على مشكلة كثرة الشعب الدراسية.

والحمد لله انفرجت الأمور بعدما أعطانا المجلس الأعلى المبنى الثاني مبنى  مدرسة أبو حنيفة النموذجية سابقا، وكان المبنى خاليا لا يوجد فيه أحد، والحمد لله استطعنا من منتصف شهر 12 أن نعالج الأمور ، فأحد المبنيين فيه الصف العاشر ” أول ثانوي” وبه 390طالب مقسمين على 13 شعبة ، والبقية في المبنى الآخر.

 ولكن فوجئنا أيضاً بانضمام عدد كبير من طلاب المنازل، في مرحلة الثالث ثانوي ، منهم 302طالب تخصص الأدبي والرياضيات والعلوم ، 20 طالب تخصص الأدبي الفرنسي، و 54 طالب تخصص العلمي ، مما شكل عبئاً ثقيلاً على المدرسة.

*في مرحلة الانتقال من النظام القديم إلى النظام الجديد قد تكون حصلت هناك بعض الإشكاليات أم أن الأمور عادية، ممكن تحدثنا عن ذلك؟size=3>size=3>

بالنسبة للانتقال من مرحلة إلى مرحلة لا بد أن تكون بعض الصعوبات لأنه عادة التغيير في أي مجال يقابله نوع من الرفض حتى لو كان جزئياً فنحن وجدنا الطلاب بما أنهم اعتادوا على النظام الحكومي ، طبعا النظام الحكومي له حسناته وله مساويه ، الحسنات كثيرة ، لكن من السلبيات الموجودة فيه غياب الطالب بشكل كبير عن المدرسة وتركيزه على يوم معين وخاصة يوم الخميس وكأنها ثقافة مجتمعية . وبالتالي حاولنا ننقل طلاب مدرستنا بالتدرج من النظام الحكومي إلى نظام المستقلة، حيث يوجد ضوابط وقوانين خاصة بما يتعلق بضبط السلوك ، إضافة إلى نوع من الجدية في تطبيقها ، وبالتالي وجدنا أن بعض الطلاب يوجد لديه رفض عملي داخلي ، عملية دخول الطالب في الصف وعملية تأخيره وبفضل الله بدأنا نعالجها بالطرق الصحيحة وبتعاون الجميع من مدراء ومدرسين ، ونحن نبحث عما هو جديد في صالح الطلاب ، والطلاب الآن يتجاوبون واختفت بعض الظواهر مثل تكسير مرافق المدرسة خاصة فيما يتعلق بدورات المياه وطاولات الكراسي وبعض الكتابات على الجدران وبدؤوا  يحسون بنوع من التغير والجدية.

*بما أنك رجل تربوي وصاحب ترخيص ما هي أبرز الجوانب التربوية في النظام الجديد؟ والتي تخدم المجتمع؟size=3>size=3>

النظام الجديد يعتمد على الطالب بشكل عام، الطالب هو محور العملية التعليمية، فالمحور القديم كان يتعلق بالمدرس لا غير ويترك الطالب في البيت أو في الواجبات، فلا يوجد نوع من الإبداع عند الطالب، كان الطالب في ذاك الوقت يتلقى التلقين كنظام المحاضرات أو نظام الخطابة، أما الآن العملية أصبحت مختلفة جدا، أصبح الطالب هو صاحب الشأن في هذا الأمر ، هو الذي يعد وهو الذي يبحث وهو الذي يتكلم ويتدارس مع معلميه في كثير من المواضيع التي كانت مطموسة نوعا ما، بينما الآن المناهج تعتمد على الإبداع والفكر الذهني والبحث التحرري وعلى كثير من الأمور التي كان يغفل عنها الطالب، أو هي موجودة عند الطالب لكن لم يجد التوجيه إلى أن يبحث عنها ويستخرجها ويستخلصها ، وبدأنا نحس أن عندنا طلاب لديهم قدرة عالية في الحوار في المناقشة في إبداء الرأي في الحديث عما يحتاجونه .

وأتوقع أنه ستكون عندنا نوعية جيدة من الطلاب المبدعين في دولة قطر بشكل عام. والتوجه في المجلس الأعلى بأن تكون المدارس موجهة لمسارات بعد الأول ثانوي ، فهناك ثلاث مسارات وهي الطب والهندسة وإدارة الأعمال ، وبالتالي سوف يتخرج بعض طلاب المدارس في مسار الطب، وبعضهم هندسة، وبعضهم إدارة أعمال، فهناك نوع من التخصص الآن ، لأن المطلوب من المدارس أو المجلس الأعلى أنه يحاكي احتياجات العمل وواقعه فيما بعد لما يتخرج الطالب ، ونجد تعاوناً كبيراً جدا من أولياء الأمور ومن الطلاب ؛ حيث بدأ الطلاب يسألون وهم في العاشر : يا أستاذ أنا أريد أدرس طب ، هل أدرس كيمياء وفيزياء أم أدرس أحياء ، وهذا التفاعل يؤدي إلى النجاح نجاح التجربة ونجاح العمل الدؤوب في المجلس الأعلى ونتمنى إن شاء الله أن نحقق جزءاً من هذه النجاحات.

* هل الكادر القطري في المدارس المستقلة نادر وقليل ، وما هي أسباب ذلك من وجهة نظرك إن صح هذا؟ وأين تكمن المشكلة ؟size=3>

نحن والحمد لله المدرسة الوحيدة تقريبا التي يوجد فيها نسبة التقطير فوق المعدل وطبعا كلهم إداريين ، فعندنا 7 إداريين ومدرس قطري ، لكن عزوف الشباب بسبب النظام الحكومي الدوام أقل والنصاب أقل، والآن أصبح هناك نصاب معروف والدوام زاد، الحصص 55دقيقة بدل 45دقيقة ، كان يخرج الساعة 1 والآن يخرج الساعة 2 والعملية هي عملية تحمل مسؤولية، وفي نفس الوقت الذي يأخذ وظيفة التعليم وخاصة عملية التدريس كمهنة يختلف عن الذي يأخذها كرسالة.

والأمور سهلة جدا، فالقطريون المتواجدون في كثير من المدارس هؤلاء أصحاب رسالة فأنا لو تعبت أو زاد علي العبء ما عندي مشكلة لأني فعلا أقدر أتحمل وأقدر أعمل. ثم نحن نبحث عن الكيف وليس عن الكم، ولا ينبغي أن تسعى فقط للتقطير من أجل سد الخانات المطلوبة بدون دراية ، والمدرسون القطريون موجودون في المدارس القطرية وهم مميزون جدا.

وأيضا الكادر التدريسي أو الإداري كان فيه رفض لهذا التغيير ولكن كان مصاحباً لنوع من الحذر وبعضهم اقتنع كليا بأن هذا النظام سوف يكون له تطوير في مستواه، سواء ماديا أو علميا وبالتالي بدأ ينظم بسرعة وبدأ يلتحق بدورات ويطور نفسه.

أما المترددون إلى الآن ، فنقول لهم نحن أصحاب رسالة ويجب أن نخوض بكل قوتنا وبكل إمكانياتنا ويجب أن لا نبخل على بلادنا في هذا المجال، أولادنا هم الأولى وهم الذين يحتاجوننا في هذا المجال بما أننا دخلنا في جانب التعليم.

ونحن نوجه رسالة للمدرسين الموجودين في المدارس شبه مستقلة بأن هذا النظام سيكون على الجميع خلال2010م، وأتمنى أنهم يلتحقون ويطورون أنفسهم وأن الأمر ما فيه اختلاف ، فقط يحتاج إلى مضاعفة الجهد وإلى رغبة من إخواننا الزملاء الموجودين في المدارس الأخرى شبه المستقلة ، وفي آخر المطاف نخدم بلدنا دولة قطر الحبيبة في هذا المجال، والله يعيننا ويعينهم إن شاء الله.

*لو توجه رسالة إلى أولياء الأمور أو إلى المشايخ والعلماء والدعاة على ضوء المشاكل التي تعترضكم في المدرسة وخاصة العدد الكبير ، ماذا تريدون من الآخرين يتعاونون فيه معكم؟size=3>size=3>

نحن فيما يتعلق بالطالب، الطلاب في قطر خامة طيبة جدا تحتاج إلى بعض التوجيه وإلى بعض الإرشادات وهذه موجودة والحمد لله في المدارس ولكن أيضا الطالب يحتاج إلى توجيه وإرشاد خارج المدرسة وأعني في البيت لأن البيت أو الأسرة هي  أساس تربية الطالب ثم المدرسة، يجب على الجميع بذل الجهود المخلصة من أجل أن نصل بالطالب إلى بر الأمان.

 وبودنا أن نوجه رسالة إلى المشايخ وإلى وزارة الأوقاف بالتحديد إلى أنها تزور المدارس وتعرض برامجها على المدارس، ويجب أنها تطور برامجها وتكيفها حسب احتياجات الشباب لأن الشباب يمثلون حوالي 80% من طلاب المدارس وبالتالي أتمنى أنهم يكثفون زياراتهم وبرامجهم ويركزون على المدارس بشكل عام فيما يختص بحياة المسلم في هذا الوقت خاصة من ناحية الصلاة، من ناحية الفراغ، أمور كثيرة جدا، نتمنى أنهم يتواصلون معنا وبابنا مفتوح للجميع في سبيل أن نصل بهذا الطالب و بهذا الإنسان وبهذا الكيان الموجود في دولة قطر إلى بر الأمان، وفعلا يكون عندنا طالب متعلم له شأن في دينه وعلمه وفي حياته سواء الاجتماعية أو العلمية أو العملية، نتمنى أن نقف كلنا مع بعض في سبيل أن نطور من فكرنا ومن برامجنا للطلاب، وأنا سمعت فعلا أن هناك برامج موجودة في وزارة الأوقاف خاصة فيما يتعلق بتحفيظ القرآن والدروس الموجودة في المدارس مساءا والآن يحاولون أن يحولوها صباحا في مدارس دولة قطر وهذا شيء طيب، ونحن نرحب وهذه فكرة طيبة جدا ولكن نريد التفعيل والإسراع فيها بحيث أننا سوف ندعمها إن شاء الله تعالى.

 إضافة إلى الاهتمام ببعض المواضيع التي تخص الشباب في عمرهم والتي تمثل لهم حاجة ماسة ، مع مراعاة المواسم فالكلام عن الصيام وقت الصيام والحج وقت الحج وهكذا.. مع التركيز على المواضيع في الجانب السلوكي، الذي هو مشترك بين الجميع المدرسة والبيت والمسجد والمدرس والأب والشيخ والجميع.

والحمد لله قطر دولة قائدة ورائدة في جميع المجالات ونأمل من الله التوفيق.

size=3>

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!