‘);
}

الصّحابة رضي الله عنهم

الصّحابي عند العلماء هو من التقى بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وآمن به ومات على إسلامه وإن تخلل إسلامه ردّة على الأرجح، والمقصود بلقاءه النبيّ أي وإن لم يره، فقد يمنع من ذلك مانع كالعمى، ومثاله: ابن أمّ مكتوم -رضي الله عنه- فقد كان أعمى فلم يرَ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، إلّا أنّه يعدّ من صحابته، والمراد بشرط الإيمان به إخراج من التقاه وهو على الكفر كأبي جهل، فهم لا يعدّون من الصّحابة، أمّا اشتراط موته على الإسلام فيخرج به من أسلم والتقى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مسلماً ثمّ ارتدّ ومات على الكفر كعبيد الله بن جحش، وأمّا إن ارتدّ عن الإسلام ثمّ عاد إليه قبل مماته سواءً في حياة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أو بعد وفاته فإنّه يعدّ من الصحابة، ومثال ذلك: الأشعث بن قيس، وأجمع أهل السنة والجماعة على أنّ أفضل الصّحابة هما: أبو بكر وعمر بن الخطّاب رضي الله عنهما، يليهما عثمان بن عفّان ثمّ علي بن أبي طالب، ثمّ من تبقّى من العشرة المبشرين بالجنّة، وبعدها يأتي أهل بدر ثمّ أهل أحد ثمّ أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم.[١][٢]

حسّان بن ثابت

كان حسّان بن ثابت -رضي الله عنه- أحد صحابة رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- ونال عنده مرتبة خاصّة لِما كان له من ملَكة نظم الشعر، فكان شاعر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يدافع عنه ويهجو خصمه ويمدح دعوته بما فتح الله عليه من قصائد وأبيات، يكنّى حسّان بن ثابت بأبي الوليد، وهو من قبيلة الخزرج التي هاجرت إلى المدينة من اليمن، فسكنت فيها مع قبيلة الأوس، وهو من بني النجار أخوال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لذلك تربطه بالرّسول صِلة قرابة، عاش في الجاهليّة ستين سنة، وعاش مثلهم في الإسلام، كانت الأوس والخزرج في نزاع دائم قبل الإسلام، وكانوا كثيراً ما يتحاربون فيما بينهم، فكان حسان -رضي الله عنه- شاعر الخزرج يمدحهم بشعره ويهجو قبيلة الأوس حتى اشتهر شعره في الجزيرة العربية.[٣]