ووسط القصف الروسي المستمر على كييف وشرق أوكرانيا وخط الجبهة بالكامل على محور دونيتسك، ردا على الضربة الأوكرانية بمنظومة “هيمارس” الصاروخية التي قتلت 89 جنديا روسيا، أطلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، استغاثة سريعة للحلفاء.

الاستغاثة مفادها أن كييف حصلت على معلومات استخباراتية تشير إلى أن روسيا تخطط لهجوم كبير باستخدام الطائرات المسيرة في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.

واشنطن تقترب من القرم

صحيفة “نيويورك تايمز” كشفت، الثلاثاء، أن “الفرقة 101” الأميركية المحمولة جوا، تجري تدريبات مكثفة في قاعدة ميخائيل كوغلينيسيانو الجوية جنوب شرقي رومانيا، بالمروحيات وحفر الخنادق وإطلاق المدفعية.

لا تستغرق رحلة صاروخ للوصول إليها سوى 7 دقائق من شبه جزيرة القرم.

وحسب الصحيفة، فهذه أول مرة تنتشر الفرقة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ويُقصد من نشرها تحذير موسكو، تنفيذا لتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بالدفاع عن “كل شبر” من أراضي الناتو.

“حالة صدمة”

وتعيش الدوائر الروسية صدمة نتيجة الهجوم الأوكراني الأخير على الجنود الروس في دونيتسك، حيث كان يتمركز جنود روس، حسب السياسي والإعلامي البولندي كاميل جيل كاتي، في أحدث إحراج للكرملين.

يُرجع ذلك في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن الضربة الأوكرانية تسببت في:

  • سيل من الانتقادات من القوميين الذين أيدوا التدخل العسكري في أوكرانيا.
  • تراجع الروح المعنوية لدى المجندين حديثا في التعبئة التي “رفضها” المجتمع الروسي.
  • كشف حالة عشوائية في قيادات الجيش، بالأخص الخطوط الأمامية.
  • ثبوت قوة منظومة راجمات الصواريخ “هيمارس” الأميركية التي أمدت بها واشنطن أوكرانيا مؤخرا، وتوعدها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

الرد الروسي

جاء رد موسكو سريعا، حيث كثفت القصف في خاركيف الشمالية الشرقية ودنيبرو بتروفسك الجنوبية الشرقية، وأغلب مناطق القتال.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية فجرا عملياتها في الساعات الأخيرة:

  • قصف مخازن للأسلحة في منطقة محطة السكك الحديدة بمدينة دروغكوف الخاضعة لكييف في دونيتسك.
  • تدمير 4 راجمات “هيمارس” أخرى.
  • استهداف 4 راجمات صواريخ تشيكية طراز RM-70 Vampire وأكثر من 800 صاروخ لها.
  • تدمير 8 عربات عسكرية، والقضاء على أكثر من 200 أوكراني ومرتزق أجنبي.

تخندق أميركي

أميركا “تتعدى الخطوط الحمراء”، هكذا وصف الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، الوضع ميدانيا، مؤكدا لـ”سكاي نيوز عربية” أن هناك إصرارا غربيا لدفع روسيا لتصعيد الصراع.

يستدل الخبير الروسي بأن “واشنطن تلتف من الجهة الأخرى، وهي جبهة القرم وبولندا، وهذا مؤشر خطير، حيث نشرت “الفرقة 101″، والتي تعد فرقة الهجوم الجوي الوحيدة في الجيش الأميركي، وتشرف بشكل مباشر على تقديم الدعم اللوجيستي والتدريبي لأوكرانيا، كما تُستخدم للتجسس أيضا على جزيرة الثعابين ومحيط القرم”.

الفرقة 101

  • شاركت الفرقة 101 المحمولة جوا في بعض أهمّ العمليات العسكرية الأميركية، منها غزو قوات الحلفاء شمال غرب أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، المعروفة باسم عملية أوفرلورد.
  • شاركت كذلك في عملية “ماركيت غارديان” وتحرير هولندا، وعمليات حرب فيتنام.
  • تتخندق في رومانيا، على بعد 5 كيلومترات من الحدود الأوكرانية، وقريبة جدا من القرم.
  • يبلغ قوامها 4000 جندي، وتثير تلك التحركات حفيظة موسكو، وتعده انتهاكا للخط الأحمر.