لكن هذا النجاح الإعلامي لماسك، انعكس سلباً على شركة تيسلا، التي سجل سهمها تراجعاً بنحو 60 بالمئة منذ بداية 2022، مع القلق حيال آفاق أعمال الشركة، إضافة الى بيع ماسك نسبة كبيرة من أسهمه فيها.

صانع السوق

ويقول الرئيس التنفيذي للأكاديمية الاقتصادية، محمد الغباري، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن إيلون ماسك أصبح شخصية مؤثرة على المستثمرين، لأنه “صانع السوق” بطريقة غير مباشرة في الأسواق المالية، وبالتالي فإن تخارجه من تيسلا يهز ثقة المستثمرين بالشركة ويدفع سهمها للتراجع.

وأضاف أن الجميع يعلم أن هدف ماسك من بيع أسهم تيسلا، هو تمويل صفقة تويتر، لكن ذلك لم يمنع من أن يتحول تخارجه من الشركة إلى عامل سلبي يخلق حالة من الضبابية بشأن ما ينتظر الشركة في المستقبل.

وبحسب الغباري فإن إسم إيلون ماسك يرتبط ارتباطاً وثيقاً باسم تيسلا، وهو يؤثر جداً على صورة الشركة، وبالتالي فإن أي طرح متسرع من قبل مساهمي تيسلا لاستبداله، قد يتحوّل إلى خطوة غير مضمونة النتائج، مشدداً على أن ماسك ليس مجرد رئيس عادي، بل رئيس تنفيذي ساهم في دعم مبيعات تيسلا بفضل شخصيته، ومشيراً الى أنه من الصعوبة بمكان، ‘يجاد شخصية بديلة تمتلك التأثير الذي يمتلكه ماسك من حيث إقناع المستثمرين والمستهلكين.

جنون المخاطرة

يرى الغباري أن تركيز ماسك ينصب حالياً على كيفية إنجاح تويتر، وتحويلها إلى منصة مختلفة تماماً عن تلك المتوفرة الآن، مما سيجعله يكسب قواعد المنصات الاجتماعية، وسيزيد من قدرته التأثيرية على المستثمرين الذين يحبون جنونه بالمخاطرة.

من جهته، يقول أخصائي تطبيقات التواصل الاجتماعي، خالد موسى، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن إيلون ماسك مصر على إنهاء عام 2022 كأكثر شخصية مثيرة للجدل بتصرفاته وتصريحاته غير المدروسة والتي فاقمها امتلاكه لمنصة تويتر.

وأشار إلى أنه منذ استحواذ ماسك على المنصة، وهو يلجأ للقيام بخطوات خارجة عن المألوف، فمثلاً قام بتسريح عدد كبير جداً من موظفي تويتر ليعود بعد ساعات ويطلب من بعضهم العودة، لأنه تم تسريحهم عن طريق الخطأ.

ويضيف موسى إن العامل الذي برز الى العلن، مؤخراً، في شخصية ماسك، هو قدرته على قول الشيء وفعل نقيضه، فبعد انتقاده لسياسة الادارة السابقة لتويتر تجاه حظر بعض المستخدمين وتسويق نفسه كمدافع عن حرية التعبير، قام خلال الأيام الماضية بحظر حسابات عدد من الصحفيين الأميركيين، ما كشف زيف ادعاءاته بعدم إغلاق أي حساب على تويتر بسبب آرائه.

وأشار موسى إلى أن ماسك تراجع عن قرار حظر الحسابات، بعد التحذير العالي النبرة الذي تلقاه من المفوضية الأوروبية بوجوب عدم تخطي الخطوط الحمر وإلا تعرّض لعقوبات.

ويختم موسى بالقول إن الاستراتيجية المتبعة من ماسك قد يكون هدفها إثارة الجدل لإبقاء اسمه على كل لسان، إلا أن هذه الجو لا يعجب أبداً مستثمري تيسلا، الذي بدؤوا بالتعبير عن امتعاضهم بعد الخسارة القوية التي تعرضت لها الشركة والتي أرجعها البعض لتصرفات ماسك على تويتر.