ومناطق خفض التصعيد عدة مدن متناثرة بين دمشق وإدلب، اتفقت تركيا وروسيا وإيران، باعتبارها “دول ضامنة” خلال مباحثات أستانة عام 2017، على تجنيبها العمليات العسكرية بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة.

تشكيل هيئة تحرير الشام

• تكونت هيئة تحرير الشام يناير 2017 بإعلان فصائل مسلحة في الشمال السوري، اندماجها مع جبهة جديدة.

• ضمت بداخلها، جبهة فتح الشام (جبهة النصرة التابعة للقاعدة)، ولواء الحق، وحركة نور الدين الزنكي، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنة.

ويربط محلل سياسي تحدث لموقع “سكاي نيوز عربية”، بين هذا النشاط الجديد للهيئة التي تضم عدة فصائل إرهابية، وبين انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا من جهة وخلافاتها مع اليابان من جهة أخرى، إضافة إلى تكثيف تنظيم “داعش” الإرهابي هجماته في العراق وسوريا.

والسبت أعلنت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ هيئة تحرير الشام 7 هجمات، ضد مواقع تسيطر عليها الحكومة السورية ومناطق آمنة.

وسبقت الهجمات دخول الجماعة الإرهابية لمدينة عفرين التابعة لمحافظة حلب في أكتوبر الماضي، لا سيما أنها تبحث عن دور لها خارج حدود مدينة إدلب المتمركزة فيها.

هجمات نهاية العام

• 7 ديسمبر

أعلن نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا أوليغ إيغوروف، تخطيط هيئة تحرير الشام لمهاجمة قاعدة حميميم الجوية الروسية في مدينة اللاذقية غربي سوريا، بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

وتوقع أن تستهدف الهجمات مناطق تقع في الجزء الجبلي من اللاذقية، على أراضي منطقة وقف التصعيد.

• 11 ديسمبر

استهدف مسلحو هيئة تحرير الشام إدلب شمال غربي سوريا بـ4 هجمات، كما شنت هجوما آخر في اللاذقية.

• 18 ديسمبر

شنت هيئة تحرير الشام هجوما على مدينة سرقب في ريف إدلب.

• 22 ديسمبر

نفذت الهيئة هجومين في ريف إدلب الجنوبي، مما أسفر عن مقتل 15 شخصا من القوات التابعة للحكومة السورية.

• 24 ديسمبر

شنت هيئة تحرير الشام 4 هجمات في إدلب و3 في حمص، وهو ما أسفر عن مقتل 3 جنود سوريين وجرح 4 آخرين.

دلالات التوقيت

يوضح مدير المركز العربي للدراسات السياسية محمد صادق إسماعيل، أن تحركات هيئة تحرير الشام التي يقودها أبو محمد الجولاني، يحمل 3 دلالات:

• عقب الانفجارات المتتالية في ديالى وكركوك بالعراق وإعلان تنظيم “داعش” الإرهابي مسؤوليته عنها، تريد هيئة تحرير الشام إعادة تكوين نفسها داخل سوريا مرة أخرى.

• تستغل الجماعة الإرهابية انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، خاصة أن توجه موسكو الآن يسير نحو التعمق داخل أوكرانيا أكثر.

• اتجاه روسيا لجبهة جديدة في شرق آسيا، وهي جزر الكوريل (المتنازع عليها مع اليابان)، في ضوء تركيز موسكو على البعد الآسيوي المحيط بها، يترك فراغا جزئيا مؤقتا في سوريا، تستغله الجماعات الإرهابية.

بناء على ما سبق، يرى إسماعيل أن هيئة تحرير الشام تريد بتكرار الهجمات ضد العسكريين والمدنيين السوريين “إثبات وجودها، بعد تأثر قدراتها الفترة الماضية تحت ضغط عمليات القوات السورية والروسية ضدها”.

هل تنجح “هيئة تحرير الشام”؟

يتوسع التحالف الإرهابي في هجماته عبر نظام الذئاب المنفردة (عمليات تشنها خلاياه فرديا أو بعدد قليل بشكل خاطف) كمحاولة للظهور وإعادة تكوين نفسه، إلا أن القوات السورية تقابل ذلك بعمليات عسكرية لقصف مواقع هذا التحالف.

ويستبعد إسماعيل أن تعود هيئة تحرير الشام لقوتها التي كانت عليها في عامي 2017 و2018.