عمان – الغد – ختام عبدالكريم لاجئة سورية عانت من ويلات الحرب في سورية وجاءت إلى الأردن بحثا عن حياة أفضل، تزوجت وهي الآن أم لولدين، اضطرت للعمل بعد مرض زوجها فأصبح لا بد لها من السير قدما لتربية أبنائها، تصف لنا ختام معاناتها فتقول: ” وقعت الحرب في سورية وبين ليلة وضحاها وجدت نفسي لاجئة في بلد آخر أحسست بالغربة للمرة الأولى في حياتي فلم يخطر ببالي يوما أن أخرج من بلدي رغما عني، وعندما تقدم لخطبتي شاب أردني وافقت أملا في حياة أفضل واستقرار عائلي”.
تتابع ختام وهي تقاوم دموعها: “الأردن بلد مضياف وأهله طيبون ولكن الغربة صعبة وخاصة لأم يعاني زوجها مرضا نفسيا مزمن اضطرها لتحمل مسؤوليته بالإضافة إلى مسؤولية الأبناء، فوجدت نفسي أبحث عن عمل، كنت في سورية أتدرب في دورات لأتعلم فن الخياطة والتجميل لكن عندما جئت إلى الأردن لم أجد عملا في صالونات التجميل كوني لا أملك تصريحا للعمل مما جعلني أتجه للخياطة عوضا عن ذلك”.
تتغير نبرة صوت ختام ليشوبها بعض التفاؤل وهي تحدثنا عما حصل معها بعد أن بدأ اليأس يتملكها: “سمعت عن مشروع اسمه (مدد) يديره مركز تطوير الأعمالBDC ، وهو يعمل على تقديم تدريب مهني للسيدات ويساعدهن للحصول على شهادة مزاولة مهنة في مهن مختلفة كالخياطة والتجميل، ورغم أنني لا أستطيع ترك أبنائي وحدهم في المنزل إلا أنني استطعت الالتزام طوال فترة التدريب، لأنني كنت أشعر أن كل يوم كان يضيف لي شيئاً جديداً حتى أصبحت قادرة على دخول سوق العمل. كانت الورشة التدريبية مزيج من المهارات الشخصية والسلوكية والتدريب المهني الذي حفز داخلي طموح كبير ليصبح لي دور فاعل في المجتمع والوصول الى هدفي في تأمين مستلزمات عائلتي من خلال اكتسابي مهنة.
حصلت على شهادة مزاولة مهنة، وبدأت عملي من المنزل حيث كان مقتصرا في البداية على المعارف وسكان المنطقة ولكن سرعان ما بدأت أطبق ما تعلمته في دورة التسويق وأخذ عدد الزبائن يزيد في مشروعي”.
تبتسم ختام بحماس وتقول: “بالبدايات كنت اطمح ان امتهن التجميل ولكن الورشة التدريبية فتحت أعيني على مجالات اوسع، لذلك قررت فتح مخيطة كون التكلفة أقل وأستطيع تأمينها، . لم يكتف مشروع مدد بمساعدتي فقط بالتدريب وامتلاك شهادة مزاولة مهنة، فقد قاموا بإرشادي لآلية تسجيل وترخيص مشروعي ومساعدتي أيضا في شراء المعدات والأدوات التي تلزمني لأتمكن من استقبال طلبات أكثر وتلبية احتياجات العملاء فاليوم أصبح لي دخل أعلى يؤمن لي ولأطفالي العيشة الكريمة يعطيني الدافع للاستمرار. أنا سيدة أعمال امتلك مهنة ومشروعا خاصا بي فلا مكان لليأس في حياتي.
لا تدري ختام ما سيواجهها بعد ذلك فتضيف قائلة: “لا أعرف ماذا تخبئ لي الأيام القادمة لكن طموحي كبير بأن يكبر مشروعي ليصبح انموذجا في جرش وربما في الأردن، لأسهم في تشغيل سيدات مثلي يحتجن للعمل وزيادة الدخل كما وأنصحن بالتحلي بالعزيمة والإصرار حتى يحققن أهدافهن في الحياة”.
ضمن مشروع ” تعزيز الوصول الى الحماية والمشاركة والخدمات للنساء اللاجئات والمجتمعات المضيفة في الأردن”. هذا المشروع ممول من الاتحاد الأوروبي من خلال الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية “صندوق مدد”، وبتنفيذ الائتلاف الذي تقوده المبادرة النسوية الأورومتوسطيةEFI.